اكتئاب وعدم ثقة بالنفس
أشكر هذا الموقع علي الخدمة العظيمة التي يقدمها لنا، أولا أنا تعبانه جدا جدا جدا، مبقتش أفرح ولا أنبسط زي الأول، نسيت شكل الابتسامة نفسي ألاقي حد أتكلم معاه طول عمري، وأنا وحيدة مليش أصحاب، تبدأ حكايتي من وأنا صغيرة طول عمري في المدرسة مليش أصحاب ألاقي الكل بيلعب مع بعضه وأنا لا كل ما أطلب من حد إني العب معاه مش بيرضى وأفضل قاعدة لوحدي، أروح المدرسة وأرجع من المدرسة وزي ما أنا، كانوا أصحابي يقعدوا يقولولي أحنا بنروح نحكي لماما كل حاجة وماما بتسألنا عن كل حاجة وعملنا أيه في المدرسة وأفضل سكته وأستني أن ماما تيجي تكلمني وتعمل معايا كده أو حتى بابا ومفيش فايدة وأنا مش قادرة أتكلم أو عارفة أقولها كده عشان محسسهاش أنها مقصرة في حقي، وفضلت كتمه جوايا ومش عارفة أكلم حد.
وكذلك وأنا في إعدادي ولما طلع ثانوي برضوة مليش أصحاب وبقعد أعيط مع نفسي وأقول هو لأمته أنا هفضل كده ولحد أمته الناس هتفضل بعيدة عني دايما، عندي أحساس أني أقل من الكل في كل حاجة الذكاء والشطارة والأنتباه وكلللللل حاجة وكمان جسمي مليان وكل أصحابي رفيعين وكنت بتضايق جداااا ولكن مكنش عندي حد أحكيلة وأدخل تانية ثانوي وأجيب مجموع 80% لأني مذكرتش غير أخر شهرين وأدخل 3 ثانوي وأجيب 76% وأكون بذاكر طول السنة وأسهر وأعمل كل حاجة طبعا الكل أتضايق مني مش عارفة ليه مع أني عملت كل اللي عليا.
أنا مش قادرة أوصف أنا كنت حاسة بأيه ولا كانت حالتي عاملة أزاي وأنا بسمع التأنيب من بابا ومبقاش عارفة هو ليه بيلومني وهو عارف كويس أني مقصرتش في حاجة وتمر الأيام ويجي ساعة التنسيق وبابا لما لقي مجموعي مش قد كده قرر أنه هيدخلني كلية خاصة وبعد لما عملنا كل حاجة جت ناس وقعدت تقوله أزاي تدخلها كلية خاصة ودول ناصبين ودول معرفش أيه وبعد لما بنيت برج من الأحلام أتهد فوق دماغي من تاني وبابا بدأ يفكر في كلامهم ويقتنع بيه وأبقي في حالة نفسية زي الزفت وبعديها بأسبوعين ثلاثة يقرر بابا أن خلاص هدخل الكلية الخاصة لأن ليها مستقبل.
ده عن الدراسة والحالة العامة أما حالتي النفسية فكانت كل يوم تبقي أسوء من اللي قبله مش لاقيه حد يقعد معايا ولا لاقيه حد أفضفض معاه لأني تعبت كل يوم علي الموال ده بابا في الشغل ويرجع يتغدي ويقعد ساعتين ثلاثة قدام التليفزيون ويدخل ينام وماما يا إما بتذاكر لأخويا يا إما شغل البيت يا إما مع أختي، وفي كل ده مين يقعد معايا أو أشكي همي لميييييييين لبابا ولا لماما ولا لأختي العيانة ولا لأصحابي اللي هما مش موجودين.
نفسي بابا وماما يقربوا مني نفسي أترمي في حضنهم نفسي حد يجي ويخدني في حضنة نفسي أعيط في حضن بابا أو ماما طبعا أنا مقدرش أقولهم أي حاجة عشان محسسهمش أنهم مقصرين وكفاية أخويا وأختي عليهم طبعا أنا عندي حالة اكتئاب فظيعة مش قدره أوصفها لحد، وطبعا كل يوم أفضل أعيط قبل لما أنام وأنا مغطية وشي بالبطانية وحضنة المخدة عشان محدش يحس بيا ولما أتعب أنام، وطبعا أنا مش هقدر أتكلم لأن دي طبعتي كبرت وأنا مش بعرف أتحاور مع حد أو أطلب أي حاجة من حد حتى بابا وماما مبعرفش أدخل في حوارات ولا أي حاجة وكمان اللي زود المواضيع لما دخلت الكلية بفضل قاعدة لوحدي وبين السكاشن أنزل أجيب أكل وأقعد أكل لوحدي وأحضر المحاضرة وأمشي ولا بقعد مع حد ولا أي حاجة لأني مش لأقيه حد أقعد معاه وأنا مبحبش أو مبعرفش أتطفل علي حد وبتكسف أعمل أي حاجة قدام حد وبتكسف كمان أتكلم مع ولاد.
