أريد حلا فعالا وليس مؤقتا..!؟
السلام عليكم؛
أشكركم على هذا الموقع الذي تقومون فيه بواجبكم على أكمل وجه. جميع من في هذا الكون يثني على الصفات الجميلة ولكن ما سيكون رأيك سيدي إذا تمنى أحد فقد بعض هذه الصفات؟؟
أنا فتى أحب التعلم من أخطائي وأخطاء الآخرين، يصفني بعض أصدقائي ب(الحكيم) وذلك لأني أعشق مساعدة الآخرين في حل مشكلاتهم وأهتم بهذه المشكلات كأنها مشكلاتي فيأتون إلي ويخبرونني بها وأساعدهم على حلها وأدعمهم وأقف بجانبهم، كما أنني أحفظ أسرارهم وأخلص لهم فعندما يأتي أحدهم إلي ليشتكي من الآخرين لا أقول قول سيء مشاركة له إذا قال عنهم زامما أحاول أن أصلح بينهم فأنا أحب أن أصلح بين الناس دائما.
وعن أسرتي، فأنا من أسرة متوسطة الحال والحمد لله، لدي أخ يكبرني سنا وعلاقتي معه ممتازة وكذلك علاقتي مع أمي ممتازة ومع أبي جيدة أو جيدة جدا ولكن هكذا لأننا لسنا متفقين معا ولكنه لا يقسو علي أبدا. وعن عائلتي، فعائلتي مفككة، حدثت مشكلات في عائلة أبي وأنا في ال11 من العمر وتفككت وقاطعونا (جدتي وعماتي وعمي) وقاطعني أولادهم الذين كنت أحبهم كثيرا ولكن فعلوا ذلك بناء على أمر آبائهم وأمهاتهم.
وأنا في ال13 او ال14 حدثت مشكلات في عائلة أمي وتفككت أيضا وحدث كما حدث في عائلة أبي. لن أنكر بأني أشعر كأنني أعيش في شركة أو دولة تنقسم وتتفكك ولكن أشعر بفقدان حنان أسرة الأب والأم وأشعر بالأسى كثيرا على ما حدث. ولكن من يتحدث معنا من كلتا العائلتين هم قلة قليلة أعلم بأنهم يحبونني ولتعلم بأني أحب شراء الهدايا وإعطائها للآخرين ولا أبخل على أحد بشيء أبدا وأيضا لم ينل أفراد عائلتي وأصدقائي اهتمامي فقط بل إنما أهتم بمشكلات وشئون حبيبتي الغالية (مصر) فأنا أهتم كثيرا بكل ما يحدث وأشعر بالحزن أحيانا وبالفرح أحيانا من أجلها.
المشكلة هي أني لا أريد كل ذلك، لا أريد الاهتمام بالآخرين ولا بمشكلاتهم، لا أريد أن أكون حساسا. الجميع يقولون بأني حساس، أغضب وأحزن لأتفه الأسباب، يمكن أن أحزن على مشكلة ويكون صاحب المشكلة غير متأثر بها أصلا. فاهتمامي كثيرا بالآخرين يجعلني أشعر بالحزن معظم الوقت، أهتم بأتفه الأشياء والنقاط، أتعلق بالآخرين الذين يعطونني اهتماما وأحب حتى ولو كان شخص على الإنترنت فأهتم بهم كثيرا حتى يمكن أن ينفروا عني، لا أريد الاهتمام بعد الآن أريد اللامبالاة، أشعر بالخوف أحيانا وعدم الرغبة في التعامل مع الآخرين لأني لا أعلم كيف أعاملهم هل أهتم بهم أم لا وأخاف من أن يستغلوا هذا الاهتمام أو الحب لهم في (اللعب بمشاعري)، عندما يغضب مني أحد أشعر بالحزن والاكتئاب.
