اضطرابات التفضيل الجنسية
أنا شاب عندي 25 سنة أعاني من مشكلة وهي منذ وكان عندي 7 سنوات وأنا أشعر بشعور غريب عندما أنظر إلى أقدام نسائية حلوة ثم بعد ذلك بعد فترة من السنين وأنا أشعر بأني أريد أن أقبل أي قدم نسائية حلوة، ثم تطور الموضوع وأصبحت أريد التذلل لأي بنت قدمها حلوة قبل ما أقبل قدمها، ثم في النهاية وأصبحت عندما أحتلم أنه لا يأتي إليّ إلا في صورة تقبيل قدم امرأة قبل أي شيء.
المشكلة أن الموضوع حاسس أنه خطير ولا أستطيع أن أبوح به لأي شخص حتى أفراد عائلتي كلها حتى لا أشعر بالنقص.
أرجوكم هل هذه الحالة لها علاج أم لا، ولو لها علاج هل من الممكن معرفة ما هو العلاج
أرجو الرد علي من خلال الإيميل.
09/02/2012
رد المستشار
الأخ العزيز، شكراً على استعمالك الموقع.
أولاً أحب أن أطمئنك بان الحالة التي وصفتها ليست بغير الشائعة. كذلك ليست هي بمرض نفسي خطير أو نوع من أنواع الخطل الجنسي Paraphilia ، وإن كان البعض يستعمل تعبير خطل جنسي غير قابل للتنصيف Paraphilia NOS
إن قال لك أحد أنها نوع من أنواع الخطل الجنسي فهذا غير صحيح والسبب في ذلك أن الفكرة التي تتحدث عنها تتعلق بجزء من جسد الجنس الآخر وهناك الكثير من البشر الذي تراه يتأثر بمساحة معينة من جسد الجنس الآخر لسبب أو آخر من يد وقدم وأظفر وغير ذلك.
إن ربط جزء معين من جسد الجنس الآخر بالشعور الجنسي حدث من جراء تجربة معينة وبريئة في معظم الأحيان، وفي مرحلة الطفولة، وترى الإنسان قلما يبوح بسره خوفاً من هزل الآخرين. هناك شخصية سياسية مرموقة أوربية وصف حالة تشبه حالتك دون أن يشكو منها ولم يسخر منه أحد حتى زوجته، غير أني لا أنصحك بعمل هذا ولكن ربما ستبوح بسرك إلى شريكة حياتك يوماً ما وتضحكان معاً.
بالطبع التفسير العلمي لهذه الظاهرة هو أن الإنسان يزيح Displacement تعلقه الجنسي بالإنسان المقابل كوحدة متكاملة إلى جزء بريء مثل القدم أو اليد التي تعتبر مناطق غير مثيرة جنسياً ويتقبل الفرد وضميره ذلك دون الشعور بالذنب، غير أن الحقيقة أن إعجاب الفرد الصحيح هو بصاحبة القدم وليس القدم. يكتشف الفرد ذلك بعد أن يرتبط ويقيم علاقة جنسية سليمة.
غير أن هناك بعدا آخر لابد من التطرق إليه وهو الوسواس القهري. إذا كانت الفكرة متكررة وتحاول التخلص منها وتراها مقرفة فربما قد تطورت من فكرة بريئة إلى وسواسية من جراء قلق واكتئاب. عند ذاك عليك باستشارة طبيب نفساني وتناول علاج عقار ضد الاكتئاب مثل السيرترالين بجرع 50 – 100 مغم لمدة ستة أشهر.
الطبع أنا أميل إلى التركيز على النظرية الأولى ونصيحتي لك بتنظيم حياتك الاجتماعية والترفيهية والبحث عن شريكة حياتك.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابن الفاضل "ramiz" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، الحقيقة أن أهم ما يدفعني للإضافة هنا بعد ما تفضل به مجيبك د. سداد هو تقديم الشكر الجزيل له ليس فقط لدأبه ونشاطه الواضح للعيان وإنما أيضًا:
1- أنني شخصيا استفدت وتعلمت وأحسب كل مستشاري مجانين وكل الأطباء النفسانيين العاملين في البلدان العربية كذلك استفادوا وتعلموا من ذلك التناول المختلف الذي تميز به د. سداد في تعامله مع الاستشارات النفسجنسية والتي غالبا ما كنا نراها بشكل أكثر خطورة من اللازم وسبب ذلك هو اختلاف طبيعة المجتمع الذي يعمل فيه مجيبك عنا جميعا.
2- تعلمنا أيضًا من د. سداد ترجمة كلمة Paraphilia والتي أتعبنا البحث عن ترجمة صحيحة لها منذ بداية عملنا على مجانين فلم نقع أبدًا على ترجمة الخطل الجنسي هذه ولعل هذا ما كان يدفعنا إلى استخدام تعبير "اضطرابات التفضيل الجنسي Disorders of Sexual Preference" لوصف تلك الحالات وتصنيفها, ورغم أن حالتك والحالات الشبيهة إنما تندرج تحت الاختزالية الجنسية Sexual Partialism وليست نوعا من أنواع التوثين أو الفيتشية Fetishism والتي يشترط فيها أن لا يكون المثير جزءًا من الجسد البشري أي يصح أن يكون الحذاء أو الجوارب لكن ليس القدم وليس الأصابع.