يضطهدني كل الناس..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدتي الفاضلة أ. أميرة بدران أعتذر عن إرسال مشكلتي من دون إكمالها بحذافيرها من ال أ الى ال ي..... قد يكون استعجالي لإيجاد حل لها هو السبب، الآن أكملها؛
أولا: قد وجدت في مشورتك بعضا من الأعراض التي أواجهها فعليا كـــ.....
* عدم الاستقرار في العلاقات، وعدم ثبات صورة الذات، مع وجود انفعالية شديدة وعدم استقرار في الانفعالات.
* يبذل الإنسان جهدا كبيرا حتى يقاوم مشاعر أنه في حالة هجر ووحدة سواء كانت تلك المشاعر التي يعاني منها مشاعر حقيقية فعلاً أو هو يتخيلها.
* اضطراب في شعور الشخص بهويته من هو؟، ما هي ملامح شخصيته؟، وصورة ذاته عند نفسه غير واضحة وغير مستقرة في الغالب تجاه أهداف المستقبل، أو ميوله المهنية، أو القيم والمبادئ.
* اعتلال في المزاج، سهل الاستثارة، نوبات قلق شديدة
* أفكار اضطهادية تتواجد وقت الموقف الذي يشعر فيه بالاضطهاد
* شعور مزمن مستمر بالفراغ أخجل من أن أقول أنها لدي جمعيها ولكن الأغلب فيها نعم... مشكلتي من بدايتها الـ أ: نشئت في حياة مفككه نوعا ما الوالدان دائما التشاجر كنت أشفق على وجود الحنان بينهما لنا... أبي من الرجال الذي يدعون الطيبة، عاشق للمال ليس طمعا ولكن بخلا قد أكون شديدة التفصيل عنه لأن تصرفاته لا ترضي أي من العائلة، وأمي تضع أخطائه صوب عيناها فتخلق المشاجرات بينهما (كل منهما كان متزوجا قبل الآخر ولهما أبناء وكان هذا أساس التفكك) فبهذه المشاجرات أصبح زمام البيت مع أخوتي الصبية مع أنهم يصغرون أختي بسنوات ويكبرونني بسنة وسنتين فأنا أصغرهم كانوا أشداء المعاملة جدا كل شيء اطلبه أنا وأختي ممنوع مرفوض لم يكن التعامل معهم سهلا فوجدت أني فقدت الحنان وروح العائلة معهم سواء مع أخوتي أو أبي وأمي.
عندما أتممت سن 6سنوات كنت أسأل أمي كيف كان الاهتمام بي في الماضي (عند ولادتي) كانت تقول لم تكوني متعبة أبدا كنت سعيدة بذلك ولكن بدأت أسئلتي تكثر عن أشياء حصلت في الماضي بين أخواتي وبيني من الأفضل ومن أهدأ ومن أشد ذكاء وهكذا...؛
كنت أجد دائما الإجابة حول أخوتي لم يكن اسمي يذكر حتى فعند موقف يمزحون فيه أو يجتمعون فيه أمي وأخوتي وكنت أريد أن انضم إليهم كنت أجد كلامي لا يلقى له بال معاهم فكنت انسحب من المجلس، كنت أحس بعبء ثقيل على كاهلي عندما أراهم يضحكون ويجتمعون وليس لي مكان بينهم وهكذا جعلت مضطهدة بينهم، وعندما دخلت المدرسة في السنة الأولى كنت أحتاج للحنان بشده فوجدت فتيات من نفس جنسيتي فصادقتهم ولكن (بالأكاذيب) فكنت أصنع لنفسي في محادثتي معهم عائلة مثاليه لا يوجد بها أخطاء ولكني كنت دائما أكشف بالكذب لأن الفتيات يعرفون أخوتي وعائلتي فوجدت أن ليس هناك أمل من الكذب أكثر في العائلة فوجدت الكذب في أشياء أخرى خيالية أحيانا أفضل فظللت هكذا حتى أصبحت في الصف السادس مولئت حياتي بالأكاذيب ومولئت أنا بالاحتقار لذاتي كنت أندم كثيرا ولكن لا أمل للرجوع....؛
