السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة أعاني منها منذ الصغر. وأتمنى من حضراتكم أنكم تساعدوني لأنها مشكلة مضيقاني جدا
أنا عندي 23 سنة، من صغري وأنا عندي 5 سنوات تقريبا بعمل عادات غريبة جدا وكل سنة في عادة جديدة بعملها مثلا: عندي عادة أني ألمس الأشياء أكثر من مرة اعتقادا ويقينا مني بأنها سوف تدفع عني ضرر، مثلا لو أنا لمست هذا الشيء مثلا 4 مرات هيحصل لي حاجة وحشة مثلا كموت الأب أو موت الأم أو أي حاجة وحشة ثانية فيجب أن ألمسه 6 مرات!
حاجة ثانية: عندما أمسك القلم وأكتب أجد نفسي أعمل أكثر من نقطة على الورقة اعتقادا مني أني إذا لم أعمل عدد نقاط معينة في الورقة سوف يحدث لي مكروه مثل الرسوب في هذه المادة. وصلت لدرجة أنني كنت أفعلها في ورقة الامتحان.
وأحيانا كنت أنظر في وجه الشخص الجالس بجانبي أكثر من مرة اعتقادا مني أنني إذا لم أنظر له عددا معينا من النظرات سوف يحدث شيء مكروه.
لاحظ كثير من أهل بيتي هذه العادات التي أفعلها وبدؤوا يضحكون على ويسخرون مني وكنت أنكر ذلك تمامَ الإنكار أنا لم أفعل ذلك. أنا ألعب.
بدأت هذه العادات تتلاشى شيئا فشيئا إلى أن اختفت بنسبة 60% ولكن ما زالت مترسخة في داخلي بنسبة 40% وأرجو الإقلاع عنها فماذا أفعل وهل أنا مريض نفسي؟
أرجو أن أكون شرحت لكم حالتي لكي تفهموها
وآسف على الإطالة
7/2/2012
رد المستشار
الابن الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، يشي ما ذكرته بأن لديك مجموعة من الأفكار التي تتسلط عليك وتتصرف تبعا لها رغم أنك تراها أفكارا غير منطقية أو لا معنى لها أو هي مفرطة في غرابتها، وهذا النوع من التفكير اسمه التفكير الخرافي أو التفكير السحري بينما الشعور بتسلطها وضرورة التصرف تبعا لها فيمكن أن يكون علامة على مرض نفسي هو غالبا اضطراب الوسواس القهري.
ففي حالة الوسواس القهري يجد المريض في وعيه فكرة ما أو رغبة ما أو نزوعا لفعل ما يعرف المريض أنه ليس صحيحا أو تافها بلا معنى أو مخالفا لاعتقاداته عموما لكنه لا يستطيع إلا القيام بما تمليه عليه تلك الفكرة أو النزعة.... وللتوضيح نجد في حالتك أن الشعور بالرغبة في لمس الأشياء لتلافي ضرر ما هو شعور وفكرة وسواسية وأما فعل اللمس عددا معينا من المرات فهو الفعل القهري، ونفس الكلام ينطبق على الشعور بضرورة النظر في وجه أحدهم عدة مرات أو ضرورة عمل أكثر من نقطة بالقلم على الورقة.... إلخ.
تحتاج يا "محمد" إلى فحص كامل من قبل طبيب نفساني خاصة وأن الخبرة علمتني أن الحالات المماثلة غالبا ما تكون مصحوبة بأعراض أخرى للوسواس القهري ولكن صاحبها لا يعرف أنها أعراض مرض يمكن علاجه أو يرى أنها يمكن التعايش معها ولا يظهر ذلك إلا بالفحص المتأني عند الطبيب.
وكونك تخلصت من هذه الأفكار بنسبة 60% هو تقدم جيد خاصة وأنك أنجزته بمفردك وهو ما يشير إلى رجاحة عقلك وقوة إرادتك إلا أن المكافحة الشخصية للوساوس كثيرا ما تخدع صاحبها حين يلجأ إلى سلوكيات تأمين Safety Behaviors أو حتى أفعال قهرية بسيطة ليستغني بها عن الفعل القهري الأساسي الذي يسبب له أو للآخرين إزعاجا... مثلا أتحاشى النظر أصلا إلى وجه فلان (سلوك تأمين) لكي لا أجد نفسي مضطرا إلى النظر إلى وجهه ست مرات (الفعل القهري)... ففي هذه الحالة لم يتغلب المريض على الفكرة الوسواسية وإنما تحايل عليها وفي نفس الوقت أثبت لنفسه صحتها بشكل أو بآخر... أتمنى أن أكون وضحت لك الفكرة وأترك الباقي لطبيبك المعالج..... لكني أنصحك بقراءة الارتباطات التالية لتكون فكرة كاملة عن الموضوع:
التفكير السحري عند الموسوسين
الوساوس الجنسية والتفكير السحري
أفكار سحرية لا أذكار ولا استغفار
وسواس النظافة وقاعدة الانتشار السحري
التفكير السحري (الخرافي) في الموسوسين: مقدمة
التفكير السحري (الخرافي) في الموسوسين: تفصيل
وإن هناك أمرا مهما - في الحقيقة - أحسب أنه سيساعدك في التخلص من تلك الوساوس وهو الحكم الشرعي فلا يصح شرعا اعتقاد النفع أو الضر من غير الله سبحانه وتعالى، إذ لا يملك أحد مهما كان ولا شيء مهما كان أن يضر أحداً أو ينفعه إلا بإذن الله تعالى، حيث جاء في ذلك من القرآن الكريم: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في ذلك: "واعلم أنه لو اجتمع الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء فلن ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، جفت الأقلام وطويت الصحف"، وهذا يدل على أن أي شيء في الوجود لن يضر أحداً إلا بإذن الله تعالى، والاعتقاد بغير ذلك يعتبر من الشرك الأصغر فإياك أن تستسلم.....
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.
التعليق: أنا حالتي متل حالتك تماما، من طفولتي وأنا أفعل هكذا أشياء ولم أعرف أنها غير طبيعية مع أنها كانت تزعجني وتستفزني إن لم أطبقها، لكن تغلبت عليها بنسبة كبيرة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم هذا الموقع الرائع بإرشادات تم توجيهها لحالات كثيرة جدا مثل حالتي في نطاق الوسواس القهري، وأنا أرسلت مشكلتي للموقع وأنتظر الرد بفارغ الصبر،
أرجوكم أريد الرد بسرعة لأن حياتي متوفقة على الصعيد المستقبلي بسبب ترددي وخجلي المقيت وقلة ثقتي بنفسي وبقدراتي، مع العلم تغلبت على كثير كثير كثير جدا من وساوسي في مختلف انواعها ولله سبحانه وتعالى الحمد