وساوس الموت وأحلام كثيرة جدا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأعزاء، لقد أرهقتني وساوس الموت لدرجة لم أعد أستمتع بحياتي كما يجب، لي 3 أبناء ناجحين في دراستهم -والحمد لله- وزوجي طيب جدًا -وحمدًا لله- لكن هذه الوساوس نغّصت حياتي، تسيطر عليّ في كل لحظة.
حتى في المنام لا أحس بطعم الراحة! فالأحلام الكثيرة أتعبتني وأرهقتني جدًا، مما يجعلني أصحو كئيبة متوتّرة مع أوجاع شديدة برأسي.
ما أن أضع رأسي وأنام إلا وأدخل في عالم مليء بالأحلام لا ينتهي إلا باستيقاظي في الصباح، لدرجة أن هذا الوسواس أصبح يأتيني في الأحلام، فمثلا منذ أسبوع رأيت في حلم بأن أحدًا يكلمني ويقول لي: بأنني سأموت بعد شهرين. فصحوت مرعوبة.
من ذلك الحين زادت عندي وساوس الموت, إخوتي الكرام رجاءً ثم رجاءً ساعدوني، لقد تعبت كثيرًا ولم أعد أقدر حتى على حمل نفسي.
مع العلم وأنني كل حلم أراه تجدني أمام الكمبيوتر أبحث عن تفسير له لدرجة أنني أصبحت مدمنة على مواقع تفسير الأحلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
14/11/2011
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختنا الغالية؛
ذكرت كل هذه المعاناة ولم تبيني متى بدأت؟ وهل هناك حادثة وفاة ما سببت لك هذه الوساوس؟
ويبدو من كلامك أنه لم يسبق وزرت الطبيب من قبل، ولا أرى لك من مفرّ بعد أن وصلت معاناتك إلى هذه الدرجة...، فكل الناس يهابون الموت، للمصير المجهول، والخوف من نتائج العمل، وهذا جيد طالما أنه يدفعنا للعمل وللاستزادة من الخيرات، أما إذا سيطرت الفكرة وعطلت نشاطاتك اليومية، ومنعتك من الاستمتاع بالحياة فهنا أصبحنا أمام حالة مرضية لا يمكن علاجها من خلال الشبكة.
علاج ما تعانين منه مكون من شقين: الأول دوائي، والثاني معرفي سلوكي، يتم من خلاله تصحيح المعارف المتعلقة بالموت لديك، وردة أفعالك تجاهها، ثم تدريبك على إهمال هذه الأفكار وعدم الاستجابة لها والانشغال بأمر آخر سواها حين ورودها...، وليس كما تفعلين الآن بانشغالك بها حتى في الأحلام، ثم بطلب الطمأنة عن نفسك من خلال الأحلام وتفسيرها.
طبعًا ليس المراد أن تتصارعي مع الفكرة، وإنما المراد أن تتركيها تمرّ دون أخذ وردّ، في البداية سيكون هنالك زيادة في القلق لديك، لكن ما يلبث أن يزول مع الوساوس فتذهب وتتلاشى شيئًا فشيئًا بعد المثابرة على إهمالها...
أعانك الله تعالى، وطمئنينا عنك بعد ذهابك إلى الطبيب.