الخوف من وسواس العقيدة
عندي مشكلة وسواس في العقيدة وشك، تأتيني أفكار غريبة جدًا مثل: لماذا خلقنا؟ لماذا نعبد الله؟ لا فائدة للصلاة...، فعندما مثلًا أصلي، لا أشعر أني أقابل الله، ولا أخشع، حاولت ولكن لم أنجح، وأحيانا كثيرة أترك الصلاة أو أنام وعلي صلاة، وأخاف جدًا أن أموت وأنا لم أصلِّ، وأقول: إن الله سيسامحني.
حاولت في مظهري الظاهر أن أظهر للناس أني متدينة، وأعمل هكذا لكي أشعر ذلك في الباطن، ولكن لم أنجح.
أكون وحيدة في الغرفة -ومثلًا- أنا أتكلم، أشعر أن أحدًا يراقبني، أو أشعر أن جنًا في الغرفة، وأخاف وأترك الغرفة وبسرعة، ولكن لا أظهر أنني خائفة أمام أهلي.
وعندي مشكلة نفسية: لا يوجد عندي ثقة في نفسي، وهذا يتعبني جدًا في مجال المذاكرة. وأشعر أنني أحيانًا قد كفرت والعياذ بالله، وأخاف أن يعذبني الله، أو يعاقبني بعذاب في الدنيا، أريد حلًا لو سمحت لأن المشكلة تفاقمت معي جدًا، وجزاكم الله خيرًا.
01/12/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا فتاة؛
يبدو أنك تعرفين علتك جيدًا، وتعرفين أن ما تعانين منه هو وسواس قهري في العقيدة (وساوس كفرية)...، وأود أول كل شيء طمأنتك بأنه بالرغم من كل ما تعانينه وتشتكين منه، فإن إيمانك لم يتأثر، ولم تخرجي عن دينك، وليس العبرة بشعورك أثناء أداء العبادة، وإنما العبرة بأدائك لها صحيحة...
وما تعانين منه ليس شيئًا جديدًا على البشرية، وقد عانى منه بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم من خير الناس وأقواهم إيمانًا... فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: «وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟». قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ»). وهذا الحديث رواه الإمام مسلم في باب الوسوسة في الإيمان...، فالذي يشعر أن في قلبه شيء من الشك يكرهه من نفسه، ويخشى أن يذكره أو يتكلم به، هذا الشخص شهد له النبي عليه الصلاة والسلام، أن كرهه لهذه الوساوس دليل على إيمانه الخالص الواضح...
تأكدي يا فتاتي أن الكافر لا يأبه بما يخطر في باله ولا بما يشعر به، لكن المؤمن فقط هو الذي تزعجه هذه الوساوس...، فأرجو ألا تزعجك هذه الأفكار بعد الآن، لأنها وإن كانت كريهة ثقيلة على قلبك إلا أنه لا أثر لها على الإيمان...
أما كيف تتخلصين من هجومها المزعج نهائيًا، ومن ضغطها المستمر الذي يظل يشككك بإيمانك رغم قناعتك العقلية الصحيحة، فهذا يحتاج إلى علاج منظم عند طبيب مختص...، علاج دوائي، ومعرفي سلوكي، يتلخص في إهمال ما يأتيك من أفكار، ومقاومة الاستجابة لها بأفعال وطقوس تؤدينها...
بالنسبة لمسألة الثقة بالنفس، فقد ألمحت لها تلميحًا، ولم تفصلي ليتبين لنا حقيقة ما تعانين منه، ولكن يمكنك الرجوع -على هذا الموقع- إلى ملف الثقة بالنفس والتوكيدية Self Assertion...، وارجعي أيضًا من فضلك إلى ملف: علاج الوسواس OCDSD فقهي معرفي إسلامي Religious CT، عافاك الله وشفاك، وطمئنينا عن أخبارك بعد ذهابك إلى الطبيب.
التعليق: الله يكون بالعون يا رب، أنا أيضا أحس نفس الأحاسيس وضاع عمري بسببها