بين يوم وليلة... قصتي على 4 محاور
أنا طالب في 23 من العمر، أدرس إحدى التخصصات في الجامعة وأنا خريج إن شاء الله هذا الفصل وأعاني من حالة سأشرحها لكم -من شهرين- سأضع بين أيديك قصتي مقسمة على ثلاث محاور:
1- كانت إحدى الليالي الجميلة كنت قد ذهبت إلى نادي بناء الأجسام كأي يوم طبيعي وقابلت أصدقائي بشكل طبيعي علماً بأني خريج بمواد قليلة هذا الفصل حيث أملك وقت فراغ بواقع 5 أيام في الأسبوع، كالعادة ذهب أهلي للنوم وبقيت أنا سهران على الفيسبوك ومواقع الانترنت، بالصدفة رأيت إحدى الجروبات الدينية تعرض فيديو تقطيع رؤوس في سوريا، فشاهدت الفيديو ولم أتأثر به في لحظتها بل تابعت يومي طبيعي وذهبت للنوم، استيقظت اليوم التالي ذهبت للنادي كالعادة وكنت أحس ببعض التعب وأعاني من مرض الأنفلونزا، فما أن دخلت الصالة حتى أحسست بحالة من الخوف الشديد والتعب والإرهاق وخصوصا أنهم يتحدثون عن الجن بطريقة تخيف مع أني متعود على هذه الأمور.
عانيت من المرض لمدة أسبوع وفي هذا الأسبوع لم يغادر الفيديو من تفكيري ومخيلتي وأدركت كم أن العالم قبيح، ليس هذا ديني ليس لهذا خلقنا، فخفت على نفسي أن أصبح مثلهم، ثم بدأت المشاعر تتطور إلى حد أني خفت على نفسي من أن أفعل شيئا بأحد أفراد الأسرة، فكنت أذهب إلى الجامعة لكي أهرب من هذه الفكرة، وتراجع مستوى أكلي وشربي وبدأت ملامح وجهي والوزن والعضل يضمحل ويذهب، فقدت الثقة في نفسي من جرائها ولم أخرج من البيت لمدة تزيد عن الشهر، لا أستطيع فتح الفيسبوك أو الخروج من البيت، وصدري ضائق لا أستطيع فعل أي شيء سوى الذهاب للجامعة......
أحست العائلة بتغير في حالتي بشكل واضح، أين هو الشاب الذي كان لا يجلس في البيت ودائما خارج البيت لديه مشاريع ولديه علاقات ولديه هوايات؟؟! لا أدري صبرت لمدة أسبوعين إلى أن عاد أخي الكبير إلى البيت فذهبت وقلت له ما جرى معي وقال هذه أمور طبيعية والعالم هكذا وأنت لن تقتل أحد والعالم هو هكذا فلتتعايش معه؛
ارتحت قليلا من حديثه أو بالأحرى لوجوده في البيت كنوع من أني لا أستطيع فعل شيء وهو موجود لأن لديه القوة لمنعي، مع أني في صميم نفسي أعرف أن هذا لن يحصل ولكن لا أستطيع أن أمنع هذه الفكرة، بقيت كما أنا جليس البيت لا أستطيع فعل شيء. سوى الجامعة.
2- استيقظت إحدى الأيام لأذهب للجامعة بحكم أني خريج ومتميز في دراستي، خرجت من البيت ركبت السيارة وما هي إلا لحظات انتابتني حالة من عدم القدرة على الذهاب للجامعة مع أنه متنفسي، الحالة غير متوقعة، ذهبت للجامعة ولكني غير قادر على دخولها أو حضور المحاضرات حتى إذا دخلت المحاضرة أحس أني غير قادر على الجلوس وأريد أن أخرج حالا وأحس بتشنج في الأقدام وضيق في الصدر مع أنه لا يوجد أي تشنج ملموس مجرد إحساس، هذا ما زاد الطين بلة، لم أطق أصحابي لم أطق نفسي، أخرج لأتمشى أمشي وكأني في عالم غريب لست طائقا حتى نفسي لا أستطيع الأكل أو ركوب السيارة أو التركيز في المحاضرة أو حتى الجلوس مع أصدقائي والشباب لا أستطيع سريعا ما أود أن أغادر...