فجاء يوم كللت من هذه الحياة فصارحت أصدقائي بكل الكذب فابتعدوا عني لسنة الصف السادس عندما أصبحت في الأولى إعدادي (متوسط) أصبحت معهم كصديقه من جديد ولكن كنت أعلم أن أكاذيبي مازالت ولن تزول فأصبحت صديقتهم ولكن ليس بالقرب ذاته ولجئت إلى أصدقاء آخرين أصبحت صديقتهم بحياة مثاليه وليس بالكذب فأسست شلة لا يمكن تخيلها في المدرسة من 22فتاة من جميع الأعمار ومع ذلك أحسست أنهم تجنبوني بعد أن أسستها لم أعد فردا مهما ليس أنانية مني أن أصبح في ناظرهم دائما ولكن كنت أبحث عن الاهتمام والحنان الذي فقدته لكني لم أجده بينهم فابتعدت عنهم لأني أصبحت بينهم (غريبة)؛
وفي هذه المرحلة أصبحت أتشبه بالشباب تشبها قويا فأصبحت اعتاد البنطال بشكل غير متوقع وتصرفات وطريقة كلام وكل شيء تقريبا أسموني (ايمي=محمد=ميمو) لم أكن قد بلغت بعد فكان هذا يساعدني وفي نفس وابتعدت عن الجميع وأصبحت أجلس مع كل مجموعه فترة وانسحب منهم (لم يكن يفرق معهم وجودي من عدمه فأفضل الانسحاب) السنة تشاجرت مع أصدقائي السابقين الذي هم معي من صف الدنيا فوجدتهم يتذكرون الكذب الذي كذبته فأحسست بالخجل من نفسي مع أنني صارحتهم لكن لا أمل فابتعدت عن الجميع هذه الفترة فأصبحت مضطهده من المدرسة ليس فعليا ولكن إحساس فبعد أن انتهت السنة رجعت للسنة الأخرى وكانت أهدأ من التي قبلها ورجعت صديقة للمدرسة جمعيها ولكني مازلت (ميمو)؛
لم أستطع التخلي عن هذه الشخصية لأني عندما تشبهت بالشباب وجدت أن الحنان كلمات لا أحتاجها في حياتي فأكملت بها سنوات المتوسط حتى سنة أولى ثانوي فلاحظت أن ملامحي تغيرت وأصبحت مرغوبة من الجميع لأنني رجعت أيمي وليس ميمو فتاة مرة أخرى فأصبحت معهم ولكني أحسست أني لم أوجد بينهم كان كلامي ثقيل عليهم ومزاحي تصرفاتي كل شيء فكنت أنسحب من مجالسهم دائما وإلا أن أجلس وأكون مستمعا.
وأنا الآن في الثاني من الثانوي ومازلت أعاني من هذه الحالة لا أحد يرغب بي من عائلتي أو أصدقائي، استثناء....؟ عندما كنت في الأول من المتوسط وأصبحت حياتي معقده بما فيه الكفاية اتجهت إلى جنون الانترنت منتديات ومواقع في الأول ثم اتجهت إلى غرف الدردشة والشات وتعرفت إلى أصدقاء لا يعدون ولكن بدأت حياتي معهم بالكذب لأنهم لا يعرفونني وحتى الآن.
أنا معهم ولكن بالكذب حتى تعرفت إلى شاب أحببته بل عشقته كان يكبرني ب7سنوات وجدت معه ما لم أجده الحنان والعطف وجدت في رقة كلامه ما أردته دائما وبحثت عنه مع أن طبعه صعب الإرضاء ولكن لمس قلبي وجعله يدق من جديد بعد ما قتلته أنا ولكنه يا ليته ما رجعه فقد أحسست أخيرا بنظرات الرجال الشديدة بجسدي حتى أنني كنت سأتعرض للمس أحدهم لجسدي من فترة قريبه كرهتهم كره شديد ومع ذلك لم أكرهه مع أنه فعل بي الكثير فقد كسر قلبي مرارا وتكرارا لم يكل أبدا ومع ذلك أحبه بشده ولكن هذا سابقا فكانوا وهذا الشاب بنسبه لي الملجئ الوحيد لأنهم تقبلوني ولكن حاليا لا أجد ذلك فأتي لتكلم مع أحد أصدقائي.
