خوف وإرهاق واضطراب ثنائي القطب
السلام عليكم؛ بالحقيقة مشكلتي بدأت منذ 8 سنوات وما زالت مستمرة، وكان أحد مشاكلها هو اضطراب ثنائي القطب السريع الذي أخذت وقت حتى عرفته ووقت حتى استجاب جسمي لعلاج دواء واحد ألا وهو الليثيوم وهو فعال جدا معي...
عندي خوف من الجامعة والدراسة فأنا منذ بداية المرض لغاية الآن وأنا أعاني من ألم واحمرار بالعينين وقلة التركيز ورغبة في النوم وتعب ومزاج سيء واصطكاك للأسنان عند النوم وهو ما يحول حياتي إلى جحيم حيث كانت هذه الأمراض النفسية سببا لتأجيل دراستي لسنين...
أصبحت أراجع معالجة سلوكية وبالفعل كان العلاج مفيدا جدا وقد استفدت جدا، لكن الأعراض ما زالت موجودة... أما في إحدى مراحل العلاج الدوائي نصحني الطبيب باستخدام (الأنفرانيل Anafranil) وبالفعل قلت الأعراض المذكورة ولكن الأنفرانيل أتعبني خصوصا أني استخدمته لمدة 4 سنوات على أقصى جرعة، استخدمت أيضا دواء (دوجماتيل Dogmatil) ولكن دون جدوى، وأيضا الـ (إيفكسور Effexor) دون جدوى، والسيبراليكس دون جدوى، البارحة استخدمت الفاليوم 10 مغ وتحسنت بنسبة 30% ... بالعلاج السلوكي قمت بالسيطرة على الخوف والساوس القهرية وأنا أراقب تفكيري جيدا ولكن لا أدري لماذا تلازمني هذه الأعراض مع أني راجعت طبيب عيون فقال لي إنها ليست حساسية وكتب لي قطرة للإدماع ولكن الألم ما زال مستمرا...
أنقذوني رجاءا
شاكر جدا لجهودكم
09/02/2012
رد المستشار
الأخ العزيز، شكراً على استعمالك الموقع.
ليس واضحاً من رسالتك إن كنت لا تزال تستعمل علاج الليثيوم أم لا ولكن سؤالك في الرسالة يتعلق بأعراض جسدية نفسية وهي احمرار العين، اصطكاك الأسنان أثناء النوم، الشعور بالتعب، قلة التركيز والاكتئاب مع القلق. لا أستطيع التعليق على التشخيص ولكن لا بأس من التطرق إلى الأعراض التي تشكو منها الآن.
إن كنت لا تزال تتعالج بالليثيوم فلابد من مراجعة طبيبك بانتظام لتأكد من أن تركيز الدواء في الدم منتظم. أنصحك كذلك بأن يكون مستوى التركيز بين ٠.٨ إلى ٠.٤. ولا يجوز الاستمرار بعلاج الليثيوم دون إشراف طبي مستمر.
موقع اضطراب الثناقطبي السريع لا يخلو من الإشكال في جميع الحالات ويتشابك مع اضطرابات نفسية متعددة وفي الكثير من الأحيان تراه ينتهي بكآبة مزمنة كما هو الحال في قضيتك. عند ذاك لابد من علاج هذه الكآبة المزمنة.
هناك العديد من الوصفات المركبة التي ينصح بها الأطباء اعتماداً على خبرتهم وتجاربهم وإلى اليوم لا توجد دراسة علمية تامة لوصف مركب. في القديم كان الليثيوم مع الأنفرانيل والستلازين كثير الاستعمال ولكن الأعراض الجانبية متعددة ولا يمكن الفصل بأن التحسن كان بسبب الدواء فقط.
أما في يومنا هذا فهناك العديد من الوصفات المركبة وأنا شخصياً أفضل آللامتروجين Lamotrigine بـ ٢٥ مغم يومياً وزيادة الجرعة كل أسبوعين بنفس المقدار حتى الوصول إلى ٢٠٠ مغم يومياً. يجب تناول العلاج قبل الغذاء وقد يكون كافياً لوحده غير أن في الكثير من الحالات أضيف دواء ضد الاكتئاب وفي حالتك أفضل دواء في نظري هو الدكلوستين Duloxietine بجرعة ٦٠ مغم يومياً.
البعض يستعمل جرعة أكبر ولكني لا أفضل ذلك. بعد ذلك يمكن العلاج بالأريبابرزول Aripiprazole بجرعة ٥ مغم بين يوم وآخر وزيادة الجرعة إلى ٥ مغم يومياً بعد أسبوعين.
عليك أن تتذكر بأن الاستجابة للعلاج لا تحدث بسرعة وتجنب تغيير العلاج بسرعة مهما كانت التركيبة التي ستوصف لك.
بالطبع بقدر أهمية الدواء هو الانتباه إلى الإيقاع اليومي لحياتك من ناحية الفعالية الرياضية والغذائية والترفيهية.
لاحظت تعليقك على العلاج السلوكي ومن الأفضل أن تستمر به.
أما اجتماعياً فعليك أن تبدأ بالتخطيط لمستقبلك بوضوح. إن حالة المرض تصبح عائقاً لأي تطور اجتماعي ويصبح سلوك المريض بحد ذاته سلوكاً مرضياً Abnormal Illness Behaviour يزيد في الطين بلة.
أما قضية اصطكاك الأسنان فعليك بزيارة طبيب أسنان للكشف عليها للوقاية بدلاً من العلاج.
ومن الله التوفيق.