كل الرجال سواء
الدكتور وائل المحترم، كنت ولا زلت أومن أن المرأة لا تنظر إلى الرجل كما ينظر هو إليها... بمعنى أنها لا يمكن أن تنجذب بمعنى رجل-امرأة إلى رجل لا تربطها به علاقة شرعية... أو علاقة واضحة يكللها الزواج والتي كنت لا أخاطر بذلك لأن هذا بعلم الغيب والقدر الذي لا يد لنا فيه... إلى أن وجدت نفسي بعلاقة حب لم أسع إليها ولا أريدها أو تقنعني إن لم تتكلل بالزواج...
أنا صاحبة مشكلة (يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته )
مضى على ذلك الآن سنتان، سنة ونصف منهم -منذ أن علمت أنه متزوج- وأنا أحاول أن أنسى هذه التجربة وهذا الرجل... فشلت في البداية واحتجت إلى وقت إلى أن وصلت إلى قرار حاسم...
كان ذلك فقط لمرضاة الله لأنني لا أقبل علاقة غير واضحة والله على ما أقول شهيد... فالدخول بمثل هذه العلاقة منذ البداية كان يؤرقني ويعذبني جدا لأن في ذلك معصية لعلمي أنه لا يحق له حتى أن يبادلني الحديث عن مشاعره...
ومنذ سنة كما قلت لك -عندما أرسلت لك المرة الماضية كان قد مر على ذلك 6 أشهر- العلاقة في شبه انقطاع... والآن بعد سنتين...
أجد أنه لم يعد أي رجل يجذبني لأوافق على الزواج به، كل من أرى حولي هم أناس (people) ولكن ليس رجل لامرأة - وأنا هنا لا أقصد أن كل رجل يجب أن يجذبني أو يستهويني ولكن أتحدث عن رجل عقلا يناسبني الارتباط به وأبدى رغبته تلك، فلن أكرر التجربة مهما كان إن شاء الله-...
الحمد لله أنني ناجحة على كل الأصعدة...
اجتماعيا، علميا، ماليا وأتمتع بجمال فائق... ولكن العمر يمضي ولا أستطيع أن أقرر الارتباط بأي ممن يتقدم أو يرغب بذلك...
أشعر بالوحدة والغربة حتى عن نفسي... والحنين إليه فقط عندما أفكر بالزواج وأنني بحاجة إلى رجل يقف بجانبي...
كيف لي أن أتجاوز ذلك؟
ودمتم منبرا للخير...
12/03/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة: صديقتنا القديمة.
أهلا وسهلا بك وعودًا مباركا إن شاء الله لصفحتنا استشارات مجانين، يبدو أنك مجنونة بالفعل أيتها الصديقة، لقد وصلت إلى قرار حاسم إذن، ولكنه قرار من خارج القلب، وقطعت علاقتك تماما بأخينا الذي كان يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بك، ولست أدري لماذا أشعر أنك تبالغين في حسابك للزمن، هل هما فعلا سنتان؟ صححيني في الحساب إن كنت مخطئا يا أختي.
ناجحة ومتألقة أنت وفي كل الأصعدة، وجميلة بل فائقة الجمال، يبدو إذن أن الرجال (مستطيعي الباءة) في بلادكم أصبحوا نادري الوجود، ويبدو أن ما قالته زميلتي الدكتورة داليا مؤمن في إجابتها السابقة رسالة للأزواج :حلة الفاصوليا ورأس الزوجة، يبدو أنه فعلا صحيح، فالنساء تطورن معرفيا أكثر من الرجال في معظم مجتمعاتنا، ودون تعميم طبعا لأن التعميم دائما يخطئ عند الحديث عن البشر فضلا عن المجتمعات، وهنا أخالفك في مقولة: (كنت ولا زلت أومن أن المرأة لا تنظر إلى الرجل كما ينظر هو إليها... بمعنى أنها لا يمكن أن تنجذب بمعنى رجل-امرأة إلى رجل لا تربطها به علاقة شرعية... أو علاقة واضحة يكللها الزواج) التي افتتحت بها إفادتك هذه المرة، لأن هذا أيضًا تعميم يا صديقتي.
