لست أدري
في البداية أحب أن أشكر سيادتكم من أجل الجهود التى رأيتها للإجابة على الاستشارات مما شجعنى أن أقوم بإرسال الاستشارة.
مشكلتي لا أعلم هل هي الخجل أو الخوف أو عدم الشعور بأمان أم ماذا في الحقيقة لست أدري ولكني يمكنني أن أقول أن كل هذه الصفات تسبب مشاكل لي كثيرا فأنا لا أخرج من البيت كثيرا ولا أحضر مناسابات كما أنني أخاف جدا من الأماكن التي يكون بها كثرة من الناس فأنا لا أحضر أفراح أقاربي أو أصدقائي
ببساطة وكل وضوح أنا أخاف كثيرا من مقابلة الناس، قد أجلس مع أصدقائى أو أخواتي لكن إذا صدفت أناس غرباء أو أحد جاء لزيارتنا لا أعرفه فلا أجلس في المكان ويبدأ شعور الخوف لدي والارتياب وانسحب من المجلس فأنا لست إنسانا اجتماعيا بتاتا ولا أشعر بأمان في أي مكان خارج المنزل، وفي المنزل أجلس أوقات كثيرة بمفردي أشعر دائما بعدم الأمان وأنني لست قادرعلى حماية نفسي أو أي شخص.
قرأت كثيرا عن ما أشعر به في صفحات على الإنترنت فرأيت أن هو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي، كل ما أريده أن أخرج وأعيش بشكل طبيعي مثل أي فرد من أصدقائي، لا أريد الشعور بخوف وإن شعرت به أريد أن أشعر به كأي إنسان طبيعي فأنا دائما أهرب من مشاكلي وإذا فعلت شيء وسوف يسبب لي مشاكل أهرب عن مواجهة المشكلة بطرق عديدة كالنوم بساعات مثلا كنت أفكر بالذهاب إلى طبيب نفسي ولكن هذا سوف يسبب لي إحراجا في العائلة، كما أن من الصعب أن أقوم بالجلوس أمام شخص ما وأروي له ما أشعر به،
بل أنه مستحيل في الحقيقة يراودني شعور في أوقات كثيرة أنني شخص عاجز عن فعل أي شيء عن تكوين علاقات أو صداقات، عاجز عن مواجهة أي شخص،
من فضلكم أريد المساعدة فأنا بحاجة ماسة إليها وأنا جاهز إذا كان لسيادتكم أي أسئلة لي،
وأشكر سيادتكم لسعة صدركم.
23/02/2012
رد المستشار
أخي العزيز؛
شكراً على استعمالك الموقع.
أود أن أقول لحضرتك في بداية الأمر أن ليس هناك عيب في مراجعة طبيب نفساني فليس هناك لقاح ضد هذه الأمراض وما لا يقل عن الثلث من البشر معرضين للإصابة بها في حياتهم.
لا جدال بأن حالتك هي حالة من الرهاب المختلط أي رهاب الخلاء (أو رهاب الساحة) Agoraphobia والرهاب الاجتماعي Social Phobia. هذا الخليط شائع ويتماثل للشفاء تحت إشراف طبي وعلاج نفسي، وإن كانت هذه الحالة تتماثل للشفاء مع تغير الظروف الاجتماعية تلقائيا مع الوقت ولكنها في بعض الحالات تترك بعض الندوب على شخصية الفرد بدون علاج. على ضوء ذلك أنصحك بمراجعة أخصائي.
لا بأس من إعطائك بعض الخطوط العريضة للعلاج:
1- يتأكد الطبيب النفساني أولاً من أعراض الكآبة ولكن إن وجدها أو لم يجدها تراه هذه الأيام يصف عقار مضاد للاكتئاب مبتدأ بعلاج مثل السيتلوبرام (سبراميل) Citalopram الجرعة الأولى 10 مغم مع الأكل قبل العاشرة صباحاً مع التحذير من أعراض جانبية مؤقتة. يتم زيادة الجرعة إلى 20 مغم بعد 7 إلى 14 يوماً وتستمر على العلاج مع احتمال زيادة الجرعة بعد 6 أسابيع إلى 30 – 40 معم يومياً ولا أكثر من ذلك بعدها. يستمر العلاج من 6 إلى 12 شهراً.
2- لتجاوز أي خوف من أي شيء ما فالقاعدة هي أن تعرض نفسك لما تخاف منه. هذه هي النصيحة العامة وقد يمكنك تجاوزها بتعريض شخصك إلى تفاعل اجتماعي والخروج من البيت والذهاب إلى الأسواق.
مع الوقت ستجد الخوف يتلاشى.3- العلاج السلوكي وإن كان البعض يستخدم النصائح الإلكترونية والكتب الإرشادية في هذا الموضوع ولكن معالج نفسي مختص بالعلاج المعرفي السلوكي هو أفضل من يقدم الخدمات.
توكل على الله وتخلص من هذا الإزعاج في حياتك وستجد الحياة والاختلاط الاجتماعي جميلا ومريحا لا داعي للخوف منه.
ومن الله التوفيق.واقرأ على مجانين:
الرهاب الاجتماعي حلقات الإدامة والعلاج
ويتبع>>>>>>>: الرهاب المختلط ساحة واجتماعي ! م