أفكر وأفكر وأفكر وأفكر
أفكر وأفكر وأفكر متابعة
كيف أتقبل نفســـي!!؟ السلام عليكم، سبق وأن أرسلت مشكلتي "أفكر وأفكر وأفكر" لكن الاستشارية ظنت أنني في سن المراهقة رغم أنني كتبت السن أرجو إعادة تشخيص حالتي.
أنا آنسة 37 سنة كنت مرحة ومبتسمة وكثيرة التفاؤل واجتماعية جدا لكن في السنين الأخيرة تغير حالي وأصبحت شديدة العصبية ومتوترة وأبسط المواقف والأحداث تثير جنوني ويفور دمي بسببها وتجدني أكاد أموت من الغيظ وكثيرة الضجر والتأفف ولا شيء يعجبني... وحتى لو وقع مشكل لأحد أقاربي تجدني لا أنام من كثرة التفكير في الموضوع لمدة طويلة فيتملكني الحزن وأبكي بحرارة بسبب وأحيانا بدون سبب لدرجة أنه حتى ولو حدث حدث سعيد داخل الأسرة أو كان عيد ديني أو مناسبة سارة تجدني لا أفرح لا أضحك وكأن مشاعري تجمدت، يحدث موقف طريف وأجد من حولي يضحكون بحرارة إلا أنا لا يحرك فيّ أي شيء.
حاولت تغيير نفسي وشغلها بكثرة الدعاء وقراءة القرآن لكن بدون تركيز، أقرأ وأنا دقيقة الملاحظة ولكن لا أرى إلا العيوب، تصور لو دخلت مكانا ما في رمشة عين ألاحظ العيوب فقط وكأنني أبحث عنها مثلا: هذا الجدار مائل وهذه الستارة بها ثقب وهذا الباب أعوج حتى الأشخاص أكتشف عاداتهم السيئة وعيوبهم في وقت وجيز جدا ولو دخلت المطبخ مثلا ووجدته غير مرتب يثير جنوني بحيث أريد أن يكون كل شيء في مكانه المخصص له ولا أقبل بالفوضى ولو حدث سوء تفاهم بين أمي وشقيقها أجد نفسي سأنفجر، أمي تكون قد نسيت الموضوع لكن أنا لا أستطيع تناسي الأمر وأطيل التفكير فيه رغم أنه لا يستحق وأنا أعلم هذا لكن لا أستطيع التحكم في أفكاري.
أنا لا أريد أن أكون هكذا بل أتمنى لو كنت لا أبالي ولا أهتم وأن لا أكون كثيرة الانتقاد لكن هيهات ثم هيهات عائلتي تعرف حالتي وتحاول إرضائي لدرجة لو حدث أمر مزعج أو خبر سيء يحاولون إخفاءه عني لكي لا أتوتر وأنزعج، هم يقدرون وضعي لكن أنا لست راضية عن حالتي، أحاول أن أتقبل ذاتي ولكن... أقرأ كتبا عن تقدير الذات وكيفية التعامل مع الأفكار وأتابع محاضرات عن طرق النجاح في الحياة وعن كيفية الحصول على السعادة وأتابع برامج طرق الاسترخاء و...... سواء على القنوات أو على النت فيتملكني الحماس لمدة أسبوع أو 10 أيام بعدها لا أستطيع تطبيق ذلك وهذا يؤرقني.
