أعاني من التوريت، وهل أنا أيضا أعاني من الوسواس القهري..!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا أعاني من متلازمة التوريت وهذا ما اكتشفته مؤخرا بعد البحث!! وهي لا زالت تسبب لي إحراجا أمام الناس حيث لا أستطيع التحكم في نفسي أصبحت أكره نفسي كثيرا فمنذ طفولتي في بداية المرحلة المتوسطة بدأت حركاتي غريبة رغما عن إرادتي حيث أقوم بالغمز كثيرا.
ثم بدأت بعدها بسنة أقوم بعمل حركة سريعة في الرقبة تشد انتباه الناس وأيضا لا أستطيع أن أتحكم في نفسي وكأنني مجبرة على ذلك وهذا الأمر كان يحزنني حيث الإحراج أمام مدرساتي وصديقاتي ولا زلت في المرحلة الثانوية أقوم بالغمز بقوة وبعدها بمدة أقوم بثني أحد الحاجبين بشكل مشمئز وثم أفركهم بيدي.
كنت أتوقع أن هذا الأمر طبيعي حيث الأهل ما كانوا يكترثون إلا أخي كان يقول لي ما هذا لا تفعليه مرة أخرى وأيضا أمي والبعض يقوم بالضحك وأنا أحترق في جوفي أحسست نفسي أني فعلا مجنونة. والآن.... في المرحلة الجامعية أقوم بعمل حركات أخرى غريبة في يدي أضغط على الوريد في يدي اليسرى واليمنى حتى أؤلم نفسي هذا كله يهون علي إلا الذي سأقوله الآن..
أصبحت... أتلفظ بألفاظ قبيحة تجاه خاااااااااالقي إلى ربي تعالى والله وأنا أكتب خنقتني العبرة ولا أعرف ماذا أفعل أقوم بنطقها في نفسي رغم أني ملتزمة في ديني وأحب ربي كثيييييييييييييييييييرا، ولكن لا أعرف ما الذي حل بي وكأنني مجبرة على قول الكلمات هذه أتعوذ من الشيطان الرجيم ولكن لا زلت أستمر بالتكرار مثل متلازمة التوريت فهل ممكن يكون نتيجة لها أم أنه المتلازمة بحد ذاتها!!
أرجوكم هل أنا بحاجة فعلا للذهاب للطبيب النفسي هل ربي سبحانه سيعاقبني على هذا السب هل أنا بحاجة إلى عقاقير خاصة بالمرض هل متلازمة التوريت مرض عضوي أو عقلي؟
هل لها عـلاج أبدي يُريحني: (لدي عمة تقوم بحركة ولكنها طبيعية جدا في فمها وكأنها تسبّح وتستغفر مثلا ولكن هو مجرد تحريك للشفة من غير تلفظ فهل ممكن أن يكون هذا وراثي؟؟!!).
أنا في انتظار الرد على هذه الاستشارة، وجزاكم الله خيراً
بارك الله فيكم على هذا المجهود الطيب
26/01/2012
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ورود" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك وعلى إطرائك ودعواتك، لعل أحد أهم فوائد الإنترنت إتاحة المعلومات لكل راغب في الوصول لها، وهذا ما سهل عليك الوصول إلى تشخيص حالتك، أفادك ذلك مثلما يفيد كثيرين من المرضى إلا أنه قد يكون من المضر بعد ذلك أن نكتفي بمعرفة أننا مصابون بذا أو ذا من الأمراض ولا نحاول البحث عن العلاج.... فائدة المعرفة إنما تكون من تغيير سلوكنا بناء عليها ومن تعليمها للآخرين ليستفيدوا هم أيضًا... يعني لا يكفي يا ورود أن نعرف فلابد أن تتغير تصرفاتنا بهذه المعرفة.
العلاقة بين متلازمة توريت واضطراب الوسواس القهري وثيقة بشكل كبير وهناك تواكب مرضي عالٍ وتداخل كذلك بين الأعراض والعلامات فبين مرضى توريت نجد أن:
- 60 % لديهم بعض أعراض اضطراب الوسواس القهري.
