رهاب يهدد حياتي
السلام عليكم ورحمة الله؛
فكرت كثيرا في أي مشكلة أحدثكم فمشاكلي كثيرة جدا فأنا قليل الأصدقاء قليل الثقة بالنفس ولكني قررت أن أتحدث عن أكثر مشكلة تؤلمني وهي الرهاب الاجتماعي وأنا أعلم أنها السبب الرئيسي لباقي مشاكلي، فأنا أكون متحدثا جيد إذا تكلمت مع أحد لا أعرفه ولا يعرفني ع الإنترنت أو الفيس بوك أما إذا كان هذا الشخص واقفا أمامي فلا أستطيع التحدث.. وكثيرا ما ينجذب إلي من يراني ويود تكوين صداقة معي ولكنه يمل ويبتعد عني حين يراني ألتزم الصمت.
بدأت مشكلتي تلك حينما كنت في المرحلة الإعدادية كانوا قبل ذلك يصفونني بأنني هادئ و"بتكسف" ولكن هذا الكسوف تحول في تلك المرحلة إلى رهاب اجتماعي فأصبحت حينما يطلب مني أن أقرأ درس أو أجيب على سؤال يحمر وجهي وأتصبب عرقا، أذكر جيدا هذا اليوم الذي كان يسألني فيه مدرسي أين تسكن؟ فبدأت أصف له العنوان شعرت وقتها بارتعاش عضلات وجهي واحمراره لمجرد هذا السؤال التافه، وذلك اليوم المشئوم الذي حاولت فيه أن أقول نكتة أمام الفصل حدث لي نفس ما حدث ووجدت الجميع ينظر إلي في تعجب وشفقة، لا أعلم لم يحدث لي ذلك كنت قبل ذلك أشارك في الإذاعة المدرسية وأغني وأقرأ القرآن وكنت أشترك في فريق التمثيل وآخذ دور البطل لم يكن يحدث لي شيء من هذا.
أشعر أن كل يوم تزداد المشكلة أكثر لا أستطيع أن أكون صداقات وأصبحت أتجنب الحديث مع الكثيرين خوفا من ظهور أعراض الرهاب، جاءت لي فترة واعتزلت العالم ولم أعد أتكلم حتى مع أهلي إلا بسيطا قلت في نفسي أن الله رحيم ولابد أنه سيرحمني مما أنا فيه بالموت وعشت أنتظر الموت وصدقت فكرة أنني سأموت قريبا ولم أخرج من هذه الحالة إلا بعد أن شاهدت الفلم الوثائقي "The secret" وقرأت بعض كتب التنمية البشرية لدكتور إبراهيم الفقي وشريف عرفة وقتها أصبح لدي قليل من الأمل بأنني يمكن أن أتغير يوما، ولكني حاولت أكثر من مرة وفشلت لا أستطيع أن أواجه وحدي هذا الفيرس القاتل الذي يتفشي في جسدي يوما بعد يوم.
أنا الآن في الصف الثالث الثانوي حصلت في العام الماضي على مجموع كبير _الحمد لله_ يؤهلني للدخول لكلية هندسة بترول التي أتمناها ولكن هذا العام لا أستطيع المذاكرة كل يوم تحدث لي مواقف محرجة تحزنني وتفسد علي يومي وكثيرا ما أجلس أفكر كيف سأذهب العام القادم إلى كلية في مدينة أخرى؟ وكيف سأتعامل مع الناس وهل سأبقى وحيدا؟؟
أرجوك يا دكتور قل لي بصراحة هل هناك علاج نهائي لهذا المرض هل سيأتي يوم أتحدث فيه مع أهلي بلا خجل؟ أعبر لأمي عن حبي لها وأداعب أخوتي وأمرح وأخرج مع أصدقائي وأعيش حياة طبيعية مثل باقي البشر؟؟
فكرت في الذهاب إلى طبيب نفسي عندما ينتهي العام الدراسي بإذن الله ولكن لي بعض الاستفسارات أرجو أن تجيبني عنها، كم تستغرق مدة العلاج؟
هل العلاج بالأدوية له آثار جانبية؟
سمعت أنه عند التوقف عن تناول الأدوية يعود المرض إلى المريض أشد مما كان فهل سأظل أتناول الأدوية طوال حياتي؟؟
وأخيرا هل العلاج النفسي مكلف ماديا؟؟
آسف للاطالة، وأنتظر منكم النصيحة.
