المواقع الإباحية ليست وسواس بل طفاسة وانحراف
لو أعرف المشكلة كنت حطيت لها عنوان
لا أدري ما المشكلة بالضبط فأنا أرسلت مشكلتي مرات عديدة من أكونتات مختلفة منذ شهور ولم يرد عليّ أحد ولا مرة فلا أدري هل المشكلة تصلكم أم لا، أم يوجد مشكلة بالأكاونت أم ماذا بالضبط لكني لا أجد غيركم على الشبكة العنكبوتية أو في الواقع يساعدني فبالله عليكم ساعدوني وردوا علي في أقرب فرصة فقد أصبحت أفتح الموقع كل يوم عشر مرات علني أجد الإجابة ولا أجدها منذ شهور وإليكم مشكلتي لأن تحديد المشكلة هي نصف الطريق لحلها فأنا تقريبا قرأت جميع الاستشارات على موقعكم الكريم وعلى مواقع أخرى تتحدث عن موضوع مشكلتي ولكن ولا واحدة منهم تنطبق علي أو هكذا أظن.
هي في الحقيقة عدة مشكلات متشابكة ومتقاطعة في نقاط كثيرة. أول المشاكل وهي قد تبدو لكم مكررة بشكل ممل ولكنها بالنسبة لي تجعلني أحيا في جحيم مستعر، أنني لا أعرف ميولي الجنسية بالضبط!!! فأنا أثار بشكل طبيعي جدا من المرأة وتثيرني الفتيات الجميلات بطريقة عادية جدا مثل أي شاب طبيعي وأشاهد الأفلام الجنسية الطبيعية أي التي بين رجل وامرأة وأستمتع بها بشكل طبيعي، ولكن الذي يحيرني ويعصف بي أني أميل جنسيا ناحية أي شاب جميل الوجه وناعم الجسم وأمرد الوجه والجسم أو بالمعنى الدارج ومعذرة في اللفظ (طري) يغريني جدا مثل النساء وأجدني أنجذب إليه جنسيا وأتخيل نفسي معه في أوضاع جنسية كاملة.
في البداية قلت أنه مجرد انجذاب شبه طبيعي نظرا لقرب الشاب لمواصفات امرأة جميلة في مجتمع ذكوري لا يقبل بسهولة أن يختلط شاب مثلي بأنثى ولكن الأمر زاد عن حده بمرور الوقت وأصبحت صور هؤلاء الشباب تطاردني بكل مكان وأصبحت لا أمارس العادة السرية إلا بتخيلات مثلية بنسبة 90 % وكلما حاولت أن أتخيل تخيلات جنسية طبيعية أثناء العادة السرية أجدني بدون إرادة مني أتخيل تخيلات مثليه مع شبان مردان حلوين وأحيانا أصمم على أن أكمل العادة السرية بتخيلات جنسية طبيعية ولكني أشعر بتلذذ أكبر في تخيل أحد الشبان الحلوين (من أصدقائي أو زملاء العمل) بدلا من امرأة في كثير من الأحيان.
هؤلاء الشبان في الغالب يكون واحد أو اثنين من أعز أصدقاء عمري وأحبهم جدا لكن مصيبتي معهم أنهم يمتلكون بعض هذه المواصفات أو كلها وبطبيعة الحال منجذب إليهم جنسيا جدا، بالإضافة لحبي الشديد لهم لأنهم أصدقاء عمر فكلما جلست معهم في لقاءاتنا الكثيرة أجدني دائم النظر لهم ودائم التلذذ بهذا وبتخيل الأوضاع الجنسية معهم وللأسف معظم تخيلاتي الجنسية أثناء العادة السرية تكون على هؤلاء الأصدقاء مما يجعلني أمقت نفسي بعدها لأنني أحبهم بصدق وأخاف وأرتعب من أن يكون حبي لهم مجرد تلذذ جنسي، فهل تخيلاتي تلك لمجرد وجود عاطفة حب كبيرة بداخلي لهم، أم أن هذا من ضمن التبريرات الخائبة لمصيبتي.