- 30% لديهم اضطراب وسواس قهري
وبالمقابل فإننا بين مرضى الوسواس القهري نجد أن:
- 40% لديهم عرات أو تاريخ شخصي للإصابة بالعرات.
ونجد كذلك في نسبة كبيرة من أقارب أي من الاضطرابين أعراض الاضطراب الآخر أو ربما نجد الاضطراب كاملا، كذلك هناك فروق واضحة بين مرضى الوسواس القهري المصحوب باضطراب عرات ومرضى الوسواس دون عرات، فمثلا يتميز الوسواس المصحوب بالعرات مقارنة بغير المصحوب بسن بداية مبكر، وسلوكيات تخزين وتكديس وطقوس تكرار، وقهورات تشبه العرات وأيضًا وساوس التناظر والترتيب والوساوس العدوانية.
ولنا مقالان على مجانين ناقشنا فيهما العلاقة بين هذين الاضطرابين بتفصيل أكثر فاقرئي:
اضطراب العرات في طيف الوسواس القهري1
اضطراب العرات في طيف الوسواس القهري2
كما تجدين على الموقع معلومات عن اضطراب العرات المزمن واضطراب توريت وعددا من الاستشارات التي يفيدك قراءة ما فيها فتابعي الارتباطات التالية:
اضطراب العرات Tic disorder: مقدمة
طيف الوسواس OCDSD عرَّات Tics
أما قهورات التجديف أو سب المولى عز وجل أو المقدسات فإن من المشهور أنها أحد أعراض اضطراب الوسواس القهري وهي في حالة الوسواس غير المصحوب بتوريت غالبا ما تكون فقط وساوس أو مجرد أفكار أو نزعات للسب –دون تلفظ بها- سواء كان سبا للمقدسات أو لأشخاص يعتبرهم المريض أهلا للاحترام والتبجيل فتراه خائفا إلى حد الرعب من أن ينطق فعلا بتلك الألفاظ أو ذلك السباب وهذا هو الحدث العقلي التسلطي (أي الوسواس) وأما الفعل القهري المصاحب في هذه الحالة فغالبا ما يكون زم الشفتين بقوة لمنع التلفظ وربما يكون مصحوبا بتحاشي أماكن معينة كدور العبادة نظرا لزيادة الوساوس في تلك الأماكن.... وهنا يقول المريض أنه يجد سبا يقال داخله رغما عنه أو يجد رغبة شديدة في أن يسب لكنه يمنع نفسه وهنا يطمئنه الطبيب النفساني واثقا من أنه لن يتلفظ بها ويطمئنه كذلك من حيث أنه لا ذنب عليه فيما لا حول له فيه ولا قوة.
وأما في حالة اضطراب الوسواس القهري المصاحب لاضطراب العرات المزمن أو متلازمة توريت فإن التلفظ اللا إرادي بالسباب غالبا ما يحدث مباشرة أو في بعض الحالات بعد أن تفشل محاولات المريض منع نفسه من التلفظ... ويحتاج رأي الطبيب النفساني هنا إلى الوعي باختلاف حالات الوسواس المصاحب للعرات عن غير المصاحبة لها إذ أن هناك ما نسميه قهورات تشبه العرات وهي كالعرات لا إرادية وبالتالي لا ذنب فيها....
واقرئي على مجانين:
المسؤولية الدينية لمريض الوسواس القهري
إلا أن القعود عن طلب العلاج يا "ورود" بعد ذلك فيه إثم لا شك لأن المعرفة بوجود المرض أي مرض توجب على المسلم أن يبحث ويطلب العلاج من القادرين عليه بإذن الله.... وهناك لحالتك طرق علاج متعددة منها العقاري ومنها المعرفي السلوكي ومنها الطرق التي تمزج بينهما.... فقط تحتاجين إلى معالج متمرس في علاج اضطرابات طيف الوسواس القهري كما تحتاجين إلى الصبر والمثابرة.... عليك إذن مفاتحة الأهل وإبلاغهم بوجوب طلب العلاج.....
نسأل الله أن يمن عليك بالشفاء وتابعينا بأخبارك.