من وسواس المرض إلى الاكتئاب
حالة مُعقدة..!؟
السلام عليكم، لا أعرف من أين أبدأ كلامي، فلقد تعرضت لنوبات هلع وتوهم مرضي وقلق عام منذ خمس أعوام واستمريت على أدوية عديدة منها سيرتالين ودوجماتيل واستقريت على سيروكسات جرعة 20 ميللي وسيروكيل 25 حبة مساء تحسنت الحالة، وتخرجت من كلية الهندسة عام 2008، وكانت الأعراض بدأت من 2007، عملت في مصر منذ 2009 وكنت مستمرا على الأدوية ولكن سرعان ما كنت أفقد الوظيفة بسبب عدم تحمل الضغط العصبي على الرغم من كفاءتي والتمسك الشديد في وتقديري من جميع المديرين الذي عملت معهم..
سافرت للسعودية في مارس وتوقفت عن جميع الأدوية في 2010 وبدأت أعراض الغربة والوحدة تؤثر علي وبدأ الضغط العصبي والعنصرية والحقد الذي واجهته من المصريين والحسد والغل وأشياء عديدة تأثر على نفسيتي لم أستطع تحويش مبلغ بسبب صرفي على عائلتي التي تسبب عبء نفسي شديد علي..
فوالدي مصاب بفيروس سي وتليف في الكبد مع غيبوبات وأمي مصابة بفصام ذهني منذ ولادة آخر أخ, ومؤخرا أخي أصيب بفصام ذهني أيضا بعد تعرضه للضغط العصبي في الجيش. أخاف من أصاب بالفصام الذهني من التاريخ العائلي أيضاً ودائما أخاف من المستقبل.
مشكلة الفقر التي تعرضت لها والاقتراض حتىلتكملة إجراءات السفر للخارج ـ جعلتني أخاف جدا من المستقبل وعلى الرغم من ذلك كنت لا أبخل على نفسي في أكل، فأنا أحب التذوق. عملت باحث في جامعة مرموقة وحصلت على العديد من الجوائز وقدمت براءة اختراع أمريكية ومتمسكين بي بشدة ولكن دائما أريد الرغبة في الرجوع لمصر وعندما أرجع لمصر أريد الهروب منها أيضا دائما أقع في حيرة بين الاختيارت.
بعد العمل كباحث، ظهرت تطلعاتي لدراسة الماجستير بالخارج ولكن على حسابي الشخصي لصعوبة الحصول على قبول ولكن هذا سوف يأكل ما ادخرته في السعودية وكله في سبيل رفع مستواي التعليمي حيث وجدت صعوبة شديدة في الحصول على عمل في مصر بسبب الواسطات والمحسوبيات وحتى على حسب المستوى الاجتماعي، فأنا خائف جدا من الرجوع لمصر ومن ثم الوقوع في الدوامة السابقة وهي البحث عن عمل.
أريد أن أتزوج ودائما أكلم بنات كثيرا ووجدت لدي مهارة غير طبيعيه في جعل البنات تحبني حتى أن هناك أكثر من بنت تكلمني وتحبني في نفس الوقت ولكن لم أحب أحد فيهم ! أريد الزواج ولكن دائما أخاف من المستقبل.. دائما أخاف من الخروج من العمل وبعد ذلك الوقوع في دوامة البحث عن عمل آخر وفرصة الضئيلة في مصر دائما الوحدة تجعلني أفكر في الموت وما بعد الحياة دائما ألوم نفسي وأشتم نفسي عند فعل المعصية أو عند سماع الأذان ولا أقوم للصلاة.
أريد أن تنصحوني هل يجب بدء العلاج ثانياً أم ماذا وما هو تشخيصي وتحليلكم وكيف أكون مرتاح البال ولا أقع في حيرة وكيف أستطيع تحمل ضغط أمراض عائلتي ومصاريفهم وضغوط العمل والحياة، شكرا لكم....
15/12/2011
رد المستشار
الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكراً لك على التواصل معنا وثقتك بنا، وقد طلبت منا النصح في عدة أمور، وهذة نصيحتنا لك:
1) بالنسبة للعلاج، فقد يكون العلاج الذي خضعت له سابقاً -كأدوية دون معالجة نفسية كلامية- غير كافي في وضعك، وخصوصاً أن نوبات الهلع والقلق، والضغوط النفسية تحتاج لعلاج معرفي سلوكي مناسب للتعامل معها، ورغم أن البعض قد يراها مكلفة، إلا أنها المعالجة الصحيحة والتي تسيطر على الانتكاسات فيما بعد جزئياً.
2) أما بالنسبة للتشخيص، فيبدو ان أهم الأعراض مشخصة مسبقاً بطريقة صحيحة، لكن قد نحتاج للتدقيق حول أمرين، أولهما صعوبة تحملك للضغوط والتي قد يكون سببها أعراض متعددة، من مثل الحساسية الزائدة، وموضوع بعض التناقضات فيما تقول فأنت تريد الدراسة خارجاً ولقد قدمت براءة اختراع ودعوك للحضور في أمريكا، ثم تقول أنك لا تستطيع الدراسة في الخارج بسبب التكاليف، وفعلاً كما نعلم أن "الدعوة" للبلاد الأجنبية وخصوصاً بعد براءة اختراع، فهذا معناه أنها تكون على حسابهم كاملة، فما موضوع براءة الاختراع؟؟؟
3) أما عن راحة البال، فلا أظن أن هنالك من هو مرتاح البال تماماً، فكل إنسان عنده هم ما، فهنالك من ابتلي بالمرض، وهنالك من فقد عزيزاً، وهنالك من تغرب، وهنالك من سلب وطنه، وهنالك من خسر ماله....، كل إنسان عنده هم ما، لكن قد نصيغ السؤال بطريقة جديدة، كيف من الممكن أن أرفع من درجة تحملي للضغوط، وأظن أن هذة الجزئية تحتاج لتشخيص دقيق، فقد جرت العادة على التعامل مع الشعور بالضغط النفسي على أنه مسألة يمكن الإرشاد والتوجيه فيها عموماً، علماً أن الضغط النفسي يحتاج لتحديد مصادره ومسبباته، وكتمرين لحضرتك، أرجو أن تأخذ ورقة وقلم وتعمل جدول من 4 خانات، ضع في الخانة الأولى أهم المواقف التي تعرضت فيها للشعور بالضغط،
أما الخانة الثانية فاكتب فيها ما السبب الذي جعلك تشعر بالضغط في ذلك الموقف، في الخانة الثلثة أكتب كيف كان تعاملك مع هذا السبب، أما الخانة الأخيرة فاكتب فيها طريقة أخرى للتعامل مع السبب على أن تكون هذة الطريقة عملية بشكل أكبر، ثم اقرأ كل ما كتبت مرتين، استمر على هذا الواجب لمدة أسبوع ثم راسلنا لمزيد من الفائدة، أما عن الضغط بسبب أمراض أهلك فأعانكم الله في كل ذلك، وهذا بحد ذاته من مسببات الضغط لديكم، ولذلك أخي الكريم قد يكون مبادرتك للتعلم عن طرق تدبر الضغوط ذات أثر جيد عليك، فيوجد على شبكتنا بعض المقالات إضافة الى سعه الفضاء الإلكتروني للكثير من المواضيع التي تتحدث عن أساليب التدبر للضغط النفسي....وفقنا الله لما يحب ويرضى.... وبارك لله فيكم..
ويتبع >>>>>>: من وسواس المرض إلى الاكتئاب م1