السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أريد أن أتعرف على وجهة نظر سيادتك في علاج الوزن الزائد وهل لك برنامج خاص لذلك؟
أين أجده إذن؟ على الانترنت؟ أين؟
علما بأني طولي 185 ووزني 130 وفي العشرين من عمري وضخم الجثة ولا أمتك كرشا تقريبا ولله الحمد حتى أن أصدقائي كثيرا ما يختلفون في تصنيفي من البدناء أم لا!
أرجو الإفادة لأنني حاولت مؤخرا فقط أن أتبع ما يسمي بالريجيم ولكنني وجدته يؤثر على تحصيلي (أنا طالب في كلية الهندسة وتقديري دوما هو الامتياز ولله الحمد) ويسبب لي أرق وآلام بسيطة ولكنها غريبة ومستمرة تقريبا في الظهر والبطن معا وكذلك أشعر أن هذا ليس هو الحل نظرا لأني أشعر أنني بحاجة ماسة لكميات ولو قليلة من الممنوعات في ذلك الريجيم وهي حاجة ليس لها علاقة بشهوة الطعام ولكنها حاجة لاتزان ما لا أدري كنهه!
كما أنني استهوتني كثيرا مقالات حضرتك فقد لمست الحقيقة التي شعرت بها تماما، أرجو أن تدلني سريعا يا سيدي وجزاكم الله كل خير.
ملحوظة: هناك نقطة أود أن ألفت نظر سعادتكم إليها وهي أن الوزن الزائد لم يكن يمثل لي مشكلة في يوم من الأيام حيث أنني لست من النوع السمين المترهل كما شرحت لك لا نفسية أو معنوية ولا حتى صحية!
وإنما هي فكرة راودتني مؤخرا لا أكثر ولا أقل!
وجزاكم الله خيرا
10/03/2004
رد المستشار
الابن العزيز، أهلا وسهلا بك علي موقعنا مجانين، وشكرا على ثقتك بـصفحتنا استشارات مجانين، لنا بفضل الله بالفعل برنامج علاج سلوكي معرفي يصلح للتطبيق على كل من لديه مشكلة مع مأكوله أو مع جسده، وهو مستمدٌ من، آداب الأكل في الإسلام فالأكل في الإسلام سلوك يعامل معاملة العبادة، شريطة أن يكونَ المأكول حلالا من حلال وأن ترضى بالموجود من الرزق وأن تسمي الله في البداية أو متى ذكرت وأن تحمد الله على نعمة الطعام الحلال، وهذه هي فروض الأكل في الإسلام.
فقد جاءَ في الخصال عن الرسول صلى الله عليه وسلم في وصيته لعلي رضيَ الله عنه (يا علي اثنتا عشرة خصلة ينبغي للرجل المسلم أن يتعلمها في المائدة: أربع منها فريضة، وأربع منها سنة، وأربع منها أدب، فأما الفريضة: والتسمية، والشكر، والرضا وأما السنة: فالجلوس على الرجل اليسرى، والأكل بثلاث أصابع، وأن يأكل مما يليه ومص الأصابع وأما الأدب: فتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس، وغسل اليدين) صدق رسول الله.
وقال الحسن بن على رضي الله عنه: (في المائدة اثنتي عشرة خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها: أربع منها فرض وأربع منها سنة وأربع منها تأديب، فأما الفرض: فالمعرفة، والرضا، والتسمية، والشكر، وأما السنة: فالوضوء قبل الطعام، والجلوس على الجانب الأيسر، والأكل بثلاث أصابع، ولعق الأصابع، وأما التأديب: فالأكل مما يليك، وتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس).
ولكن هذا البرنامج ليس برنامج علاج ذاتي، وإنما يطبق في إطار علاج نفسي معرفي سلوكي جمعي إلى جانب بعض الجلسات الفردية، وما نزال حتى وقت كتابة هذه السطور نقوم بإجراء الدراسة العملية العلمية عليه، ولن تجد مطروحا سوى بعض الأفكار عنه.
ويمكنك أن تراجع حوارنا حول الحمية والرشاقة والأبعاد النفسية لهما على موقع إسلام أون لاين ضمن صفحة الحوارات وهو منشورٌ بتاريخ 21/3/2004.
