التبول- الوسواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ الأستاذ وائل المحترم، دكتورنا العزيز: والله لا أعرف من أين أبدأ مشكلتي؟!!
هي مشكلة واحدة وسأجزئها ثلاثة؛
أنا مصاب بالوسواس القهري، وهي حالة عائلية، حيث إن عمي وعمتي مصابون بها، وأنا تطورت حالتي قبل سنوات، وبعد أن سافرت إلى أمريكا استطعت أن أذهب إلى دكتورة نفسية، وصفت لي دواء وهو effexor بمقدار 225 ملغم يوميا، ساعدني كثيرا في الحياة بصورة عامة، ووضوئي والحمد لله أحسن، وصلاتي أحسن ولكني أعاني من مشكلة في التبول -أكرمكم الله- وهي أني بعد أن أدخل الحمام وأتنظف تخرج قطرات أو قطرة في بعض الأحيان بعد أقل من دقيقة، وفي أحيان أخرى بعد فترة طويلة، وهذه المشكلة عندي من خمس عشر سنة تقريبا، وبعد الذهاب إلى الدكتور المختص وعمل الفحوصات وجد أنه لا يوجد مرض وحسب ما قاله: إن البول يبقى في جسدي مدة من الزمن ويخرج بعد التحرك، ولا يوجد وقت معين.
وكانت نصيحته الوحيدة أن أستعمل واقي أو حفاض رجالي صغير كي أطمئن لنظافة ملابسي عند الصلاة، ولكن بسبب هذه المشكلة والوسواس القهري، فإني لسنين طويلة وتدريجيا أصبحت أميل للجمع بين الصلوات، حيث إني أغسل جسمي كله وألبس ملابس مخصصة للصلاة وأصلي، وهذا الحرج والتعب جعلني أجمع بين الصلوات، حتى إني في أيام أصلي كل الصلوات قضاء في وقت العشاء، وهو غير مقبول تماما، وهذا ما يزيد من قلقي.
وأكاد أقسم أنه عند وقت الصلاة تبدأ الغازات والإدرار اللاإرادي بالحصول، أما وقت العمل، أو بعد الصلاة فحالتي طبيعية تقريبا، وقليلا جدا ما يحصل إدرار.
ونتيجة لذلك فإن أولادي لا يريدون الصلاة معي كوني أتوضأ كثيرا وأعيد الصلاة في بعض الأحيان، وأهل بيتي في حرج من عملي هذا، وأنا في حيرة من أمري.
البارحة مثلا كنت في سفر، وعند المساء بدأت صلاة اليوم كاملا، وعند الانتهاء من أي صلاة وعند التفتيش أرى كمية تقل من القطرة في رأس الإحليل وأعود وأتنظف وأعيد الصلاة، حتى أتممت صلاتي في ساعتين.
واليوم حصل نفس الشيء، ولكن اليوم تحفظت بمناديل ورقية، وعند الصلاة الأولى وجدت نفس الشيء، وهنا تجمرت ولم أغتسل ولم أغير المناديل الورقية، وسبحان الله أتممت كل الصلوات بدون أي مشكلة.
فهنا حالتي لا أنا من هو مصاب بإدرار البول الدائم، -ولو أني في بعض الأحيان أدر بولا ولا أستطيع أن أتنظف لكي أصلي- وما يقلقني أكثر أني إن شاء الله في النية للذهاب إلى الحج الموسم القادم، وأنا أفكر كيف ذلك وأنا في هذه الحالة...
أما المشكلة الثانية: أني وعند إصابتي بالوسواس أصبحت أوسوس من نظافة كل شيء: الأرض, الحمام, الملابس، الخ... إلا أني بعد الدواء -طبيعي والحمد لله- إلا في حالة واحده بسبب الإدرار لم أستطع التخلص من وسواس طهارة الملابس، فمثلا كوننا في أمريكا لا يوجد حمام شرقي فالحمام، أو التواليت الغربي ذو المقعد، أجد صعوبة في تخيل أنه نظيف حتى ولو لم يبدو عليه شيء، إلا أني عند الجلوس عليه أجد من الضروري الاستحمام قبل الصلاة كوني موسوس من نظافته، وكذلك الحال بالنسبة للملابس.
أما المشكلة الثالثة: أن زوجتي ابتليت بمرض مفاصل قبل سنة وكانت تجد صعوبة في الحركة، وأصبحت شبه مقعدة، وقلت ممارسة الجنس بشكل كبير ولذلك اتجهت إلى الاستمناء ومشاهدة الأفلام الإباحية والآن بعد أن شفيت والحمد لله، أجد صعوبة بالغة في القذف معها حيث إني أمارس بصورة طبيعية جدا وباستمتاع ولكن بدون قذف، وأجد الحالة طبيعية عند الاستمناء فهل هذا بسبب الدواء أم موضوع منفصل...
فيا دكتورنا الكريم: كونك مطلعا على هكذا حالات، ما هو الحل لحالتي؟ وهل توجد فتوى تخرجني مما أنا فيه؟ وخاصة أن الله جل وعلا أكرمني وزاد من نعمه علي، وما فيَّ يؤذيني، فوالله إني أشتاق للصلاة في وقتها. وجزاكم الله خير الجزاء
26/01/2012
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛
أعتذر منك يا "مسلم" على التأخير، فالله أعلم بالحال...، وشكرًا على ثقتك بموقعنا.