3- بدأت تظهر عندي حالة من الوسواس القهري، أي عندما أقرأ خبرا أو جريمة قتل أو حالة انتحار أو أي شيء من هذا القبيل تصبح هذه الفكرة تنخر رأسي بدون أن أقدر على منعها.
4- عندما أخرج من البيت الآن أحس نفسي في غربة كأنني في بلدة لا أعرف فيها أحد، أريد أن أعرف ما الذي يحصل معي وما هي من البداية وما هو هذا المرض أو الحالة، لا أريد دواء، أريد فقط يا أعزائي علاج معرفي سلوكي، وأنا لا أطيق الانتظار فامتحاناتي على الأبواب، أريد نسيان هذه الفيديوهات أريد أن أرجع طبيعي أريد أن أذهب للجامعة.
جزاكم الله كل خير
12/01/2012
رد المستشار
الأخ الكريم، حياكم الله بتحية الإسلام العطرة، وبارك الله فيكم، شاكرين لكم الثقة بنا، وتواصلكم على شبكتنا، أما بالنسبة لما حدث معك، فقد ذكرت في كلامك "الوسواس القهري" ويبدو أن ذلك هو الوصف الدقيق لما تمر به من أعراض (حالة وسوسة بفكرة ملحة ومزعجة رغم أنها لا تستحق كل هذا العناء والتفكير المسيطر عليك، مما يؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر الشديد، ثم اللجوء للقيام ببعض السلوكيات القهرية للتأكد من عدم حصول هذه الفكرة)، ومن الواضح أن مشاهدتك للمناظر المخيفة قد وضعتك في دائرة من الإحساس "بالضغط النفسي" الذي أثر بدوره وكان مثيراَ للوسواس القهري.
أما عن أعراض القلق فيبدو أنك تصف نوعاً من نوبة القلق العالية مثل التي تحدثت عنها عندما كنت في طريقك للجامعة ثم شعرت بأنك لا تريد ذلك، إضافة إلى عرض "استغراب الواقع" والذي قلت عنه بأنك شعرت كأنك في حلم، أو غريب عن المكان، ولمزيد من المعلومات والفهم الدقيق لما تمر به أرجو منك البحث في شبكة الانترنت عن كتاب "مرض القلق" من سلسلة عالم المعرفة الكويتية، والذي يمكنك تحميله مجاناً وقراءة الكتاب حيث ستفهم بالتفصيل كل ما تمر به خلال هذه الفترة، ومن ثم قراءة كتاب "الوسواس القهري" للأستاذ الدكتور وائل أبو هندي وهو من نفس سلسلة عالم المعرفة -لكن غير متوفر إليكترونيا-، للقدرة على معرفة الوساوس وطبيعتها، والقراءة بحد ذاتها هي الخطوة الأولى على طريق العلاج المعرفي، ومن ثم اللجوء للعلاج السلوكي المعرفي والذي ثبتت فعاليته الكبيرة في علاج حالات الوسواس القهري، ولا تتردد بعد ذلك بالاستفسار عن أي تفاصيل تريد، وتواصل معنا، أرجو من الله عز وجل لكم موفور الصحة والعافية، أستودعك الله.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أ. يوسف مسلم.... فقط أود تنبيهك إلى أن العلاج المعرفي السلوكي عملية تستغرق وقتا وليست كما تتصور أنت عملية يمكن أن تنجزها قبل امتحاناتك التي اقتربت، وكذلك أود إعطاءك عددا من الارتباطات من على مجانين توضح لك بعضا من الأعراض:
وسوسة واختلال إنية والألفة والاستغراب!
اختلال الإنية- تبدل الواقع غالبا عرض
الوسواس القهري واختلال الإنية
وسواس، اكتئاب، اختلال إنية: كله في النطاق