ولكن والدي لم يرضى..!؟
السلام عليكم، أنا فتاة عمري 22 سنة طالبة جامعية من عائلة محافظة وملتزمة كنت مركزة في دراستي عشان يفرح بي والداي لأني أنا بنت وحيدة مع 2 أخوة طول عمري أتعرف على شخص يحبني وأحبه ..حبيت واحد في الثانوية لكن لم يبادلني نفس الشعور تعذبت شوي لكن نسيته، ثم حبيت ابن خالتي أيضا لم يبادلني نفس الشعور قدرت انساه، ثم حبيت ثالث مرة ونفس الشيء محبنيش وتعذبت شوي لكن نسيته، وكنت عارفة أن كل دا سن مراهقة وقررت أني محبش خلاص عشان كرهت الحب.
ومرة في عرس ابن عمتي اتعرفت على شخص هي علاقة معقدة شوي هذا الشخص هو أخ ابن عمتي من أبيه يعني أبوه كان متجوز من عمتي من 35 سنة ولكن مكتبش المكتوب بينهم وتطلقا وكان بينهما ولد وأعاد طليقها الجواز وكبر الولد وفي عرسه أنا تعرفت على أخيه أعجب بي وحسسني بالثقة وقلت في نفسي أجرب أتعرف على شخص يحبني عكس العلاقات اللي مريت بيهم يمكن تنجح، لم أفكر في المشاكل اللي راح تجي فكرت في سعادتي بس وفعلا مع الوقت اتعلقت بيه وفي أول العلاقة قال لي أنه ناوي يخطبني ومش حيلاقي واحدة زيي وأنا فرحت قلت الحمد لله ربي عوضني بإنسان رااائع....
وهنا المشكلة فعلا خطبني ولكن والدي لم يرضى هو وعمتي قال لي ازاي اجوزك من عائلة كانت السبب في طلاق عمتك نسيتِ عملوا إيه في عمتك خرجوها بولد وعمتي قالت لو كان هذا ربيب خالتك (ابن جوز خالتك) ما كان اتعرفت عليه وهذا اتعرفت عليه أنت مش مقيمتني ومتحبنيش انا عمتك كيف اتعرفت ب ابن طليقي، والله كل هذا مكتوب وصدفة أنا مش قصدي أزعلهم لا أبي أو عمتي قلت لهم أن أمه وأبوه قابلين بي وأبوه فرح بي قال عمري محلاقي عائلة مثلهم في الأخلاق والطيبة هذا الشيء اللي محيرني أعمل إيه أرضي بابا وعمتي أم أرضي نفسي.
هو قال لي أنه مش حيبعد عني وحيعمل المستحيل عشان ابويا يرضى بليز ساعدوني أعمل إيه أنا عارفة أن البيدج دا بتاع الحالات النفسية مش اجتماعية بس أنا عايزة حد يساعدني حد يفهمني أنا بين والديّ وحبيبي اختار إيه عارفة أنو رضاية الوالدين أهم من كل شيء لكن أبواي لم يتفهماني أعمل إيه أنا عايزة أموت وأرتاح لأن دا أصعب قرار مستحيل أنسى حبيبي ومستحيل أزعل والديّ
شكرا لمؤسسي هذه الصفحة بجد انتو ساعدتو ناس كتيرة
شكراااا
12/01/2012
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك يا ابنتي، هذا الموقع يتخصص نفسياً ولكنه قائماً وقادراً بفضل الله أولاً ثم بمستشاريه أن يتعامل مع المشكلات الاجتماعية، والدراسية، بل ويتناول كثيراً الجانب السياسي؛ لأن كل تلك المساحات تتشابك وتتقابل وتنتج عن بعضها البعض؛ فالمشهد السياسي مثلاً: قد يصل في أثره للاكتئاب على مستوى الفرد، والوضع الاجتماعي غير الكريم قد يؤدي لأزمات نفسية وجرائم عنف وقتل، وهكذا.