15/12/2011
رد المستشار
الأخ الكريم، السلام عليكم، وأهلاً بك على شبكتنا، وشكراً لتواصلك وثقتك بنا، أما بالنسبة لما وصفت في استشارتك، فمن الواضح أنك تعاني من أعراض تسبب لك الشعور بالخجل في المواقف الاجتماعية، لكن هل سألتك نفسك ما الذي يدور في ذهنك في اللحظة المحرجة؟
ولنعود إلى اللحظة التي كان يطلب منك القراءة فيها، ما الذي كان يخطر ببالك؟ ما الذي يقفز إلى ذهنك من تصورات؟
ستجد أنك تخاف من الفكرة التي تقفز إلى رأسك، أكثر من خوفك من الموقف، راجع نفسك في هذا الأمر، مرة أخرى، فنحن نخاف عندما نتخيل أن أحدا سيسخر منا وتكون درجة الخوف كأننا نتعرض فعلاً للموقف، تخيل في خيالك موقفاً يخيفك عادة، ستجد أنك ستشعر بالخوف تقريباً كأنك تتعرض للموقف، إذن خيالنا يخيفنا وخصوصاً حين نقول لنفسنا: "ماذا.. لو...؟" ونتخيل "لو" وبعدها أكثر المواقف المخيفة والموترة لنا.
أما عن الأسئلة التي طرحتها:
كم تستغرق مدة العلاج؟
وهذا أمر لا نستطيع معرفته إلا بعد تشخيص مشكلتك بشكل دقيق، ويعتمد على نوعية المعالجة الدوائية، أو السلوكية.
هل العلاج بالأدوية له آثار جانبية؟
أترك هذا الجواب للأستاذ الدكتور وائل أبو هندي للجواب حول الجانب الدوائي، علماً أنه في حالتك وبعد التشخيص طبعاً قد يكون العلاج السلوكي وحده كافياً.
سمعت أنه عند التوقف عن تناول الأدوية يعود المرض إلى المريض أشد مما كان فهل سأظل أتناول الأدوية طوال حياتي؟؟
وأخيرا هل العلاج النفسي مكلف ماديا؟؟ لا أدري عن كلف العلاج في مصر، لكن هنالك العلاجات السلوكية، وهنالك العلاجات الذاتية من خلال الأدلة العلاجية الممنهجة.
هذه إجابات أسئلتك داعين الله عز وجل أن نكون قد وفقنا للعمل كما يرضى، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، ولا تتردد في التواصل معنا بارك الله فيك.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابن الفاضل أهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، نعم في أكثر من 50% من حالات اضطرابات القلق ومنها اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي ترتد الأعراض بعد عدة شهور على الأكثر من ترك العقار... وأما العقاقير التي تستخدم لذلك فهي عقاقير الم.ا.س.ا ويمكنك أن تقرأ عنها وعن آثارها الجانبية على مجانين هنا:
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا؟ ضد الاكتئاب والوسوسة
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا؟ الآثار الجانبية
وأما تكاليف العلاج النفسي فهي غالبا أغلى من مجرد كتابة العقاقير لكنها تختلف من معالج لآخر وقليل ما هم في مصر مع الأسف لأن الناس فقراء والمعالجون لا يجدون الوقت اللازم لمن لا يدفع والدولة لا تفهم أصلا ما هو العلاج النفسي..... ربما تجد ضالتك في أي من مستشفيات الجامعات المصرية اسأل يا ولدي وإن شاء الله لن تضل... أهلا بك.