لدي مشكلة أخرى مع أحد أصدقائي هؤلاء، وهي أنني أحبه حب شديد ولا أطيق على فراقه صبرا وأنا دائم التفكير فيه ومعظم تخيلاتي المثلية مع أصدقائي تكون معه، ونظرا لظروف غربتي فأنا لا أتواصل معه إلا بالتليفون أو الانترنت وكلما كلمته أشعر بشوق له يجعلني أتوق لممارسة العادة السرية بتخيلات مثليه معه، فأنا متعلق به جدا وإذا مر يوم أو اثنين بدون أن أهاتفه أو أتواصل معه على الإنترنت لا يشغل تفكيري إلا هو، وإذا رأيت صورة له على الفيس بوك أو صورة قديمة له لدي من الممكن أن أجلس وأتطلع فيها وقت كبير مع شعور كبير بالشوق يثير في تلك التخيلات المثلية، ودائما أعاتبه لأنه لا يحبني مثلما أحبه ولا يعاملني كما أعامله ولكن أدرك في النهاية أنني أنا الذي أُفرط في مشاعري أكثر من اللازم تجاهه ولا أدري كيف أكبح جماح عاطفتي نحوه.
وعندما أتوقف مع نفسي وقفة جدية وأقول أنني سأُجاهد نفسي وأحاول أن أبتعد عنه.... أتذكر أن كل حياتي منذ البلوغ هي تعلق بأحد الأصدقاء الذي لظروف الحياة أبتعد عنه لأبدأ التعلق بصديق بعده ولكن هذا أكثر من تعلقت به وأحببته، وأخاف من فكرة الابتعاد عنه التي أراها جزء من حل المشكلة لدرجة أنني لا أستطيع أن أتصور أن افعل ذلك في يوم من الأيام لدرجه أنني أتمنى من الله أن يحدث مشكلة بيننا تجعله هو يبتعد عنى حتى أكون مجبر على ذلك لأني لن أستطيع أن أكون من يبدأ باتخاذ قرار كهذا.
أحيانا تمر علي فترات انتصر فيها على هذه التخيلات المثلية وانجذب للنساء فقط دون الشباب ولكن تكون فترات صغيره نسبيا وسرعان ما انتكس أمام أي إثارة تأتيني. أحيانا أظن أني طبيعي وأن ما يحدث شيء عارض سينتهي قريبا وأحيانا أظن أني مثلي تماما وأنه لا عودة.
أحيانا أنجذب للنساء أكثر وأحيانا انجذب للشباب أكثر. أحيانا لا أشاهد إلا الأفلام المثلية الجنسية وأحيانا لا أشاهد إلا الأفلام الجنسية الطبيعية حيرة رهيبة وتعب ذهني من كثره التفكير والهم والغم.
هناك موقف حدث لي في سن الإعدادية يمكن أن يكون له علاقة بما يحدث أو لا وهو أنني بعد أحد الدروس خرجت مع زميل لي يكبرني بعام أو أكثر وكنت ساعتها لا أدري أي معلومة عن الجنس بطبيعة سني وعدم تثقيفي جنسيا فقد كنت أتخيل أن استمتاع الرجل بالمرأة ساعتها هو التقبيل والأحضان كما يحدث في الأفلام وفقط ولكن هذا الزميل أخذ يشرح لي الجنس والأعضاء التناسلية واختلافها بين الرجل والمرأة وساعتها تعلمت منه طريقة العادة السرية وأدمنتها من يومها حتى الآن. واستدرجني لعلاقة جنسية معه تبادلنا ساعتها وضع الفاعل والمفعول به لكلينا ولم تدم أكثر من دقائق معدودة ولم تتكرر مرة أخرى معه ولم أره من حينها إطلاقا ويا ليتني لم أره ولم أعرفه أبداً.
