مشكلاتي: انطوائية, رهاب اجتماعي وأحيانا اكتئاب
السلام عليكم؛
مشكلاتي عدة وأهمها أنني انطوائي ولا أحب أن أختلط بالناس إطلاقا وأصبحت أيضا لا أحب أن يكون لي أصدقاء وأبتعد بالفعل عن أصدقائي الحاليين وعددهم 2 فقط!! لقد حاولت كثيرا أن أكون صداقات ولكن شيء بداخلي لا يريد ذلك ولا أدري لماذا؟!
المشكلة الثانية هي الرهاب الاجتماعي فأنا أجد في نفسي أنني لا أحب أن أكون محط نظر الآخرين أو عندما أحرج أمام أحد أو أتكلم والجميع ينظر إلي يتوقف لساني عن الكلام فجأة وأبتلع ريقي وكلاهما دون إرادة.
المشكلة الثالثة هي أنني أحيانا أشعر باكتئاب ولكنه أصبح قليلا الآن وذلك لعدة أسباب منها الشذوذ الجنسي مع عدم ارتكاب المعصية الحمد لله ولكنني الآن شفيت منه تماما وذلك بعد تناولي -اركاليون فورت- أصبحت أفضل من الأول تجاه النساء ولكن ليس كما أريد!
وأيضا ضغط الثانوية العامة مع العلم أنني أتابع على نظام غذائي لفقدان الوزن مع طبيب مختص وما أريده الآن هو ماذا أفعل عند شعوري ببداية هذا الاكتئاب, علما بأنني أتوتر كثيرا وكل شيء يعصبني حتى لو شيء تافه.
فأرجو منكم أن أعرف كيف أحب أكون صداقات؟ كيف أحب أن أختلط بالناس؟
كيف أمحو الرهاب الاجتماعي؟ أنا لم أصاحب بنت أبدا في عمري!
10/11/2011
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لتتخلص من مشكلاتك ومعاناتك عليك بأمرين بقدر التزامك بهما سيكون تعافيك ألا وهما التخلص من القلق ومن خاصية التعميم في الحكم والتفكير.
تثير توافه الأمور عصبيتك لأنك قلق وكذلك ترتبك في وجود الآخرين لأنك قلق وثقتك بنفسك منخفضة، ويمكنك بالتفكير العقلاني أن تتخلص من القلق بسهولة وركز على خبرات نجاحك بدل خبرات الفشل وتذكر أن الحياة خليط من النجاح والفشل ولا أحد فاشل تماما ولا ناجح تماما أيضا.
ضعف ثقتك بنفسك أمام الآخرين والتي تزيد شعورك بالقلق قد تكون بسبب زيادة وزنك ورغم أن زيادة الوزن ليست مرضا إلا أنها قد تسبب للبعض الإحراج وتستجر عليهم تعليقات سالبة ممن حولهم فثابر على برنامج خفض الوزن، وعليك بممارسة الرياضة فهي من جهة تساعد في التخلص من الوزن الزائد كما تزيد ثقتك بنفسك، وتخفف التوتر.
تجنب التعميم في تفكيرك والحكم على الأمور المختلفة فالتفكير في العلاقات الشاذة في مثل عمرك ليس شذوذا ما لم يصاحبه ممارسات متكررة للفعل فهي مجرد أفكار تجاهلها.
من التفكير المعمم والخاطئ قولك طول عمري لم أصاحب بنت!!! بني كل عمرك 18 وهو وقت ليس بالطويل وبالفعل لا يكفي لفعل كل ما يرغب الإنسان في فعله كما أن لديك أولويات لإنجازها، ثم من أين أتت الفرضية التي توجب عليك الحديث مع الجنس الآخر دون ضرورة، إن انتشار الخلل من العلاقات العاطفية بين الطلاب ما هو إلا من باب الهبل فما فائدة الانشغال والتعلق مع انعدام فرص الإشباع الحقيقي في مرحلتك العمرية.
أخيرا لنتحدث عن وحش الثانوية العامة الذي يتربص بأولادنا الأعزاء ويدفعهم قسرا نحو الاضطراب، الثانوية ما هي إلا عام دراسي عادي يميزه أنه يكلل جهدك في السنوات السابقة فإن كنت مجتهدا التزم بنفس الأسلوب وإن كنت مهملا هذه فرصتك الأخيرة لتودع المدرسة بطريقة مشرفة أي بالاجتهاد في الدراسة وهو الأمر المطلوب ليس فقط في الثانوية العامة ولكن في جميع الأعوام وليس في الدراسة فقط ولكن في جميع مجالات الحياة، نحن نجتهد ونبذل أقصى طاقتنا ونتوكل على الله دون أن نقلق على النتائج لأن القواعد البسيطة القديمة ما زالت تعمل فهل تذكر من زرع حصد؟ ومن طبخ أكل؟ مثلها تماما من درس نجح إن شاء الله في الثانوية العامة وغيرها.
عندما تحب نفسك ستستطيع أن تحب الناس، وعندما تتخلص من القلق وتزيد ثقتك بنفسك سيقل شعورك بالقلق في المواقف الاجتماعية وبعدها لن يشغلك كيفية اكتساب الأصدقاء لأن ذلك سيحدث بطريقة طبيعية. لا تقلق ولا تبالغ، وحافظ على صلاتك وأحسن الظن بالله، واحفظ الله يحفظك مع تمنياتي لك بحياة سعيدة ونجاحات عديدة.
التعليق: كلمة السر هنا : "كن نفسك"
فليس من الشرط أن تكون اجتماعيا لتكون سعيدا بل كن نفسك ! هذا الكلام يبدو نظريا لأول وهلة لكنه عملي جدا إذا افهمته وأدركته جيدا سوف يرقى بك بإذن الله ...
نعم فالله خلق البشر مختلفين بطبائعهم وصفاتهم فلماذا نسعى إلى أن نكون نسخا عن شخصيات تعجبنا وتبهرنا فلا مانع من الاقتداء لكن ليس إلغاء الذات وتذويبها من أجل التشبه بالآخر .
ثم من قال لك أن الانعزال عيب بالضرورة فإني أدعي أنه من الممكن أن تستغله فمثلا أنا مثلك انعزالي واستغليت هذه الصفة لحفظ القرآن الكريم... ففكر ما الذي تميل إليه نفسك ضمن المباحات واستمتع به ...
أما بالنسبة للفتيات فإياك أن تقع فريسة هذه الشهوة ! فأنا كنت أظن مثلك أني سأبقى ناقصا من دون العلاقات بالفتيات فعند تجربتها ستسمتع قليلا في الحديث معهن وفي مصاحبتهن لكنك ستخسر متع ألذ منها وهي متعة القرب من الله ! فإياك أن تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير !