لا أعرف ماذا أكتب (الرهاب ومشاكل أخرى)..
أول شيء السلام عليكم، وثانيا أنا مشكلتي يمكن تكون بسيطة بنظركم لكنها تاعبتني في حياتي جداا..
مشكلتي أني أخاف عند التكلم أمام الناس، أخاف من الناس بشكل عام وخاصة الرجال ولا أعرف السبب، أخاف الأكل أمام الناس، أخاف أتكلم في التليفون أمامهم، أخاف لدرجة غير طبيعية، وفي أيام الدراسة وحتى الآن بالجامعة لا أستطيع التكلم أمام الصف وخصوصا إذا طلب مني شرح شيء أو قراءته أفكر في الموقف قبل حدوثه، وأخاف المعلمة تختارني وإذا اختارتني قلبي يبدأ ينبض بسرعة وجهي تتغير ملامحه أحس أنه صوتي يرتجف ولا أستطيع أتنفس أو أن أبلع ريقي حتى وأريد أن أبكي أو أهرب من المكان..
قرأت عن هذه الأعراض وعرفت أنها رهاب اجتماعي وذهبت لطبيبة نفسية وصفت لي اندرال 40 مجم حبة كل يوم ولكنه ما فادني صحيح أن الأعراض تقل لكني أظل خائفة لدرجة أن آخذ 4 حبات باليوم وفي الأخير تركت الدواء وطلبت الجلسات النفسية عند الأخصائية النفسية مع أني أعرف أني لن أستطيع التحدث أمامها ولن آخذ راحتي، إلى الآن أخذت جلستين مع أنها تخبرني أن الجلسات مفيدة جدا للرهاب إلا أني أفكر أتركها لأني أتوتر من الأخصائية ولا أنام الليلة اللي سبقت الجلسة من التفكير وهي تريد أن أكون صريحة معها وأنا لا أقدر، سألتني إذا كان هناك أي أحد مريض نفسي بالبيت وأخبرتها أن أبي مصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب وأخفيت عنها أن أمي مصابة بالوسواس القهري لكي لا تظن أننا عائلة مجانين.
وتعرضت لتحرش جنسي عندما كان عمري 9 و 10سنوات أي مدة سنتين من خالي الذي كان جارنا، ولا أعرف هل يسمى تحرش أم لا لأنه كان بإرادتي على الأغلب ولم أخبر أي أحد وكذلك أبي أثناء مرضه لم أكن أعرف طبيعة مرضه كثيرا وجدتي (أمه) كانت تقول أنه مجنون، دخل علي الغرفة ورفع ملابس وكان يتحسس جسمي لما كنت نائمة، كنت أدعي النوم وقلبي يدق بسرعة كنت خائفة إلى أن تركني بحال سبيلي لم أخبر أحد كالعادة، والآن لا أستطيع أن أتعامل معه بشكل طبيعي سواء كان عند مرضه أم لا أتجنبه ولا أريده أن يلمسني أو يبوسني حتى بالمناسبات والأعياد أدعي التعب أو أطول بالحمام أو أنام والجميع يقل أني حبيبته فهو يعاملني بطريقة مختلفة يمزح معي دائم يريد أن يقبلني إذا خرج أحيانا يجيب لي هدية مع أني لا أطلب منه ولست أصغر إخوتي لا أعرف حقيقة هذه المعاملة لكني أتجنبه الآن لأني لا أستطيع نسيان ما حدث وأتمنى لو أني واجهته ذاك اليوم فأكيد لم يكن ليعاملني بهذه الطريقة وكأن شيء لم يكن..
ومشكلة أخرى أنهم في البيت يقولون أني أشبه أمي كثيرا لأني شكاكة ومرتبة لدرجة أني أرتب غرفتي وقت طويل وآخذ بالساعات ما تفعله إخوتي بالدقائق وأستحم كل يوم ل 3 ساعات ولا أحس أني نظيفة إذا أسرعت بالحمام فأرجع وأتحمم من البداية ول 3 ساعات أخرى لا أستطيع أن أرمي أي شيء لدرجة أني أحتفظ بفواتير الجمعية وأي مكان ذهب إليه على أمل أني سأحتاجهم يوما ما، وعندما أدرس لمادة أو امتحان أدرس بالساعات لدرجة أني لم أذهب لامتحان واحد وأنا انتهيت من دراسة المنهج حتى لو سهرت الليل بطوله لأني بطيئة جدا وأعيد على كل شيء أحفظه حتى لو كانت فقرة صغيرة وأبصم ولا أستطيع الانتقال لفقرة جديدة بسهولة هل هذا يعني أن إخوتي على حق وأني مصابة بالوسواس القهري؟ حتى صلاتي تركتها لأني أعيد كثيرا وأنسى عدد الركعات التي صليتها، أعرف أن هذه تصرفات غير صحيحة لكني لا أستطيع أن أمنع نفسي عنها وأبكي كثيرا بسبب وبدون سبب... دموعي تنهمر بسرعة ولا أستطيع أن أدافع عن نفسي أمام من أخطأ بحقي وحتى لو كان من إخوتي أبكي سريعا ولا يطلع الكلام مني..
وأنا كثيرة أحلام والتفكير أحلام اليقظة لدرجة أني أقضي ساعات أفكر وأفكر ولا أستطيع أن أنام مع أني لا أنام كثيرا إلا بعد التفكير وأصبحت أكلم نفسي والكل لاحظ علي هذا الشيء مع أني في الحقيقة لا أكلم نفسي لكن أتخيل أن أكلم الناس وأهلي وأخبرهم بفعلة خالي وغيرها أو أتخيل أشياء مستحيلة أو بطولية كل عيوب الدنيا فيني وأحس أني إنسانة سيئة وعيوبي كثرة وصرت آخذ أحد أدوية أبي اللي قال الدكتور أنه يأخذها في حال لم ينام وأنا لا أنام بسهولة فصرت آخذ هالدواء ريفوترل والعلبة مكتوب rivotril 1جم والحقيقة أنه أفادني والله ونومي تحسن لحسن الحظ أنه أبي لا يأخذ أدويته ولا يحبها ولا يأخذها إلا إذا مرض وبالغصب أعرف أني لن أستطيع أن أخبر الأخصائية بكل هذا لأني أخاف من نظرتها لي أو تظن أني معقدة أو لا تساعدني وأنا أخاف أن أحدثها عن نفسي لأني لا أعرف أن أتحدث عن نفسي أمام شخص أعرفه وما بالك بشخص لا أعرفه كان لدي جلسة أمس ولم أذهب لأني خائفة ببساطة لا أعرف ما أفعل، هذه الجلسات تتعبني ولا أرى أنها تساعدني قررت أن لا أذهب لها لأنها تستجوبني ولا أرتاح لنظرتها التفصيلية لي من فوق لتحت ونظرتها لكل حركاتي ولا أرتاح أيضا كونها ما تبعد عيونها ولو لدقيقة عني وأنا أخجل بسرعة وأفضل النظر للأرض طول الجلسات السابقة، تجربة لا أريد أن أعيدها..
ماذا أفعل؟! أتمنى لو أن هناك علاج أو دواء يفيدني غير هذه الجلسات المتعبة وخاصة بعد أن أخبرتكم بكل شيء وبكل مشاكلي أتمنى المساعدة العاجلة
جزاكم الله خيرا وشكراً..
المجروحة......
01/12/2011
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
حياكم الله أختي الفاضلة على شبكتنا العربية، شاكرين لك حسن الثقة، ومعبرين عن امتناننا لعرضك مشكلتك بكل صراحة، مع علمنا لصعوبة طرح مشكلتك والحديث عنها..!
من الواضح أن المواضيع التي تحدثت عنها أثناء سرد مشكلتك بها شيء من التشعب، لكن سنتطرق لها بإشارات سريعة، وتركيزنا سيكون على موضوع مشكلتك الأصلية وهي ما وصفتها بالرهاب الاجتماعي، علماً أننا في مجال الاختصاص السلوكي لا ننظر إلى المشكلة كحجم صغيرة أو كبيرة من وجهة نظرنا نحن، إنما من وجهة نظر صاحب المشكلة، فالمهم هو الشخص الذي يعاني من المشكلة، كيف يرى مشكلته؟ وليس بالضرورة نظرة الآخرين، علماً أننا نرى مشكلتك بأنها جدية وتحتاج للمتابعة والاهتمام، خصوصاً أنه على ما يبدو أن هنالك جذور وراثية لعبت دوراً أساسياً، فقد قلت أن والدك يعاني من اضطراب ثنائي القطب، ووالدتك تعاني من الوسواس القهري، وهذا الموضوع له علاقة بمعاناتك التي تصفينها، رغم أني كنت أتمنى أن تكتبي سرداً لمشكلتك بترتيب زمني من المشاكل التي كانت في بداية الأمر وكيف تطورت القصة لمشاكلك، فهذا سيعيننا على إعطاء تشخيص أكثر دقة خصوصاً مع تشعب الأحداث، فنحن نريد وصفاً لتتطور الأحداث فقد يكون ما تعانينه على درجة من الترابط – وأعتقد أنه فعلاً مترابط- بشكل يعطينا فهماً أفضل لطبيعة معاناتك.