وإذا رأيت أحدهم حزينا أو شعرت بذلك أقول لنفسي (يبدو أنه يشعر بالغضب والحزن مني) فيصيبني الاكتئاب مع أن من الممكن أن يكون هذا الشخص حزينا لشيء آخر، وإذا خاصمني أحدهم يمكن أن يصيبني الاكتئاب، فنصحني أحدهم وقال (إذا أردت أن تنسى أحدهم أحزنك أو أغضبك، تذكر له كل شيء سيء فعله بك) ونصحني آخر وقال (ضعه في نفس الموقف وأنظر هل سيحزن مثلك أم لا)، أحيانا أستخدم هذين الحلين وأحيانا لا يعطيان مفعولا.
لا أريد حلولا مؤقتة... ماذا أفعل؟
01/12/2011
رد المستشار
أهلا يا "عمر خيرت"؛
لا أعرف إن كان هذا اسمك الحقيقي أم أنك استعرت اسم الفنان فدل اختيارك على رهافة حسك ولطف طبعك -قياسا على فنه-. تقول أنك جربت بعض الحلول المؤقتة ولكنك تريد حلا نهائيا سريعا سهلا أي حلا سحريا فاعلم بني أنه لا وجود لمثل هذه الحلول في التعامل البشري.
تعاملنا مع الآخرين هو أسلوب يمكن تغييره ولكن يحتاج إلى تغيير القناعة والأفكار التي تحركه والتدرب عليه، ومهما كنت ماهرا اجتماعيا تأكد أنك ستخفق في تحقيق أهدافك أحيانا وستبذل لمن لا يستحق وتتألم من الرفض وسوء التقدير.
سنبدأ من الناحية المعرفية لنكشف ما الذي يحرك سلوكك نحو الاهتمام الشديد بالآخرين وغالبا هو رد فعل لما تعرضت له في طفولتك من قطيعة المقربين من أهل والديك فتركت هذه الخبرة أثرا سالبا في نفسك يدفعك نحو تجنبها بأي ثمن، قد تكون في داخلك تلوم والديك على هذه القطيعة وترى أن لو اختلف سلوكهما لما عانيت أنت من هذه الوحدة الاجتماعية، وينبغي أذكرك بأن فشل العلاقات يتحملها جميع أطراف هذه العلاقات وإن بنسب مختلفة ولكنهم جميعا مسؤولين.
رغم جمال الغيرية وهي عكس الأنانية أي الاهتمام بالآخرين بدل التركيز على الذات إلا أن المبالغة في أي اتجاه مؤشر اضطراب فلا يجوز للإنسان أن يهتم فقط بنفسه وينسى غيره ولا يجوز أيضا أن يبالغ بالاهتمام بغيره فيضيق الآخرون بهذا الاهتمام ولتضبط الأمور عليك بتذكر وصف رب العالمين لنا بأننا أمة وسطا، وهكذا اجعل هدفك واقعيا قابلا للتطبيق أي أنك لا تريد أن تبالغ بالاهتمام بالناس خوفا من أن تتعرض للقطيعة مرة أخرى ولكنك ستبذل وقتك وعواطفك واهتمامك لمن يحتاجه ويطلبه منك بالقدر الذي يحتاجه ويطلبه.
بعض ألمك يعود لأنك تتوقع من جميع الناس أن تقدر ما تبذل لها والناس لا يجتمعون على أمر واحد فإن حصلت على تقدير لاهتمامك من البعض ينبغي أن يكون هذا كافيا لك وموجها لك لتحدد مجالات البذل والعطاء والاهتمام.
في النهاية نحن نتصرف وفق قناعتنا الشخصية وقواعدنا الخاصة فإن رأى الآخرون أن الاهتمام سيء لن نهتم بهم دون أن نتوقف عن الاهتمام بمن يحتاج هذا الاهتمام، دوافعك الداخلية أكثر أهمية من ردود أفعال الناس، ولكن لا بأس بأن تكون وسطا في جميع أحوالك ما بين اهتمامك وأساك أو كما تسميها حساسيتك، تغيير القناعات سيؤدي لتغيير السلوك والتصرفات ولكنه يحتاج إلى وقت فتعلم الصبر.