اكتئاب دائم وتوتر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مشكلتي أنه عندي مشاكل كثير وما في ولا أي شيء صحيح وما أحتاج لتصليح مشكلتي. أكره الناس وأكره كل البنات الأشطر مني واللي بحاولوا يتثبتوا حالهم, منذ الصغر أهلي يقارنونني في بنت عمي الأشطر مني وفعلا هي متفوقة جدا لدرجة أنهم دمروا ثقتي بنفسي, أصبحت أكره كل شيء
إلى جانب ذلك منذ صغري عندي زيادة في الوزن تقريبا 15 كيلوجراما وفي كل دقيقة أسمع كلاما من أهلي وقرايبي عن زيادة وزني وأنها تؤثر على جمالي أو مؤثرة على جمالي ومخفيته ولكن جربت أكثر من رجيم وكان للأسف يفشل وكل ما أعمل وأنقص نص وزني يرجع يزيد وأرجع للأكل بلهفة ويرجع أضعاف وزني كل صاحباتي وأقاربي البنات يتمتعن بجسم رشيق إلا أنا كلهم نحاف ما في أحد مثلي.
ومشكلة أخرى أثرت عليّ جدا في الصف السابع الأساسي أصبت بتسمم ودخلت على المستشفى لمدة شهر وبعد ما خرجت صار معي شيء لا يطاق قرقعة في البطن مستمرة على طول تسبب لي الإحراج والانطواء والاكتئاب المستمر، جربت أكثر من دكتور وكان نفس الكلام التهاب بسيط في القولون ويصفون لي دواء فلاجيل ولكن دون فائدة!
تراجع مستواي الدراسي في المدرسة وأصبحت أخشى أن أتعرف على صديقات جديدات خوفا من أن يصدر مني أي صوت ويسبب لي الإحراج، لا أنتمي لأي جلسات مع صديقاتي دائما منطوية وفي حالي من كثر ما انوضعت بمواقف محرجة من الأصوات التي تصدر من البطن
أكره نظرات الناس، وعندي غيرة مش طبيعية عندما صديقاتي يتحدثن لوحدهن أحس أنهن يحكون عني مما يجعلني أعمل مشاكل كثيرة معهم من قهري أكرهُّن كل ما أتذكر أنهن رشيقات ولا يصدر منهن أي صوت إلا أنا ملامحي جميلة ولكن زيادة وزني تخبئ جمالي حتى أنها لا تظهره لا أحس بأنوثتي أبدا لا يوجد لدي لمحة من الثقة بالنفس أكره نظرات الجميع إليَّ.
ومشكلة أخرى منذ الصغر أتذكر وضعت إصبعي داخل الفرج ونزل دم لدي وسواس بأنه لا يوجد لدي غشاء بكارة وأهلي متسلطون وملتزمون جدا لدرجة أني أخشى أن أطلب الذهاب لفحص بكارتي خوفا من أن أوضع في موقف شك
أرجوك ساعدني أفكر بالانتحار كثيرا فلا يوجد لدي حل ولكن أخاف ربي.... دائما في حالة اكتئاب وبكاء شديد لا أحضر محاضراتي في الجامعة خوفا من صدور أي صوت وجامعتي جدا مختلطة لا ثقة لدي عندما يكون شاب في جانبي أضطر للخروج من المحاضرة.