أنا تعباااااااااانة جدااااااااااااااااااااا ونفسي ألاقي حل نفسي وحشتني أوي أيام لما كانت الابتسامة بتبقي مرسومة عليها ومش هينفع أقول لحد أني محتاجة أروح لدكتور نفسي
ومش عارفة أعمل أيه ؟؟؟ أرجوكم ساعدوني.آسفة للإطالة
29/12/2011
رد المستشار
أختي العزيز، شكراً على استعمالك الموقع.
أبدأ أولاً بنهاية رسالتك وأقول بالطبع لم يفوت الأوان، ولكن الاكتئاب قد سيطر على حياتك وتفكيرك. لا أعرف بالضبط ما هي ظروفك العائلية ولكن يبدو أن تعلقك بالوالدين أد مما يجب أ يكون عليه في هذه المرحلة. لو سنحت لي الفرصة مثلاً لنصحت والديك أن يستمعا إليك ولو مرة في الأسبوع لمدة 50 دقيقة لا أكثر. هذا الوقت يحتاجه كل إنسان في علاقاته الاجتماعية. بعبارة أخرى يحتاج المرء أن يتكلم ويستمع إليه أحد من الناس ولا يصدر حكماً عليه. هذا المستمع ربما يكون الأب أو الأم أو كليهما وترين الأمر في الكثير من النساء والرجال كذلك حتى بعد رحيلهم عن بيت الأهل.
غير أن الإنسان في مرحلة ما من حياته يجب أن يبدأ بفراق الأم والأب دون أن يشعر بالعزلة أو بالأحرى أن لا يخاف منها. هناك من يقول لك أن الإخفاق الذي تتحدثين عنه دراسياً ربما له جذوره النفسية اللا شعورية، وبقيت على حالك في الوضع الاكتئابي المؤقت الذي يمر به كل طفل وطفلة، ويمكن ملاحظة ذلك من سياق ومحتوى رسالتك حيث لا تلومين إلا نفسك وتلقين الذنب على ذاتك لا غير. تطور الأمر وفقدت كل ثقة بنفسك، وفقدان الثقة بالنفس عزز بدوره موقعك الاكتئابي في البيت والمجتمع، وهنا لابد الخروج منه.
أن الخروج من الوضع الاكتئابي يتطلب أولاً الإيمان بضرورة التطور الفردي وخلق العزيمة اللازمة للقيام برحلة التغيير. أن الإيمان بتطورك فردياً مسؤوليتك أنت ورغبتك أنت ولا أحد غيرك. أما خلق العزيمة للتغيير فنصفها يقع على عاتقك والنصف الآخر قد يساعدك أحد فيه.
لا شك أن أعراض الاكتئاب عندك وواضحة ولا شك أن قلقك الاجتماعي سبباً في عزلتك عن الناس. في هذا المجال لا بأس من تعاطي دواء مضاد للاكتئاب وبجرعات بسيطة مثل السيتالوبرام 20 مغم فقط لا غير صباحاً مع الإفطار. الأهم من ذلك استشارة طبيب نفسي ومعالج نفسي يساعدك على تجاوز محنتك واستعادة الثقة بالنفس.
عليك الانتباه إلى نفسك وشخصيتك ومراجعة سلوكك. لا بد من أن تبذلي جهداً أكبر للاتصال بمن هم في سنك، ولا بأس باستعمال الفيس بوك على سبيل المثال. بعد ذلك تحاولين الاختلاط بزملائك في الجامعة وتراجعين يومياً سلوكك مع الآخرين:
1- هل كان إيجابياً أو سلبياً؟
2- ما هي المشاعر والعواطف التي تولدت من جراء الاحتكاك بزملائك؟
3- إن لم تكن التجربة إيجابية فها ما هي الأفكار السلبية التي راودتك؟
4- هل هناك أفكار أخرى أكثر إيجابية تفسر تأثير التجربة السلبية؟
5- تحاولين دوماً الاستعانة بأفكار إيجابية في اتصالاتك الاجتماعية.
لا بأس أن تكتبي مساءاً ما حدث لك في مفكرة على شكل خواطر. بعدها بيوم راجعي ما كتبته وحاولي كتابته بصورة أخرى وهكذا .
يمر الإنسان بتجارب وأفكار سلبية كل يوم ولكن في المساء يضعها في سلسة مهملات ولا يحاول تكريرها. أما الأفكار والتجارب الايجابية فتحتفظين بها في حقيبة اليد وتحملينها معك دوماً.
التعليق: أردت فقط أن أقول أنك لست وحدك تحملين هذه المشاعر، فقد عشتها أيضا وأعلم قسوتها وضراوتها، وأحاول دائما أن أقلل من حدتها، ومما ساعدني كثيرا كلمة قرأتها عن أحد المستشارين الكرام:
اعتبر الاكتئاب عدوا لك واجهه تماما كما تواجه أي عدو آخر.
وقد ساعدتني هذه الطريقة كثيرا في التخلص من المشاعر السلبية.
أعانك الله أختي، وأتمنى لك التحسن الدائم بإذن الله