ثم حاولت أن أفعلها مع أخي الأصغر ولكنها كانت مرة واحدة أو اثنتين في نفس الأسبوع لأجرب هذه اللذة مرة أخرى ولم أكررها بعدها أبداً حتى أنني تذكرت هذا بصعوبة الآن ومن حينها لم تتكرر أي تجربة مثلية مع أي شخص آخر منذ هذه اللحظة حتى الآن بعدها وحتى سن 19 عام كان الغالب في تفكيري الجنسي هو العلاقة العادية بين الرجل والمرأة وإن كان يشوبها بعض التفكير المثلي ولكن بشكل طفيف ولكن بدأ الوضع السيئ يزداد بعد دخولي للجامعة وانضمامي إلى جماعة دعوية تفصل بين الرجل والمرأة بالطبع واحتكاكي المتكرر بأبناء جنسي الذكوري فقط وعدم احتكاكي بالجنس الآخر نهائيا تقريبا وأيضا اعتماد هذه الجماعة على علاقة الحب والود العالي بين أفرادها حتى تصل إلى الرومانسية في بعض الأحيان من باب الإخاء وما شابه مما عزز هذا الشذوذ في تفكيري، وحتى الآن وبعد تخرجي وسفري للعمل بإحدى البلاد الخليجية التي تتميز بالتشدد الديني والفصل القسري بين الرجال والنساء مما عزز هذا الشعور والرغبة المثلية الشاذة داخلي، ولا أدري هل الفصل بين الرجال والنساء يعزز هذا الشعور أم أنه حجة أتحجج بها فقط.
كلما أمعن التفكير في هذا الوضع يصيبني اكتئاب بسبب الحيرة وتخوفي الشديد من تحولي إلى مثلي وشاذ ويصيبني الهم والغم. أيضا أنا مولع بالنظر إلى قضبان هؤلاء الشباب بالذات وأتمنى أن أرى أعضاءهم الجنسية ودائما في حاله مقارنة لطول قضبانهم مع قضيبي وأسأل نفسي هل أعضائهم أطول أم أنا، وموسوس جدا بشأن طول قضيبي فهو في حالة الانتصاب حوالي 13.5 سنتيمتر وأحيانا أراه طبيعيا وأحيانا أراه أقصر من اللازم وأحيانا أراه طول جيد وأن هناك من هو أقل مني، ومع أني قرأت في كل المواقع العربية والأجنبية الطبية المتخصصة أن هذا الطول طبيعي وكافي ولكني موسوس جدا بهذا الشأن ودائما أظن أن هذا مجرد كلام أطباء لإراحة الشباب من التفكير في هذه الأشياء ولكن الحقيقة هي عكس ذلك، كأن يقول الطبيب لمن فقد إحدى كليتيه أن كلية واحدة تكفي الإنسان لكن من المؤكد أن الكليتين أفضل من واحدة ولكنه مجرد كلام تطميني "أفهمتم قصدي"!!!.
فأرجوكم فهموني وعرفوني بمرضي وهل أنا تحولت لشاذ بالفعل أم أنها فترة وستنتهي بالزواج (الذي تأخر وسيتأخر بسبب ظروف مادية) أم أنها حالة ستستمر حتى بعد الزواج، أم هو وسواس قهري أم ماذا بالضبط لأني تعبت وقرفت من كتر التفكير في حياتي الجنسية وكأنها هي كل حياتي وتبتلع جزءًا كبيرا من وقتي، فأرجوكم ساعدوني جزيتم الجنة يا رب...
ملحوظات:
أولا: قد قرأت مقالات الدكتور وائل عن الفرق بين المثلي فعلا ووسواس الشذوذ ولكن الجدول الأخير زادني حيرة أكثر لأني لم أحسم في أي جهة أضع نفسي فيه.
ثانيا: أنا لا أتناول أي مخدرات أو كحوليات أو حتى سجائر ولم أمس هذه الأشياء طوال حياتي، ولا أتناول أي أدوية مزمنة من أي نوع.
ثالثا: كنت أمارس الرياضة فترة الثانوي وأوائل الجامعة ثم انقطعت فتره 6 سنوات ورجعت الآن منذ شهور ولم تؤثر الرياضة في تقليل المشكلة إطلاقا.
رابعا: علاقاتي بأسرتي وأهلي طيبة ومعاملة أبي وأمي طبيعية في جميع مراحلي السنية ولكن أمي كانت قاسية بعض الشيء ولسانها سليط بعض الشيء حتى الآن ولكني أحبها برغم ذلك.
هناك مشكلة أخرى كبيرة لدي هي أنني نادرا ما أُصلي مع علمي الشديد بخطورة ترك الصلاة والأغرب أنني أنصح الآخرين دائما بالمحافظة على الصلاة والخشوع فيها (فأنا كما ذكرت أعمل في الحقل الدعوى منذ أوائل سنين الكلية حتى الآن).