ساعدني أرجوك أريد الحل حتى الصلاة نفسي ألتزم ولكن كل ما ألتزم وأتذكر أني مريضة وأني كلي مشاكل بتوصل لدرجة سب الدين والإلهية أعتذر ولكن هذا حالي.... أريد حلا
أرجوك ساعدني
وشكراااا
23/02/2012
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ربى" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، آلمني جدا تكاثر المشكلات وتراكمها عليك منذ الصغر، لا شك أن أسلوب المقارنة بآخرين الذي يلجأ إليه الآباء والأمهات وهم يظنونه تحفيزا لأبنائهم وبناتهم حيث ينتقون طفلا لديه ميزة ما من المحيطين ثم يطلبون من الطفل أن يكون مثل فلان أو يعايرون الطفلة بأنها ليست مثل فلانة فلا تكون النتيجة إلا إحباطا للأبوين وللطفل أو الطفلة إحباطا ونقصانا من تقدير الذات وربما -إن لم تتيسر عوامل أو أحداث أخرى في حياة الطفل والمراهق والحدث تعطيه الشعور بالتفوق في ناحية أو أخرى- يؤدي ذلك إلى الشكوى من فقدان الثقة بالنفس لاحقا... ليت الآباء والأمهات يكفون عن هذا النوع المدمر من الإسقاط.... ويستبدلون المقارنة بالتشجيع.
وعادة ما أنصح الآباء والأمهات بتجنب المقارنة بكل سبيل (مثلما ننصح في المراحل التعليمية الأولى بعدم إعلان ترتيب الأول والثاني إلخ للتلاميذ) وإن لم يكن بد من إعلان المقارنة فإن علينا حين نعلن أن "س" أفضل من "ص" في كذا إرفاقها بما يكون "ص" أفضل من "س" فيه!.
لكن رغم كل ذلك يا "ربى".... فإنك وأنت الآن آنسة كاملة مكتملة تستطيعين الفكاك من كل ذلك، أي أنك تستطيعين حل المشكلة الأولى –خاصة بعد تصحيح المشكلتين الثانية والثالثة- بشيء من الإصرار وكثيرٍ من العمل الدؤوب وذلك من خلال توكيد الذات اجتماعيا وأكاديميا ويفيدك في ذلك دراسة ما أهداه د. مصطفى السعدني لمجانين فطالعي ملف توكيد الذات.
أول المشكلات التي تعترض طريق ذلك الآن هي الثالثة وسأحاول أن أكون مختصرا هنا لأن مشكلة صورة الجسد والأكل والرجيم والوزن وشكل الجسم.... إلخ. مما تعيشين هي مشكلات أفضنا في شرحها على مجانين، أنت يا "ربى" من ذوات الجسد المتوفر منذ طفولتك يعني هكذا خلقك الله أنثى من النوع الكبير الجميل Big Beautiful Woman واختصارا BBW وهي الأنثى الأقرب إلى أمنا حواء بالمناسبة، بحيث كان من الممكن لولا فخ الصورة الذي وسع البشر كلهمو إلا قليلا كان الممكن أن لا تحدث كل المشكلات التي واجهتها وتواجهينها والصحيح هو اتخاذ سبيل تصحيح الأجساد لتوافق ما خلق الله لا سبيل تغييرها لتوافق ما تخدعنا به الصورة.... فأما السبيل الأول فيتحقق من خلال العناية بالجسد وإعطائه حقوقه، وأما السبيل الثاني فيكون بدوامة التنحيف والتسمين والشفط والجراحة... إلخ، على كل أترك لك مطالعة باب البدانة والنحافة على مجانين على أن تتابعي الروابط الداخلية، وأختار لك منها:
أكذوبةُ الوزن المثالي Ideal Weight
أكذوبةٌ اسمها الرجيم : الحميةُ المنحفة
البدانة من الجمال إلى القبح
شيزلونج مجانين لأي حدٍّ نعبدُ الصورة؟
هل اتخاذ الصورة معيارًا شرك؟
السيلوليت (تغمز الجلد): عبادة الصورة؟
ثم تأتي المشكلة الثانية وهي "قرقعة البطن" وقد سببت لك الإحراج والانطواء والاكتئاب المستمر كما تصفين.... هي مشكلة من أن البعد النفسي السلوكي المعرفي فيها هو الأهم ولأنه لم يتم تناوله أصلا كما هو واضح فإن المشكلة تكبر وتتفاقم قلق وتوتر دائم بسبب عرض أصوات بالبطن يسمعها الآخرون -وقد كان عارضا ربما لم يكن ليستمر- بعد علاج حالة التسمم.... ربما حدثت مرة أو أكثر وسببت لك حرجا.... أدى ذلك إلى تخوفك من تكرارها وقرار بالبحث عن علاج عضوي لحالة تبدو عضوية.... وسارت "ربى" بعد ذلك في مسارين:
الأول محاولة البحث عن علاج طبي وتكرار المحاولة دون تحسن وصولا إلى ما يشبه اليأس من إيجاد العلاج الناجع لمشكلة القرقعة بالبطن.