وأهم ما يعني أنك لست بدينا هو وصفك لنفسك في ملحوظتك فأنت تقول: (أن الوزن الزائد لم يكن يمثل لي مشكلة في يوم من الأيام حيث أنني لست من النوع السمين المترهل كما شرحت لك لا نفسية أو معنوية ولا حتى صحية!)، فشعورك هذا أصدق من منسب كتلة الجسد.
وأما ما يتعلق بمنسب كتلة الجسد لديك 38.2كجم/المتر المربع، فإنه يضعك في فئة البدينين حسب التصنيفات الشائعة، والتي تضعك في الفئة الثانية من البدانة التي تبدأ من منسب كتلة جسد يساوي 30كجم/المتر المربع، فأي نوع من الأجساد أصلا جسدك؟ إن كنت مفتول العضلات كما يستنتجُ من وصفك لنفسك وآراء أصدقائك فيك، ومن غياب الكرش، فإن الخطورة الزائدة على الصحة من درجة البدانة الثانية غير قائمة على حد فهمي، فالخطر عليك يكمن في تأرجح الوزن أكثر بكثير مما يكمن في وزنك بالكيلو جرام، والله أعلم.
أما أن تكونَ كما تقول في آخر سطرٍ من إفادتك أو آخر سطر في الملحوظة: وإنما هي فكرة راودتني مؤخرا لا أكثر ولا أقل! من أجل ماذا إذن أردت وانخرطت بالفعل في حمية منحفة، من أين قل لي؟، هناك رافدان كاذبان يا بني الأول هو ما فعلته الصورة، والبشر كلهم في فخ الصورة واقعون مع الأسف، فأنت تريد جسدا كالذي في الصورة، وتريد ربما ملابس كالتي يلبسها أصحابك، وبالمناسبة قل أنا ضخم الجسد ولا تقل ضخم الجثة، لأن الجسد حي (أطال الله بقاءك ومتعك بطاعته في حياتك)، وهذا الرافد كاذب لأن الله فطر الخلق على التنوع، بينما النموذج الغربي سحر أعين الناس بالصورة الكاذبة، حيث تحولت البدانة في أعين وأخيلة وأفكار الناس من علامة على الجمال إلى علامة على القبح لأغراض في نفس من؟ الله أعلم، أو لعلها حدثت عبثا بلا أغراض.
وأما الرافد الثاني الذي أعدك ما عشت نشيطا أن يكونَ كاذبا أيضًا في حالتك، فهو ما يشيع بين الأطباء، من أن البدانة مرض وأنها دليل على زيادة القابلية للأمراض، وأنا أقول لك أن تلك هي بدانة المترهلين الذين لا يتريضون ولا يتحركون ما استطاعوا لذلك سبيلا، وليست بدانة صاحب البدن السليم المتروك على طبيعته.
ولا يفوتني هنا أن أحييك على قولك وأنت تصف مشاعرك أثناء اتباع الخدعة المنحفة حين تقول في إفادتك: (أشعر أنني بحاجة ماسة لكميات ولو قليلة من الممنوعات في ذلك الريجيم وهي حاجة ليس لها علاقة بشهوة الطعام ولكنها حاجة لاتزان ما لا أدري كنهه!)، فأنت إذن تحاول فهم جسدك وكيف يقول لك، وهذا ما نطمح إليه مع مرضانا أصلا، لكي يكونَ بداية للوصول إلى المرحلة الثانية المعرفية السلوكية من البرنامج العلاجي الذي نعد به، وأرى من المناسب أن أضع هنا الروابط التي قد تكونُ قرأتها أنت ولكن غيرك لم يقرؤوها، فهاهي من على موقعنا الحبيب مجانين:
من قال إنها إرادة؟.. إنه الجسد صنع الله
اشتهاء السكريات واكتئاب لا نماذجي
اضطراب نوبات الدقر (الأكل الشره)
فتح حوارٍ نفسي : مع ذات السؤالين! م
تأرجح الوزن
أرى يا بني أن تقرأ كتاب الأكل ضمن إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، وهو بالمناسبة موجود على اسطوانة مدمجة، وقد تتعب قليلا في قراءة مثل هذا الكتاب، لكنك ستدعو لصاحبه، وربما لمن أرشدك إليه، وأنا معك ناقشني، وادفعني إلى مزيد من العمل، بارك الله فيك، فتابعني بالتطورات.