أعود إليك فأقول: عموماً أنا لست متأكدة من استقرار مشاعرك تجاه قريبك وأرى تسرعا "كالعادة" منك لأن تعيشي حالة حب تفتقدينها منذ سنوات مراهقتك؛ فالحب ليس فقط مشاعر نفرح بها وشموع وورود ولمسات دافئة؛ الحب يحتاج لحماية وأدوات لرعايته والحفاظ على بقائه، ولن يحدث ذلك إلا حين نفهم أنفسنا عن قرب بعيداً عن التعامل السطحي معها؛ فنفهم احتياجاتها ونفهم مزاياها وقصورها، نتعرف على ما يسعدها وما يحزنها، نتعرف عما يجعلها في حالة عالية من العطاء، وما يسبب لها إحباط وتخاذل....... إلخ، فتأتي الخطوة الثانية بنضوج؛ لأننا سنختار شريك الحياة الذي يناسبنا كما نعرف أنفسنا بصدق لنرى مدى تكافؤه لنا من الناحية النفسية، الفكرية، الاجتماعية،..الخ، وهذا يتطلب "شطارة" في التعرف على الشريك دون سطحية أو من خلال ما يقوله أكثر مما يفعله، هذا ما أردت أن أقوله بدايةً؛ لأني أرى "نفس" التسرع؛ فكما أننا لن نجبر أن يحبنا أحد نحبه، فلا يجوز أن نتصور أننا نحب من عرض علينا إعجابه أو حبه دون أن نتأكد مما قلته سابقاً.
ثانيةً أعود لسؤالك المباشر... وهذا الرد هو الرد المناسب لقصة حب حقيقية لا تسرع فيها ولا سطحية (هذه مسئوليتك أنت وحدك) فأقول: أن رضا الأهل عن الزواج لا يمكن أبداً أن نتخطاه تحت أي ظرف من الظروف؛ والواقع أكد أن من تزوج دون رضا والديه وقرر الزواج بالطرف المرفوض لم يجنوا خيراً؛ وبعد الزواج يحمّل الطرف الذي تخطى رضا والديه الطرف الثاني كل تبعات قطع الرحم الذي يحدث نتيجة "العصيان"؛ فلا زيارات طبيعية، ولا مودة، ولا تعاون، ولا مشاركة أحزان، ولا دفء في أوقات المناسبات الخاصة كرمضان، والعيد، والإنجاب... إلخ. وتبدأ آثار تخطي رفض الأهل في الظهور بين الزوجين على المستوى النفسي والاجتماعي.... إلخ.
وهنا يكون السؤال، ماذا لو كان الأهل يرفضون دون سبب حقيقي ملموس؟، ماذا نفعل؟.... أرى أننا يمكنا عمل خطوتين غاية في الأهمية ليس منهما ترك الحبيب وفاءً للأهل وطاعة!!؛
- الخطوة الأولى: اتخاذ كل الإجراءات التي تساعد على تقريب وجهة النظر مثل المناقشة الموضوعية للسبب، إعلان أن التعنت في حد ذاته دون سبب حقيقي ظلم، البحث في السبب الذي يرونه بجدية لعلهم يعرفون ما لا نعرف كأن تبحثي بالفعل لماذا حدث الطلاق؟، ومن كان المخطئ، وما هي ظروف الطلاق، وكيف تصرفا الطرفان وقت الطلاق؟، وكل ذلك ليس دراسة في طلاقهما بقدر ما ستجعلك تتعرفين على عائلة قريبك وطريقة تفكيرها وكيف تتصرف في الأزمات، فقريبك هو ابن لهذا الرجل فقد يكون ورث السلوك وطريقة التفكير من يعلم؟؟، ولو وجدت بعد كل ذلك أن سبب رفض أهلك غير صحيح بالتأكيد نأخذ الإجراءات الأخرى مثل: إيجاد طرف محايد في العائلة يقدره أهلك ليتحدث معهم، أو أن يظهر قريبك في الصورة مع والديك ليوضح مدى بعده عن تلك القصة وأنه سيفعل المستحيل لطمأنتهم تجاه ابنتهم، أي يروا منه ما يطمئنهم لشخصه، إظهار حزنك وانكسارك (هذا لو السبب غير حقيقي من وجهة نظرهم بعد كل ما قلته) مع الاحتفاظ الشديد بأدبك الجم معهم.