بالنسبة لمشكلتك الأولى، فإن صح تسميتها مشكلة فهي مشكلة كل الذكور، هذا أمر طبيعي أخي الكريم عند الرجال، فإذا انتهيت من قضاء الحاجة فانتظر هذه الدقيقة التي تذكر أن خروج النقاط يكون بعدها، ثم تنظف بعدها، واعمل بما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم: "بَالَ فَنَضَح فَرْجَه". [رواه أبو داود والنسائي والحاكم وصححه]، حيث استدل العلماء بهذا الحديث: أنه يستحب لمن انتهى من قضاء حاجته واستنجى أن ينضح (يرش) فرجه، وما يحاذيه من الثياب بالماء، فإذا أحس بالرطوبة قال: هذه الرطوبة من الماء الذي رششته، فيصرف التفكير بما يحس به، ويترك الشك والوسوسة.
أمر آخر: لا يجب عليك شرعًا أن تفتش وتتأكد إذا ما خرج منك شيء، سواء قبل الصلاة أو بعدها، وليس عليك التأكد من خروج شيء إذا أحسست برطوبة أو شبهها، ما لم تتيقن يقينًا لا شك فيه (100%) أن ما أحسست به هو خروج البول، فإن وجدت نفسك تقول: ربما خرج شيء...، هل خرج شيء؟ لعله خرج شيء...، أظن خرج شيء...، لأرى إن كان خرج شيء...، كل هذا لا يوجب عليك التفتيش، ويبقى وضوؤك معك، وتصح صلاتك.
فإذا دخلت الحمام بعد فترة من الزمن ووجدت شيئًا من النجاسة، فالشرع يقول لك: اعتبر أن النجاسة حصلت قبل دخولك إلى الحمام بلحظات، طبقًا للقاعدة الفقهية: (يضاف الحادث إلى أقرب أوقاته).... ويمكنك أن ترجع إلى شرح هذه القاعدة وتطبيقها عند الموسوس في مقال: منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري (6)،
ويمكنك أيضًا أن تحشو رأس العورة بقطعة صغيرة من المناديل الورقية لتمنع خروج القطرات من أصلها، وإراحة بالك من الموضوع كليًا، لكن هذا قد يسبب أضرارًا صحية، ولا يساعدك على علاج الوسواس، حيث أفضل علاج له هو التعرض للمثير مع عدم الاستجابة، ومع سد المخرج لا تتعرض للمثير (الذي هو احتمالية خروج قطرات من البول بعد قضاء الحاجة)، وحيث لا تتعرض، فإنك لا يمكن ألا تستجيب!...، فالأفضل ألا تستعمل هذه الطريقة إلا عند الضرورة.
ولا تهتم كثيرًا لمسألة الحج فالله تعالى يعين العبد هناك، ويسهل عليه ما لا يحسنه ولا يقدر عليه في العادة، وأظن أنه عند تعسر الأمور يمكنك استخدام طريقة سد المخرج بالمناديل.
أما مشكلتك الثانية في الجلوس على التواليت الغربي، وبما أنك لا ترى شيئًا على المقعد، فالأصل أنه طاهر وغير ملوث، فبالنسبة لصحة الصلاة، صلاتك صحيحة لأنك لا ترى نجاسة عليه، وبالنسبة للقرف، ووسواس النظافة فما عليك إلا أن تتدرب على عدم الاستجابة وعدم الاغتسال بعد الجلوس، في البداية سيسبب لك هذا قلقًا بالغًا، لكن مع الاستمرار والمثابرة سيزول القلق تدريجيًا، وستقدر على الحياة بصورة طبيعية.
وأما مشكلتك الثالثة فأتركها للدكتور وائل ليجيب عليها، عافاك الله.
ويضيف د. وائل أبو هندي الأخ العزيز "مسلم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، من الممكن أن يتسبب عقار الفينلافاكسين في تأخير الإرجاز والقذف بالتالي وأما أن تتسبب في عدم حصول القذف فلعل هذا مستبعدا وإن حدث فقد يحدث مرة لكنه لن يكون كل مرة، وبالتالي فإني أتوقع أن يكون ذلك ناتجا عن إحساسك بالذنب وعليك أن تناقش الأمر مع معالجتك... وأنصحك بأن تقرأ على مجانين:
وسواس الطهارة: هلك المتنطعون مشاركة
وسواس الطهارة عند المسلمين مشاركة
وسواس الطهارة: هلك المتنطعون
تثبيط الإرجاز في الذكور م
وسواس النظافة والطهارة
وسواس نظافة أم طهارة؟
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.
التعليق: شكرا جزيلا يا أستاذة رفيف فقد حللتٍ المشكلة الوحيدة تقريبا التي لا زالت تؤرقني، لقد أرسلت لكم رسالتين طويلتين جدا، فيها وساوس أعاني منها من كل الأنواع لكن الحمد لله رب العالمين بفضل الله سبحانه وتعالى ومن ثم إرشاداتكم، طبقت الكثير منها وطنشت،
وتحسنت إلا مسألة إدرار البول، مع أني أنتظر دقيقة وأكثر بكثير ... إلا أنني كنت أحس بخروج ووجوب التطهير مع أني كنت أحس أن هنالك خللا بما أفعل، والقاعدة الفقهية التي ذكرتها حلت الجزء الاخير من مشكلتي في الإدرار، ولكني أنتظر الرد على باقي مشاكلي الاجتماعية والنفسية التي لا تتعلق بالوساوس
وشكرا