سموم بشرية
أعرفك بنفسي، امرأة غير عادية غير متزنة كبييير لربما، عنيفة لأبعد الحدود، مشكلتي تكمن في العنف الذي يظهر في شخصيتي دون سابق إنذار، لم أقل مجرد عصبية بل عنف، أتحول من إلى _ لكائن آخر _ مخيف لربما يحطم يكسر يشتم يلعن.
مزاجي المتكدر والدائم شيء يمتد معي منذ سنين من أيام الطفولة ولم يحاسبني عليه أحد لا في البيت ولا في المدرسة، في البيت أنا كنت وما زلت المدللة، في المدرسة كنت الأولى في كل شيء -دراسيا رياضيا- لم أجد يوما من يصفعني ويرد لي صوابي لم أجد من يصحح مساري لربما أحاول الظهور بمظهر الضحية هنا لكني لست ضحية أبدا، وكبر وحش العنف في داخلي وامتزج به غرور وكبرياء -جمالي وتفوقي- أغلق أفواه الجميع وأعماهم.
كبرت وزادت نوبات غضبي سوءا، جاء اليوم الذي طرق فيه الرجال باب الفتاة الجميلة، ذات الملامح الطفولية وتزوجت، حملت عنفي لبيت الزوجية وبل حملته للفراش، لم يحتمل الرجل لم يحتمل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لم يحتمل غروري والعنف الذي يميز شخصيتي –البرود- لم يحتمل امرأة بلا قلب ولا مشاعر، سئم من محاولات تهدئتي ومحاولات ترقيتي من حيوان هائج لسيدة -لا تشبه بنات جنسها سوى في معالم الأنوثة اللعينة التي تحملها- وتم الطلاق.
لكن المفاجأة غير السارة أبدا حملت وأنجبت طفلة تحمل ملامحي -نفس الملامح اللعينة- تخيل أن تتحول الطفلة لشيطانه مماثلة لأمها كيف تربي طفلة وتهيئها لحياة أنا نفسي لم أهيأ لها؟؟؟؟ لعنت حظي الذي جعلني أنجب وكرهت نفسي أشد الكره.
لا أمتلك لابنتي أي مشاعر أمومة ولا أقبلها ولا أحتضنها، أمي تحتضنها وتربيها، لم يسهم الزواج في استقراري.... في بيت والدي أمضي وقتي في غرفتي لوحدي، أحاول تفادي الجميع وعلى الأخص ابنتي، في غرفتي أمارس طقوسي البشعة المقيتة، الرياضة العنيفة رياضتي المفضلة، تخيل سيدة تمتلك كيس ملاكمة كبير في غرفتها أدمي يدي من كثرة ضرب ذلك الكيس لألقي بكل ما في داخلي فيه، تستهويني أفلام الرعب تشدني مناظر الدماء.
تستهويني المقاطع التي تضرب فيها النساء وبل تعذب تسعدني أصوات آلامهن، تطور الأمر لمشاهدة مقاطع مقرفة تضرب فيها النساء وتغتصب، تشعرني أصوات آلامهن براحة وبل متعة -لا تعادلها أي متعة- تطور الأمر لتعذيب نفسي -وأتقن ذلك- الألم يغذي روحي ويسعدني قطرات الدماء التي تسيل على جسدي وأنا أمرر قطع الزجاج فوقه تمتعني لربما أكثر من متعة الجنس.
أحب أن أعتصر ألما، يستهويني اللون الأحمر ويثيرني وأحب أن ألعق دمائي، طبيعة عملي تمدني بالمزيد من العنف والمناظر الدامية -أحمل ماجستير في علم السموم وأتعامل مع الموتى كثيرا، وليسوا أي موتى، ضحايا اغتصاب، إدمان، قتل.... الخ.
في النهاية أين الحل، والعودة لخارطة الطريق، كيف السعي لتصحيح الأمور؟ لربما فات الوقت وضاع الأمل؟ وما من حل لنزواتي وشهواتي؟
كيف لطفلة أن تربى في كنف امرأة لا تعرف الأمومة؟ لم أحضن طفلتي يوما بحب؟ لم أقبلها كما تفعل بقية الأمهات؟ لا أطعمها لا ألبسها؟ لا أمشط شعرها لا أكلمها؟ لا أضع يدي القذرة على تلك الملاك؟ أبوها لا يتعرف عليها؟ إن كنت أسبب المعاناة للجميع -حتى ابنتي ستعاني مني- إن كانت كل حياتي خطيئة كبيرة، فمن أين سـتأتي المغفرة؟ أحيانا أنظر لمرآتي وأقسم بأن من في المرآة هو الشيطان نفسه.
أرجوك لا تحتقرني، لا تكرهني، أحتقر نفسي بما فيه الكفاية، وأشعر بالذنب يقض مضجعي، ويسلب مني نومي، نظرات الناس تقتلني، أحس بكره الناس لي، بمقتهم لي، أحس بذلك، أمضي وقي في مختبري لوحدي لا أحدث أحدا، وبالكاد يحدثني أحدهم..... هل فات الأوان؟؟؟؟؟
26/01/2012
رد المستشار
أختي العزيز، شكراً على استعمالك الموقع؛
أبدأ أولاً بنهاية رسالتك وأقول بالطبع لم يفُت الأوان، ولكن هناك الكثير من المعاناة في حياتك والتي تستحق بعض التوضيح.
إطار ومحتوى الرسالة يتميز بصفة واحدة وهي الغضب. هذا الغضب تعانين منه منذ سنين ويتعلق بزوجك السابق، عملك الذي لا تحبينه، وكذلك ابنتك حيث لم يحصل أي تعلق نفسي بينك وبينها. الأمر الأخير لابد من الانتباه إليه لمصلحة الطفلة أولاً وتفادياً لشعور بالذنب يصعب التخلص منه مستقبلاً.