المهم أنك لا تجدين رجلا يعجبك كذكر ترضى به الأنثى داخلك، رغم أن المتقدمين ما شاء الله كثير، ولا أظن مع الأسف أن كلام جدتي سيكونُ صحيحا إذا قلته لك الآن (وأقصد المثل الشعبي من كثرة خطابها بارت)، لأنه يقال لمن يطلب منها أن ترضى بالرزق المتاح من الرجال المتقدمين لخطبتها بدلا من أن يمضي بها العمر وحيدةً بلا سند، أنا لا أظن هذا سيكونُ مناسبا لمثلك، فالبنت التي كانت أيام ذلك المثل تختلف تماما عنك، وهذا واقعٌ لا ينكره أحد!، بمعنى آخر نحن لا نستطيع أن نقول أنك يجبُ أن ترضي بأي رجل قبل فوات الأوان، ولكن الزواج يظل رزقا بيد الله ككل رزق.
ولنركز هنا على المشكلة التي تريدين الآن تجاوزها، فكل الرجال سواء في ناظريك، ولكنك تشعرين بالوحدة والغربة حتى عن نفسك... وبالحنين إلى مُدعي المازوخية فقط عندما تفكرين بالزواج أو بأنك بحاجة إلى رجل يقف بجانبك...، أفلا تذكرين يا عزيزتي لماذا قطعت علاقتك به؟ ولماذا وصلت إلى ذلك القرار الحاسم؟ ... ذكري نفسك كلما بذلك الحنين إذن، وحاولي بكل ما لديك من قوة صلة بالله أن ينجيك من وسواس الحب، وتذكري أن مازوخيته لم تكن تعجبك أصلا، وأنك أيضًا كأنثى لم تكوني ترضين منه بذلك الانحراف، أي أنه لم يكن ليرضيك كذكر! أليس كذلك؟؟!!، معنى هذا الكلام أنك إذا تطورت علاقتك به لن تكوني راضية كأنثى، فهل كان يصلح أنيسا لوحدتك، ووطنا لغربتك؟؟ ورجلا بجانبك، وثمن ذلك في استطاعته دون أن تتخلي عن رضا الأنثى بداخلك؟ لماذا لا تذكرين نفسك بذلك دائما؟ لماذا لا تحاولين النفاذ بتداعيات ذلك إلى داخل القلب أيضًا لكي يكونُ قرارك الحاسم مدعوما بمباركة القلب؟
إذن حالك هو حال من وقعت في حب لم تكن تستطيع الاستمرار فيه لأسباب عديدة، ومن بينها أن الأنثى داخلك لم تكن ترضى به (ذكرا) رضا كاملا؟ أليس هذا هو ما يحدثُ الآن مع المتقدمين لخطبتك ألم تقولي في إفادتك: (أجد أنه لم يعد أي رجل يجذبني لأوافق على الزواج به، كل من أرى حولي هم أناس (people) ولكن ليس رجل لامرأة -وأنا هنا لا أقصد أن كل رجل يجب أن يجذبني أو يستهويني ولكن أتحدث عن رجل عقلا يناسبني الارتباط به وأبدى رغبته تلك، فلن أكرر التجربة مهما كان إن شاء الله-...)، فما رأيك أنه كان لا يناسبك عقلا (كما تدركين جيدا)، ولا كرجل-امرأة كما يبدو أنك لا تدركين!
والمشكلة أنك تحتاجين يا عزيزتي إلى الخروج من التجربة، قبل الحديث عن أنك لن تكرريها، فأنت لم تستوعبي جيدا أبعاد ما كان، ومازلت كما أخمن محاصرةً بمقارنات يضعك الشيطان فيها، فتعجزين عن اتخاذ قرار في قبول الرزق من رده، ولك بالطبع حق الخيار مكفول من الله عز وجل، أنا لا أتهمك برفض الرزق إطلاقا، ولكنني أقول أن عليك أن تحسني صلتك بالله، وأن تكرري الاستخارة كلما تقدم لك خاطب،
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.