السلام عليكم،
أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة، توفي والدي قبل سنة ونصف وأنا جاءتني صدمة، مثلا أيام العزاء لم أبك كثيرا ولم أحزن بل كنت أتمنى أن يكون هذا حلما وأستيقظ منه أي لم أصدق، مرت الأيام وبعد شهر بدأت بالبكاء، كنت كثيرا ما أختلي بنفسي وأبكي بشدة ولم أخبر أحدا بذلك، وكنت حينها كارهة الذهاب للمدرسة قليلا ولكني كنت أذهب لأني أريد أن أحقق طموحي وأفرح أمي وأبي ولكن في هذه السنة صرت أخاف على أمي كثيرا وأبكي خوفا من أنها ترحل عني مثلما رحل أبي، وكنت أعاني من ضيق في التنفس ودوخة بشكل دائم وبعد عيد الفطر لهذه السنة توقفت عن الذهاب للمدرسة لأني كنت لا أستطيع كنت أبكي بشدة علما أني ممتازة ولله الحمد.
وذهبت إلى طبيب نفساني وشخص حالتي على أنها اكتئاب ووصف لي دواء لوسترال Lustral نصف حبة لمدة 4 أيام وبعد ذلك حبة واحدة ولكني في اليوم الثاني من تناول الدواء أصابني خفقان شديد في القلب وأحسست حينها أني سأموت وكنت خائفة جدا وكان جسمي يرجف كثيرا ولوني أصفر وبعد ساعتين ذهبت إلى دكتور طوارئ فكان مندهشا من شدة خفقان القلب وطلب مني أن أوقف الدواء وأعطاني دواء ينظم ضربات القلب اسمه indicardin وطلب مني عمل تخطيط للقلب لاحقا لاشتباهه في وجود صمام في القلب.
وبعد ذلك اليوم وأنا أصابتني حالة خوف شديد من الموت كنت أخاف كثيرا وكان جسمي يرتعش وقلبي يخفق بشدة ولا أستطيع النوم وشهيتي عن الأكل انعدمت وعملت تحاليل وتخطيط للقلب والذي كان سليما ولله الحمد وذهبت إلى طبيب نفساني آخر ووصف لي لوبرا نصف حبة أخذت منه لمدة أسبوع ولكنه كان يتعبني كثيرا فكانت جميع أعراضه الجانبية تظهر لدي وراجعت الطبيب وحينها قلت له أنني أصبحت لا أرغب بأي شيء في الحياة حيث أشعر أن كل الناس حية وأنا ميتة فلماذا آكل وأشرب وأنا سأموت؟ فقال هذا اكتئاب وطلب مني الاستمرار في الدواء لوبرا ووصف لي دواء آخر اسمه lorazepam حبة قبل النوم لمدة عشرة أيام أخذته ولكني أوقفت الدواء لوبرا.
الخوف الآن خف لدي بنسبة 50 في المئة ولكن لا زالت لدي وساوس سيئة مثل لماذا الناس تموت؟ أو التفكير في حقيقة الموت؟ أو التوهم أني سأموت الآن؟ والخوف من عذاب الله وأن الله خلقنا لكي نعبده وليس لكي نتعلم أو نأكل أو نشرب ذهبت إلى مستشفى الصحة النفسي قسم طوارئ وقابلت طبيبا تحدث معي ووصف لي دواء للخفقان ودواء للخوف اسمه amitriptylipline وفيتامينات لونها برتقالي صغيرة الحبة والآن أنا مستمرة عليه ولكني مثلما قلت الوساوس والخوف والقلق والاكتئاب لم تذهب فماذا أفعل؟
29/11/2011
رد المستشار
الابنة العزيزة "ندى" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، كثيرا ما يمثل حدثٌ حياتي صادم كوفاة الوالد رحمة الله عليك في حالتك عاملاً مفجرا لكثير من أعراض القلق والاكتئاب، ويمكن أن يقتصر الأمر على بعض أعراض خفيفة أو بسيطة الشدة تستمر مدة لا تزيد عن ستة أشهر لتمثل في هذه الحالة اضطرابا نسميه اضطراب التأقلم ولكن ما حدث معك كان تطورا أبعد من ذلك، ربما تسبب فيه جهل من يقدمون الرعاية الصحية الأولية بمبادئ الطب النفسي مع شديد الأسف، فأن يطلب منك أحدهم إيقاف علاج وصفه لك متخصص في الطب النفسي دون أن يكون هذا الزميل الطبيب الباطني على علم بنوعية العقار وعلاقته بما تشتكين منه من أعراض فإن ذلك مأساة حسابه عليها عند الله.
صحيح أن للعقَّار الذي تناولته بعض الأعراض الجانبية لأنه أحد عقاقير الم.ا.س.ا لكن ما حدث لك كان أقرب لنوبة شبه هلعية منه لآثار العقَّار الجانبية، ولم ينتبه الطبيب لذلك وإنما تسرع بطلب وقف العقَّار، وأحسب أنك تحتاجين إلى متابعة قريبة مع طبيب نفساني وأنصح بألا توقفي أيا من العقاقير دون إرشاد الطبيب النفساني لك بذلك.
وأنصحك بأن تقرئي ما تأخذك إليه الروابط التالية:
خوف الموت المرضي
نوبات الهلع: الشعور بالموت
من نوبات الهلع إلى اكتئاب الموت
الهلع من الموت: ولا موت من الهلع
تخيلات الموت والعزاء
أنا قلق وأفكر في الموت
رهاب الموت
هلع واكتئاب وسواس الموت
ما أخمنه هو أن استفادتك ستكون أكثر لو تناولت أحد عقاقير الم.ا.س.ا لأنها أكثر فائدة في الاكتئاب المصحوب بالوساوس يا ابنتي إلا أن خوفك أو حساسيتك المفرطة من الدواء ربما جعلت الطبيب يفضل إعطاءك العقار الأخير الذي سيقلل القلق والاكتئاب لكن تأثيره على الوساوس قد يكون محدودا، لذا أنصح بأن تعرضي على طبيبك استعدادك لأن تتناولي أحد عقاقير علاج الاكتئاب التي تفيد أيضًا في تقليل الوساوس وأنك ستكونين مستعدة لتحمل بعض الآثار الجانبية البسيطة في الأسبوع الأول لاستخدامه وبعد ذلك تنتهي تلك الآثار الجانبية،
وأنا في انتظار متابعتك.