لا أظن أن الأوان قد فات لبداية التقرب من طفلتك وقضاء وقت أكثر معها، وهذا قد يساعدك في بناء هوية جديدة تحملينها غير تلك الهوية التي لا تحبينها أصلاً.
بدأت كذلك بممارسة القطع للنزيف وتشعرين بعده بالارتياح. هذا السلوك شائع ويساعد على التخلص من حالة انفصال عن محيطك بل وحتى عن شخصيتك التي أصبحت غير مرغوبة لك وإلا لم تبعثي هذه الرسالة. بالطبع رؤية الدم والقطع يولد حالة من الاسترخاء العصبي، ومع الوقت يصبح نوعاً من الإدمان يصعب التخلص منه، والآثار التي تتركينها على بشرتك قد تذكرك دوماً بماضيك. لذلك أنصحك بالإقلاع عن حالة الإدمان هذه وضمان عدم وجود ما يمكن أن تستعمليه للقطع بمتناول يدك.
تطورت شخصيتك وحملت معها مجموعة الصفات العلنية واضحة للجميع: جميلة، ذكية، قوية، مغرورة ومكتفية ذاتياً. لكنك أيضاً تملكين مجموعة خفية من الصفات فأنت شديدة الحساسية، غير واثقة في الدخول في علاقة عاطفية وجنسية، وغير واثقة من نفسك اجتماعياً.
من جراء ذلك تجزأت الذات إلى أكثر من تمثيل ذاتي Self-Representation والذي فشلت إلى الآن في دمجها بتمثيل واحد مستقر، وربما كان هذا سيحدث لو كان لديك ارتباط عاطفي سليم في نهاية أعوام المراهقة.
من ناحية أخرى فيمكن أن نطلق تعبير انتشار الهوية Identity Diffusion على شخصيتك، وأصبحت غير واثقة من نفسك ومتضايقة من أفكار داخلية لا تتميز إلا بكونها شديدة ومشحونة بالعنف والغضب. إن انتشار هويتك هو السبب الأول والأخير في تملكك الآن لصفات شخصية نرجسية Narcissistic Personality Traits وحدية Borderline Personality Traits (مثال تقلبات المزاج، القطع، اضطراب الهوية، الغضب). لكن الصراحة أنك لا تعانين من اضطراب الشخصية الحدية أو النرجسية المرضي ولكن شخصيتك أصبحت تطغي عليها الصفات أعلاه.
البعض يقول لك أنك فشلت من جراء ما طرحت أعلاه تلبية الطموحات النرجسية لكل إنسان وهي: أن يحب، ويجد من يحبه، ويملك السيطرة والقوة الكافية للإمساك بزمام أمور حياته. لم تستطيعي إلى اليوم تلبية هذه الطموحات المشروعة.
أعود الآن إلى لمسألة العلاج. أنت لست مريضة وإن كنت تعشقين مشاهدة العنف على الشاشة. بالعكس هذه محاولة غير شعورية منك لتغيير هويتك التي يجب دمجها صحياً وليس تغييرها.
أفضل مساعدة لك هو الكلام مع معالج نفسي ومشاركته همومك في جلسات مرتين في الشهر والاتفاق على منهج سلوكي معين. إن كان الغضب مصدر إزعاج لك فلا بأس من علاج الترازودون Trazadone وتبدأ بحبة 50 مغم ليلاً مع زيادة الجرعة تدريجياً إلى 150 – 200 مغم اعتمادا على تحملك الدواء.
كونك تعملين ومثقفة وواعية لمشكلتك فإني أؤكد لك أن الشفاء مضمون، وسيحدث تغيير في حياتك من حيث تدرين أو لا تدرين.
واقرأ أيضًا:
التشويه الذاتي للجسد: وصف الظاهرة2
التشويه الذاتي للجسد مشاركة 2
التشويه الذاتي للجسد مشاركة3
العصبية القاتلة: شخصية حدية!
العصبية القاتلة: الشخصية الحدية م1
التعليق: أول شيء أنا لست إنسانا ذا التزام كبير بدينه بكل حذافيره .. وأعلم أني بي علة نفسية معينة شدتني لهذا الموضوع لكي أعلق عليه
دكتور مع احترامي الفائق لك, لماذا لم تستعن بفكرة الالتجاء إلى الله ؟
يا أم الشباب ,, المرض والله طبيعي يصيب أي أنسان,
وثقي تماما أن مثلك الكثير في المجتمعات
لا تحسبي نفسك الوحيدة المبتلاة في هذا الزمان
بودي ترك تساؤل واحد في بالك :
(( لماذا اختارك الله يا فلانة لتكوني بهذه البلوة ))
ما أحب الله عبدا إلا وابتلاه
وهذه فرصتك لتغيري شخصيتك وتدعين الله وترجعين إلى دينك ردا حميدا
مع كل معاصيك السابقة ؟؟؟؟ نعممممم
مع كل المعاصي ربك كبير ويغفر ... توكلي عليه فقط وابذلي السبب ..
ما من باب يوصد أمامك وتتوكلين على الله ,,, إلا يفتح لك الله بابا أحسن منه
>> أنا مجرب توكلي الله و ابذلي السبب و ادعيه ركعتين قيام ليل يوم إيه يوم لأ ...
أخيرا .. أعجبتني فكرة كيس الملاكمة .. أهنيك والله ..أنا متأكد فيها تنفيس عن الضيق.. ممكن أني اتبعت نفس أسلوبك لولا أني لاعب تايكوندو.
بالتوفيق إن شاء الله وأتمنى من الله لك الشفاء العاجل