أفيدوني لله
ولكم كل الشكر
23/02/2012
رد المستشار
أهلا بك يا صديقتي، لا أعلم كيف قرأت سنك 17 عاماً! ولقد رجعت لمشكلتك في المرة الأولى ووجدت أنك بالفعل كتبت أن سنك 37 عاماً، يبدو أنني كنت في حالة ضغط كالعادة من دكتور وائل الذي لا يمل أبداً من مستشاريه على بعض علّاتهم -الجيدة- وأرجو ألا أكون أتحايل عليك بالتبرير، لذا أقر وأعترف بأنه خطئي أنا في النهاية؛
أعود وأقول لك أن ما تتحدثين عنه وكأنك تتحدثين عن الاكتئاب والقلق والوسواس كما ذكره الكتاب!، فالاكتئاب اضطراب في المزاج يجعل الشخص في حالة عامة من الكآبة وليس الحزن الذي يرتبط بحدث مؤسف أو مؤلم يمر به الشخص فيأخذ وقته وينتهي، والاكتئاب يجعل الشخص في حالة رفض للقيام بأي شيء، لأنه فقد الرغبة أساساً في عمل أي شيء حتى لو كانت من محبوباته من قبل؛
وهو كذلك يسبب الكسل -البطء- في كل شيء تقريباً، كسل في التفكير، كسل في الرد، كسل في القيام بأعمال يجب أن يقوم بها، يجعله كذلك مضطرباً في نومه وفي شهيته؛ فنجد البعض ينام كثيراً عن المعتاد، أو لديه أرق يجعله يستيقظ عند ذهابه للفراش ليظل يفكر ويفكر، أو يجد الشخص نفسه يستيقظ مبكراً عن عادته ويقوم متعباً لأثر الأرق الذي زاد عليه الشعور النكدي بأنه لم يأخذ حقه في النوم العميق أو المفيد، وغيره من الأعراض التي تخص التأفف بصوت أو الملل أو كثيراً ما نجد الشخص يتنهد من قلبه كما يقول كأنه يتعامل مع عبء يحمله معظم الوقت، وغيره من الأعراض،
أما القلق فهو صاحب أعراض التوتر والعصبية، وغليان المشاعر والحركات العصبية المتكررة في القدم أو اليدين أو غيره، وله أشكال وأنواع ويختلف كذلك في درجاته فقد يأخذ شكل الوسواس القهري، الخوف المرضي، نوبات الهلع.... إلخ؛ والوسواس القهري من أشهر الأمراض النفسية الناتجة أو المسببة للاكتئاب فلم يحسم العلماء والأطباء هذا الأمر بشكل قاطع ولكنه من أكثر الأمراض التصاقاً بالاكتئاب والقلق وهو ببساطة شديدة أرجو ألا تكون مخلة؛
هي فكرة أو أفكار تقتحم رأس صاحبها وتظل في حالة "زن" عليه ويراها الشخص بنفسه أنها أفكار تافهة أو سخيفة أو لا تصح أن تكون متواجدة في كل هذا الحيز من المساحة ومع محاولاته المتكررة للقضاء على "زنها" يجدها هي من تقهره وتزداد شراسة في رأسه!، فيزداد الضيق والتوتر ويضطر الشخص أن يسكت تلك الأفكار بأن يستجيب لها متصوراً أنها ستصمت؛
وبالفعل يستجيب لها فيذهب لغسل يديه مرات ومرات، أو يعيد الصلاة مرات ومرات، أو يتأكد أكثر من ربع ساعة أنه قال التكبيرة الأولى، أو أنه لا زال مؤمناً بالله ولم يكفر، أو يذهب لأدق التفاصيل التي قد لا يهتم لها كثير من الناس ليصحح وضعها كفردتي الحذاء اللتين يجب أن يكونا في مكانهما ومتلاصقتين تماماً وعلى استقامة واحدة، أو شكل الوسادة التي لا تتناسب في وضعها مع أختها، أو الشخص وتصرفاته وتحليلها وهكذا تظل الدوامة في حلقة مفرغة لا تنتهي -من الأفكار والطقوس-.... فيتغير الشخص بمرور الوقت ويصبح شخصاً آخراً غير ما عرف نفسه ولا مَن حوله من قبل؛ مادام لم يأخذ القرار الصحيح وينتبه لنفسه الانتباه الصحيح، بأنه صار "مريضاً نفسياً" ويحتاج لمساعدة طبية متخصصة؛