- الخطوة الثانية والأخيرة أسميها "الإصرار المهذب".... فبعد كل ما سبق لو ظل الأهل على رفضهم لا يمكنك عمل أي شيء إلا الإصرار المهذب؛ أي تصرين على الزواج به ولكن مشروطاً بموافقتهم وتحملك الكامل لمسئوليتك عن اختيارك، وبالطبع سيصرون على الرفض فيكون صاحب النفس الطويل هو الفائز، حتى لو ظللتم هكذا سنوات!!؛ فستصل رسالة واضحة لا لبث فيها أنك جادة في رغبتك في الارتباط به وهو كذلك بالطبع سيستخدم نفس الإستراتيجية، وسيستخدمون كل أوراق ضغطهم كالتضييق في الجزء المادي، الخروج، التهم بالغباء أو التحدي،..الخ، ولكن إصرارك المهذب وضعي تحت المهذب مليون خط سيجعلهم يتأكدون أنك لن تتزوجي غيره بموافقتهم وكنت معهم نعم الابنة المحترمة المهذبة حتى تجاه رفضهم لمن يهواه قلبك، وحين يأذن الله بالزواج ويروا منه ما يطمئنهم ستكونون جميعاً راضيين.
هذا الاختيار سيفيد في عدة أمور، أولها أن تتعرفي على نفسك، وأن تتأكدي أنت نفسك وهو كذلك من مدى جدية الرغبة في الارتباط فضعف أحدكما أو يأسه يدل على عكس ذلك..سيجعلك تتعرفين أكثر على شخصه حين يقع في مواقف جادة، ستتعاملين مع أهلك بما أمر الله به ونبهنا له؛ فالله سبحانه أمرنا "بالبر" وليس الطاعة، أي أننا قد نرفض ما يقولون ولكننا نرفض بأدب جم يصل لدرجة ألا نقول لهما كلمة مثل"أوف"، فلا تخسري ربك ولا أهلك ولا حتى نفسك أمام نفسك.. بقي أن أذكرك بأن الإصرار مهذب، وأن ردي يتعلق بحب حقيقي لم أتمكن من التأكد منه لديك بشكل كافي....... وفقك الله سبحانه لما فيه الخير لك.
التعليق: الله يسلم تمك يا دكتورنا العظيمة على هالكلام يلي أراحني، لأني دائما ضد الإجبار عالزواج أوالرفض بلا مبرر والتدخل السافر بين الطرفين قبل وبعد الزواج
لكن حليتيلي مشكلتي، لن أقبل ظلم المجتمع ولا يوجد عندي أدنـــــــى شك بأننا غالبا على حق والأهل على خطأ، لسبب حضرتك ذكرته و هو أن آباءنا تربوا عالتعنت وفهموا بر الوالدين هو طاعة عمياء في تسيير قراراتنا المصيرية بحجة هم أدرى بمصلحتنا (حسب اعتقاداتهم ) وتفكيرهم هذا خاطئ، لأنهم تربوا على عادات وتقاليد باطلة فاعتبروها صحيحة ونسوا أن الدراسة والعمل واختيار شريك/ة الحياة تخص الشاب أو البنت لا تخص الأهل، ستقولين لي أن الأهل لهم حق في الاطمئنان علينا، أقول لك صحيح لكن لو هذا هدفهم يجب أن يربونا جيدا ويتركو لنا حرية الاختيار على أسس أخلاقية ربونا عليها،
شكرا يا دكتورة فأنا كنت متحير جدا لو تعرضت لهكذا موقف في المستقبل ماذا سأفعل، والذي وضعني في حيرة هو مسألة بر الوالدين وكنت أنوي نسف فكرة بر الوالدين إا كان على حساب حياتي المستقبلية لولا أن برهما من التعاليم الهامة في ديننا الحنيف، يعني لو رضخت لظلم أبويَّ فهو التزام لأمر ربي لا لإرضائهما