منذ حوالي 7 سنوات بدأت معاناتي مع الوسواس القهري، ذهبت إلى طبيبين، وفي أثناء هذه الفترة –باختصار- توقفت عن الدواء فزاد على الوسواس القهري مرض آخر وهو البارانويا، ثم ذهبت إلى الطبيب وأعطاني أبيكسيدون وفافرين، وواظبت عليهما لمدة سنة أو سنة ونصف تقريبًا حتى الحمد لله تحسنت حالة البارانويا إلى حد كبير وصرت أفضل الحمد لله وقد توقفت عن تناول الأبيكسيدون.
أما بالنسبة للوسواس والفافرين فقد حدث في نهاية السنة -أو السنة ونصف- أنه جاءتني حالة أنني أريد أن أنطق أيّ شيء في الصلاة أو أي ذكر، ولكني أجد صعوبة في ذلك، وآخذ وقتًا حتى أستطيع نطق الكلمات، فشعرت أن الدواء لا فائدة له وتوقفت عنه، ولكن عندما توقفت لم يتغير الحال حيث ظلت الصعوبة في نطق كلمات الصلاة موجودة، وزاد الوسواس وجاء لي في القراءة بحيث أصبحت أعيد قراءة الكلام كذا مرة...
فترة التوقف هذه كانت حوالي 6 أشهر، وبعدها عدت للفافرين 50، مرة أخرى وأتناول حبتين صباحًا واثنتين مساء، ولقد عدت إليه منذ شهر تقريبًا، وأنا مواظب عليه حتى الآن، ولكن لا يوجد أي تغيير، ومازلت أجد صعوبة عندما أريد النطق في الصلاة والأذكار كما أن وسواس القراءة لم يختفي، وهذه ليست الوساوس الوحيدة ولكن يوجد وساوس في التفكير أحيانًا، والاستنجاء والوضوء والاستحمام وأشياء أخرى، ولكنها لا تأخذ وقتًا طويلًا الحمد لله، وربما كانت هذه هي الحسنة الوحيدة في الأمر، وأخيرًا أود الإشارة إلى أنني قد أنهيت جميع جلسات العلاج المعرفي السلوكي الخاصة بالوسواس القهري والبارانويا بحيث لم يعد هناك جديد يقال فيها، وأنا متوقف عنها الآن،
فهل لديكم حل لهذا الموضوع؟
جزاكم الله خيرًا والسلام عليكم ورحمة الله.
07/11/2011
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "محمد" وأعانك الله على معاناتك الطويلة؛
أنت أوقعتني في حيرة، وقد جاءت استشارتك وكأنها فضفضة وبثّ آلام وشكوى أكثر منها استرشاد وسؤال...، ذلك أنك قد استكملت علاجك الدوائي، وكذلك المعرفي السلوكي الذي من القليل جدًا أن يحظى به المريض في بلادنا العربية!! فماذا عسانا نقول لك؟
لا أملك إلا أن أقول لك: إن وساوسك الجديدة في القراءة في الصلاة، لا تؤثر على صحة صلاتك البتة، فحاول الابتداء بالقراءة والأذكار بسرعة ولا تخف أن تخطئ فصلاتك صحيحة على كل حال...، واقرأ كيف تيسر لك، ولا تتردد ولا تعد إلى الوراء، فإذا أحسست أنك قرأت كلمة بشكل غير صحيح، فقل في نفسك: المرة القادمة سأنطقها بشكل جيد، أما الآن فلا داعي، وسأكمل صلاتي..!!
فإذا استطعت أن تصلي على هذا النحو، فهو انتصار، حتى لو لم تذهب الوساوس من ذهنك، إذ هي لا تهم طالما أنك تستطيع تجاوزها وعدم الاستجابة لها بغير قلق...
أهلًا وسهلًا بك مرة أخرى، وأسأل من الله لك الشفاء العاجل.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابن الفاضل صاحب الاستشارة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة هنا إلا أن أوضح المسألة لكي أزيل حيرة مجيبتك أ. رفيف ذلك أنها تستغرب كيف أنك حصلت على العلاج المعرفي السلوكي وما زلت كأن توسوس من جديد...
ولعل من المؤسف أنك تضطرنا إلى ما قد يفضح بعض الممارسات التي تتم في بلادنا العربية وفيها خداع للمرضى واحتيال عليهم ذلك أن كثيرين جدا من المعالجين والأطباء النفسانيين يدَّعون أنهم يعطون جلسات علاج معرفي سلوكي وهي في الحقيقة لا علاقة لها بالعلاج المعرفي السلوكي أو هي مجرد تطبيق قاصر للأفكار والاستراتيجيات الغربية غير الصالحة خاصة في حالة الوساوس الدينية.....
مما يؤسف له أنها خبرة متكررة لدي أن يقول المريض أو المريضة بعد جلستين أو ثلاثة..... (إذن عذرا يا دكتور هل كان "فلان" يخدعني؟ لقد كان يجري لي جلسات يقول فيها أحيانا عكس ما تقوله أنت الآن مثلا قيل لي توقف عن الصلاة حتى تتحسن وأنت تقول زد من صلاتك كلما زادت وساوس الصلاة، وبعضهم يقول لقد كان المعالج يطلب مني أن أحكي وهو يسمع فقط) والحقيقة أن ما يتكلم عنه هؤلاء ليس علاجا معرفيا سلوكيا وإنما هو وسيلة لتسلية المريض حتى يبدأ العقار في العمل.... عذرا لك وللزملاء وأهلا بك دائما على مجانين.
التعليق: أستاذنا الفاضل :د. وائل ، في تعليقك على هذه الاستشارة أشرت أن بعض الأطباء "يغش" المريض بأن يستمع له وفقط مثلا وأنك لا تعتبر ذلك إلا نوعا من الغش أو "تسلية" المريض حتى يعمل الدواء، وكنت أظن أن هذه مسارات مختلفة في العلاج تتنوع بحسب تخصص الطبيب، فهل فهمي صحيح ؟
وما الفارق بين هذا الغش وبين العلاج التحليلي؟
تحياتي