أما عن الأعراض الخاصة بالرهاب الاجتماعي، فما دام أنه تترافق مع الموقف الاجتماعي أعراض جسدية "أعراض القلق" فهذا التشخيص غالباً صحيح، ولكن إذا أردنا التعمق علاجياً فمن المهم أن نعرف ما الذي يدور في ذهنك لدى مواجهة الموقف الاجتماعي، وما الذي يقفز إلى تفكيرك؟ هل تخافين أن يتم انتقادك؟ أم أنها فكرة شعورك بعدم كفاءتك أمام الناس؟ أما تخافين أن يعرفوا أو يكتشفوا شيئاً لا تريدينهم أن يعرفوه عنك؟ قد تكون الإجابة على هذه الأسئلة مفيدة خصوصاً لمعرفة طبيعة الأفكار المسببة للاضطراب لأننا نعتقد أنه بمعالجة هذه الأفكار يمكن معالجة الخوف وردة فعل الجسد تجاه الموقف، حيث أن الخوف الاجتماعي معناه أن الإنسان يشعر كأنه مهدد أثناء موقف اجتماعي ما..!
أما عن التفكير الوسواسي، فمن الواضح الطريقة الوسواسية في نمط حياتك في التعامل مع الأمور، وهذا بحد ذاته سبباً في المعاناة من ضغوط متنوعة، و الشعور بصعوبة إنجاز أي شيء كونه يتطلب جهداّ مضاعفاً من قبلك أختي الكريمة، وقد يكون طريقة تربية الأم قد عززت ذلك كونها تعاني من الوسواس القهري، فالأمهات الموسوسات يؤثرن كثيراً في الأبناء لدرجة أنهم قد يبدون موسوسين لكنهم في الحقيقة لا يعانون وسواساً داخلياً إنما هي كعادات وسواسية تعود عليها من قبل الأم وأصبحت جزء من حياته.
أما التحرش الجنسي من قبل والدك، فإذا كان والدك كما وصفت أنت يعاني من اضطراب ثنائي القطب، فقد يكون تحرشه بك بسبب طبيعة مرضه خاصة أثناء النوبات الهوسية، حيث قد يفقد الشخص القدرة على الحكم وضبط النفس خاصة فيما يتعلق بالأمور الأخلاقية، وكونك تعانين من ردة فعل فهذا معناه بأنك بحاجة الى معالجة نفسية كلامية دقيقة للتخلص من الأثر النفسي لذلك، فهذا الأثر قد يكون متداخل في الكثير من أنشطة حياتك وفعالياتك اليومية، وقد يكون ذا أثر نفسي كبير في نظرتك لنفسك وللحياة والآخرين.
أما علاقتك بخالك لمدة سنتين فلم تصفي تفاصيل لطبيعتها خاصة لماذا كنت راضية عن ذلك، وما مدى عمق هذه العلاقة؟ لكن قد يكون من المهم أن تخضعي لمعالجة مع اختصاصي أو اختصاصية في المعالجات السريرية، وتأكدي أن المعالج المدرب والخبير هو إنسان يستطيع أن يساعدك، وصراحتك معه جزء من العلاج، ولست بحاجة للإنكار والتغيب فأنت تذهبي للمعالج لعلاج نفسك، وهو شخص يقدم هذه الخدمة لأنه متخصص وهذا دوره وما يعمل به وما درس طويلاً لأجل القيام به، وإذا لم ترتاحي لمعالجتك فالمعالجون كثر، المهم أن تسعي للمعالجة، وقد تكتفي بداية بأن تعرضي مشكلة الوسواس أو القلق الاجتماعي، فإذا اكتشفت أن المعالج قد ساعدك عندها من الممكن أن تتطرقي للمشاكل الأعمق ليساعدك في حلها، ومن المهم جداً أن تقومي بتناول الأدوية النفسية بعد استشارة طبية وتحت إشراف طبي..
الأخت الكريمة هذا بعض ما نشير به عليك..!ولا تترددي أن تتواصلي معنا وتعطينا ما شئت من تفاصيل لنكمل موضوع الاستشارات..
وفقنا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى، والله ولي التوفيق..
التعليق: حالة هذه الآنسة فسرت ما حدث معي تماما خصوصا في الدراسة