الثاني هو محاولة تجنب الإحراج إذا حدث ذلك في وجود آخرين وتجنب الإحراج بالنسبة لك كان يعني تجنب الأقارب والأصدقاء والزملاء في الجامعة مما أثر على مستواك الدراسي وعلى حضورك الاجتماعي خاصة مع مشكلة الامتلاء والسمنة، وأدخلك حلقات مفرغة اسمها حلقات إدامة المشكلة.
ذلك أنه رغم أن ما تصفينه من أصوات البطن حدث مرة أو مرتين وربما سبب لك إحراجا ما إلا أن سلوك التحاشي الذي اتبعته أنت كان مبالغا فيه وقلقك وتوترك المفرط في وجود الآخرين أو عند توقع وجودهم كان مبالغا فيه أيضًا وذلك أدى بلا شك إلى اضطراب أكثر في وظائف الجهاز الهضمي والقولون أي إلى أصوات أكثر ربما، أي أنه أدى إلى إدامة المشكلة على المستوى الجسدي.
وأما على المستوى المعرفي السلوكي فإن توجسك المفرط من حدوث ذلك في كل المرات وكل الأوقات لم يكن وليس صحيحا لكنه مستمر كما يبين تحاشيك المستمر للآخرين وهذا التحاشي يؤدي إلى عجزك عن اختبار الواقع من خلال التجريب للوصول مثلا إلى استنتاجات مثل: تحدث الأصوات أكثر إذا كنت مع آخرين بعد الأكل مباشرة أو بعد أكل أطعمة معينة لكنها لا تحدث بعد 3 ساعات من الأكل مثلا أو لا تحدث إذا تجنبت نوعا ما من الأطعمة إلخ.
وأما المشكلة الرابعة أي الغيرة فلا أستطيع الحكم عليها يا ربى دون تفاصيل أكثر وما أحسب إلا أنها ستتحسن من تلقاء نفسها إلى حد كبير بعد تناول المشكلات السابقة ولن يكون صعبا على معالجك المعرفي السلوكي أن يتعامل معها.
وأما المشكلة الخامسة أي الوسوسة بالبكارة فهي مشكلة جل بنات العرب وبعبعهن المخيف تجدين فيها نقاشا وشرحا وتوضيحا وطمأنة وجدالا حتى الثمالة على مجانين واقرئي في ذلك ملفا كاملا: نفسجنسي PsychoSexual : غشاء البكارة
أما المشكلة السادسة وهي التفكير في الانتحار فتستدعي -إن كنت جادة فيما تقولين- عرضا عاجلا على طبيب نفساني توضحين فيه ما تعنينه بالتفكير في الانتحار ومدى تكرار ذلك وهل فكرت في كيفية الانتحار وتوقيته وفيما يجب عليك فعله قبل الانتحار؟...إلخ. بمعنى أنه لابد من تقييم الموقف جيدا.... وخاصة في وجود المشكلة السابعة وهي ترك الصلاة فتركها بلا شك يجعل خطر الانتحار أقرب.... تحركي يا "ربى" بسرعة فاتحي أهلك في ضرورة العرض على طبيب نفساني ومتابعة العلاج معه وطمئنينا يا ابنتي عليك.
واقرئي أيضًا:
انتحارية
فكرة الانتحار والمرض النفسي