وللأسف لا زلنا نقابل من يرى أن كلمة المرض النفسي كلمة قاسية وثقيلة على القلب ولابد وأنها تعني الضياع أو الجنون أو العطب، أو المعاصي وقلة الإيمان، والحقيقة غير ذلك تماماً، ففي السابق البعيد كان الناس يتصورون أن الشخص الذي يرتعد في عمق بلاد إفريقيا الحارة لابد وأنه "ممسوس" أو به روح شريرة وظلت تلك الأفكار عقود حتى وصل العلم لمرض اسمه "الملاريا" تسببه بعوضه تجعل تلك الأعراض تظهر هكذا على الشخص واليوم صار علاجه شريط من الأقراص لا يتعدى ثمنه جنيها واحدا!!،
لذا فأنت تحتاجين للتواصل مع طبيب نفساني وبما أنك تعيشين في الخارج وأرجو ألا أكون فهمت تلك المعلومة بشكل خاطئ للمرة الثانية -ولكن على أية حال- أتمنى أن يكون معالجاً ممن يقدم العلاج المتكامل الذي لا يعتمد فقط على الشق الدوائي ولكن يتممه بعلاج يتعامل مع الأفكار ويتعامل مع الأعراض النفسية وكذلك يدربك على سلوكيات متخصصة تفيدك، وتحتاجين لهذا التواصل لأمر آخر مهم جداً وهو أن تعرفي أين تقفين تماماً من الاكتئاب والوسوسة والقلق فلكل منهم درجات تبدأ من الخفيفة وتمر بالمتوسطة وتصل للشديدة، ولكل درجة منهم طريقة علاج تختلف في الجرعة والمدة التي ستستمرين فيها على العلاج وكذلك الخطط السلوكية، وكذلك من خلال العلاج سيضع الطبيب معك يديه على سؤال يدور في رأس أي مريض وهو "لماذا حدث ذلك معي؟"
وعلى الرغم من أنه ليس محورا مهما في العلاج الدوائي إلا أنه مهم في العلاج المعرفي السلوكي كما ذكرت لك، أخيراً أبشرك بأنه على الرغم من شيوع تلك الأمراض الثلاثة بل وشيوع الخلطة بينهم بين البشر وهذا الحديث حديث رسمي إحصائي، إلا أنه من أسهل العلاجات في مجال الطب النفسي وحين يلتزم الشخص بما يقوله الطبيب الماهر الثقة -أؤكد ماهر وثقة- يشفى ويعود لذاته التي يعرفها أو التي لم يتعرف عليها من قبل بسبب الزائر ثقيل الظل الذي زاره منذ سنوات كثيرة أنسته أو حالت بينه وبين أن يعرف من هو.... هيا توكلي على الله وستكونين بخير وستجدين فارقاً كثيراً يا صديقتي
* ويضيف د. وائل أـبو هندي الأخت الفاضلة صاحبة المشكلة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك ومتابعتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الرائعة أ. أميرة بدران غير أن أشير إلى وجود علاقة وثيقة بين ما تشتكين منه وما نسميه الشخصية القسرية (أو الوسواسية) مثلما توجد له علاقة باضطراب الوسواس القهري ولكليهما خاصة الشخصية القسرية علاقة تكاد تكون عضوية بالاكتئاب وأحسب أن قراءة الرابط التالي وما بداخله من روابط ستفيدك كثيرا فاقرئي على مجانين:
للساقطة واللاقطة: قاعد على الواحدة
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا.
التعليق: أنا قدر الله لي أن أكون ممن يعانون من هذا المرض الحمد لله
ببساطة شديدة وعن تجربة نصف العلاج معرفة المرض (تشخيص عن طريق الطبيب+ معرفة معلومات عن المرض تثقيف ذاتي)
والنصف الآخر ما يراه الطبيب من أدوية وعلاج سلوكي
ود/أميرة بارك الله فيها أجابت عن التشخيص
أعاني من هذا المرض من حوالي 11 عاما وما أطال الفترة هو الإهمال والجهل قدر الله وما شاء فعل
ما مررت به لا أحب أحد يمر به لذلك أنصحك بسرعة التوجه لطبيب لبداية العلاج
آسف على الإطالة وتقبلوا مروري
وأتمنى لكل المرضى الشفاء العاجل بإذن الله