الآن أجد (التنفيض) هو الرد المناسب لم يعودوا يريدون التحدث معي بعد 5 سنوات من الصداقة والشاب أيضا بعد ما كنا نتحدث لساعات أحس أنه لا يريد التحدث معي بعد الآن، كلامه أصبح على قدر السؤال وكأنني حمل ثقيل ومع هذا الوقت كله حياتي مع عائلتي لا تتغير فأمي همها الوحيد أخوتي سواء الذين في مصر أو أخي الموجود هنا حتى أني لسه على بالها فهي لم تسأل ما بي أبدا وإذا سألت وقولت لها ليس هناك شيء أجدها في اليوم كله متعصبة وأبي همه الفلوس كالعادة وأخوتي الصبية المشاكل والبيت كأنهم أبي وأمي وأختي الكبرى مشاكل حياتها هيه أولى بها فمشاكلها الحب وأصدقائها أصبحت أنا آخر همها بعد أن اصطبحت صديقه ليها وهذه كل القصة فهل أنا أتخيل أم فعلا هم يضطهدوني أم لم يشعروا بعد بوجودي أم ماذا؟؟؟
أتمنى أن أكون أتخيل فقط على قولك وليس هناك شيء من هذا القبيل حياتي معقده بما فيه الكفاية ولا ينقصني شيء ليزيدها
وآسفة لإطالتي عليك ولكن التفاصيل أكثر تعقيدا فخففتها على قدر استطاعتي وشكرا.
26/01/2012
رد المستشار
نعم يا ابنتي، أشكرك على تفاصيل الرسالة تلك المرة؛ فلقد تحدثت بكثير من الوضوح الذي جعل الأمر أكثر ليناً؛ فرغم أنك ذكرت أنك بالفعل تجدين في نفسك معظم مميزات الشخصية الحدية؛ إلا أن التفاصيل أظهرت قدر ما يسمح به التواصل عن طريق الانترنت أن سمات تلك الشخصية هي التي تتوفر لديك؛ والدليل أنك تمكنت من الاحتفاظ بالعلاقات في حياتك لفترة وصلت لسنوات على كل مشكلاتها، وأظن كما ظننت سابقاً أن تشخيص الاضطراب يحتاج لتواصل فعلي وعلى أكثر من مرة حتى يتم التأكد منه، ولكن على أية حال من المهم أن تتفهمي عدة أمور توضح ما تجدينه من وجهة نظرك اضطهاد لعل ما قد تتفهميه يساعدك على السير في الطريق السليم بإذنه تعالى؛ فأنت كما ذكرت ابنة صغرى لتلك العائلة؛ ولقد وجدنا أن أصغر الأبناء خصوصاً في عائلة فيها أبناء كُثر ناهيك عن وجود علاقات متشابكة من ناحيتي الأب والأم بأزواج آخرين، وضيفي إلى ذلك أن الكبار شباب؛ فأن الصغير هذا في الغالب يتوه!
أو بمعنى آخر يصعب على أبويه أن يتعاملا معه بأسلوب تربوي صحيح ووالديك كما ذكرت بينهما دوماً شجار واهتمامات لا تتعلق كثيراً بموضوع التربية اللذان قد ينظران له كأنه رفاهية ليس لها مكان وسط الشجار حول المال، والبخل، ومشكلات الأبناء المتزوجين والمسافرين وغيره،فلم يجد عقلك الصغير ولا احتياجك الشديد للشعور بالحنان والرعاية والاهتمام والتقدير والتقبل إلا أنهم "حتماً" يضطهدونك ويكرهونك، ولم تتمكني بطبيعة الحال أن تدركي أو تضعي نفسك مكانهما كرجل وامرأة وليسا كأب وأم، وعلى جداً صوت الكبار؛ فجذب الاهتمام وضاع احتياج الصغير عن غير تعمد ولكن بسبب قلة الوعي وإهمال الواجب التربوي، وخرجت للحياة دون أن تحصلي على ما يسميه العلم بالحاجات الأولية للطفل؛ والتي لا يحصل عليها بالكم ولا الكيف المفروض إلا من والديه؛
وهذه الحاجات الأولية هي التي تضمن بناء شخصية سوية دون عقد ولا حرمان ومنها الشعور بالحب، التقبل، الرعاية النفسية، الاهتمام، الأمان، بث الثقة بالنفس،....الخ، فخروج الطفل في حالة "عطش" أو "حرمان" من تلك الحاجات يجعله لا إرادياً يبحث عما يفتقده، ويسعى من خلال العلاقات الأخرى في حياته الحصول على ما يحتاجه غافلاً تماماً عن أن تلك العلاقات علاقات:
أولاً: اختيارية تحتاج من كلا الطرفين أن يختارا البقاء عليها أو لا
ثانياً: يُحمّلها أكثر مما تحتمل طبيعة وطاقة تلك العلاقات؛ فيتعامل مع الصديق، أو الجار، أو الزميل، أو حتى الحبيب والزوج وكأنه الأم!، ويعطي بقوة في العلاقة وينتظر رعاية وحب واهتمام وعناية الأم رغم أنها ليست في تلك العلاقة!، فحتى الحبيب أو الزوج حين يطلب من الطرف الثاني أن يغدق عليه الرعاية والاهتمام والحب الوالدي يكون ثقل كبير جداً في العلاقة؛ لأن تلك العلاقة علاقة "تبادلية"، وليست علاقة أم وأب يعطون دون شروط أو انتظار لمقابل؛ فالأم لن تعطي الرعاية والحب لأن طفلها جميل، أو لأنه خفيف الظل، أو لأنه مريح في التعامل فهي ستعطي وفقط لأنها أم؛
أما أي علاقات أخرى فيها أخذ وعطاء حتى لو معنوياً فحين نعطي الحبيب التقدير والاستماع يعطينا الانتباه والاهتمام وإن افتقدهما لن يعطي أو سيتأثر عطائه، وكذلك المزاج، وخفة الظل، والارتياح، والتشابه.... إلخ هي شروط للصداقة والقرب، وهكذا نجد الطفل الذي نشأ محتاجاً في حالة "استجداء" لتلك المشاعر، رغم أنها لن يتم تعويضها في تلك العلاقات، فحين حدث ذلك معك لم يكن هناك أي سبب يمكن استنتاجه إلا الاضطهاد والكره!، ناهيك عن أن في الغالب الأصدقاء أو الناس لا تحب اللوم، ولا تحب العطاء الزائد لأنه خانق، لا تحب الالتصاق... إلخ، فكانت معظم النتائج هكذا.
أما حب الانترنت فحدث ولا حرج ولقد تحدثنا فيه مراراً وتكراراً ولكن يضاف عندك أنك تبحثين عما حرمت منه لدى هذا الحبيب، والمثل بيقول "جوزك ما يحبكيش شكاية"، البشر يكرهون الشاكي الباكي دوماً، يرهقون من حياة الحزن والمأساة..... إذن دعينا الآن نتحدث عن الحل..... نصف الحل هو أن تفهمي ما يحدث معك ولك، وهذا يتطلب وقت؛ لأنه سيعمل على تغيير طريقة التفكير والتحليل وأنا أجدك بفضل الله قادرة على ذلك وإن أخذ وقت، كذلك تحتاجين أن تتصالحي مع نفسك ومع أبويك بداخلك أنت؛ فتعرفين أنهما أبداً لم يكرهاك ولكنهما مثل آباء كثر للأسف لم يتعلموا فنون التربية، ولم يعلمهم أحد لماذا نتزوج، وما هو الزواج، ولا كيف نختار الشريك المناسب، وكذلك لم يتعلموا الدور التربوي المطلوب منهما، فعذرهما يكمن في حبهما وإن تأثر كثيراً بافتقاره للأسلوب التربوي؛
ثم عليك أن تتعلمي بإرادة وعزم وتصميم أن تمدي يديك لنفسك أولاً؛ فتحبيها وترعها وتقديرها وتتقبليها وتطوريها حتى تستطيعين أن تحصلي على ما تريدين من تقدير واحترام، وحب غير مرضي من الآخرين؛ فتركزين على اهتمامك بنفسك وحبك لها ولا يعني ذلك الأنانية؛ ولكن ماذا تضيفين لها فتحظى بتقديرك وحبك أولاً ثم الآخرين؟، كيف سيتطور تحصيلها الدراسي؟، كيف ستنجح في ممارسة هواية؟، كيف ستتطور بدورات تدريبية في التواصل والثقة بالنفس، وغيره، حتى تمتلكين رويداً رويداً القدرة على التحكم في انفعالاتك وتحليلاتك، وتندمجين برفق وتلقائية وسط دائرة مقبولة من الأصدقاء.... ما حدثتك عنه ليس سهلاً وكذلك ليس مستحيلاً، ولكنه صعب ويحتاج لجهد ووقت لذا إذا تمكنت من التواصل مع متخصص نفسي سيكون أفضل كثيراً بإذن الله.... وفقك الله يا ابنتي.