لعلك تقول الآن كيف تعمل في مجال الدعوة وأنت أصلا لا تصلي إلا غصبا عندما تتواجد مع رفقائك في الدعوة فتصلي معهم أو صلاة الجمعة فقط؟؟؟!!!! أنا لا أعرف السبب وتعبت من كثرة اتخاذ القرار بالمحافظة على الصلاة الذي لا استمر فيه نصف يوم أو يوم واحد على الأكثر!!!! أحيانا أجلس أسب نفسي وأتعارك مع نفسي بس كل هذه المشاكل أقول لنفسي - كيف أصبحت كذلك (ميولك الجنسية شاذة ولا تصلي ومدمن عادة سرية والأدهى أنك تقنع الناس أنك شيخ الإسلام) يا لك من منافق كذاب أشر.
أرجو أن يكون الرد من الدكتور وائل إن أمكن ذلك حيث أنه متخصص في مثل هذه الحالات
ولكم جزيل الشكر
23/02/2012
رد المستشار
أخي العزيز؛
أشكرك على استعمالك الموقع وانتبهت إلى طلبك للأستاذ وائل بالرد. الأستاذ وائل بعث لي رسالتك للرد عليها لسبب علمي ومهني.
أبدأ بالتعليق أولاً عن كثرة الإشارة في رسالتك إلى إنكار الحقيقة وتحويرها أحياناً Reversal وهي عملية دفاع نفسية ليست بغير الشائعة إن صح التعبير. على سبيل المثال تنصح الناس بالصلاة ولا شأن لك بها وتقول بأنك مثلي الميول جنسياً ولكن النساء تثيرك أيضاً. ولكن ما يساعد على رؤية بصيص من الأمل في حالتك هو مصداقية قولك على هذا التناقض الذي تعيشه كما هو واضح من نهاية رسالتك رغم كثرة استعمالك للتبرير Rationalization في سردك للكثير من الأمور.
من الناحية الطبية لا أظن أنك مصاب بمرض عقلي سواء كان ذلك الوسواس القهري أو غيره.
ليس هناك من مؤشر في رسالتك يوحي بأن لديك ميول مثلية جنسية بدأت منذ أوائل أعوام المراهقة كما هو الحال مع ما يقارب 2 % من الرجال ذوي الميول المثلية الكاملة. لا شك أنك تعاني من الكبت الجنسي والحرمان وأنت في عمر 26 عاماً ولا تزال تمارس العادة السرية. يحدث من جراء القيود الاجتماعية في العالم العربي والحرمان الجنسي. تعرض الرجال والنساء إلى تجارب مثلية جنسية لسبب واحد هو كثرة اختلاطهم والسماح بالتلامس الجسدي البريء بين الرجال والنساء.
يحدث أحياناً أن يتعرض الصبي أو الفتاة لتجربة جنسية مثلية من جراء استغلال صديق أكبر منهم سناً لقضاء حاجته الجنسية. بالطبع التفاعلات الفسيولوجية الناتجة من جراء هذه التجربة واللذة الذي يشعر بها الإنسان تبقى في ذاكرته ويحاول تكرارها في غياب الفرص الاجتماعية التي تساعده بالاختلاط بالجنس الآخر. بعد سنوات وتجاوز مرحلة البلوغ بأكثر من عقد من الزمان يبقي الرجل أو حتى المرأة في حيرة من أمرهم حول توجهم الجنسي.
على ضوء ما ورد أعلاه ترى بعض علماء الاجتماع قبل عدة عقود من الزمن يقسمون المثلية الجنسية في الرجال والنساء إلى قسمين:
1- مثلية أولية وهي طبيعية بعض البشر لا يمكن تغييرهم.
2- مثلية ثانوية من جراء الحرمان الجنسي.
بالطبع تغير الحال في الربع الأخير من القرن الماضي وحصلت حركة التحرر الجنسي في أوربا من جراء اختراع حبوب منع الحمل ولا عجب أن يقول أحد الفلاسفة بأن عام اكتشاف حبوب منع الحمل كان عام ولادة الجماع الجنسي. لذلك ترى أن التقسيم التي أشرت إليه لا يذكره أحد اليوم مع تشابك الحضارات وقبول المثلية الجنسية في العالم الغربي.
بصراحة أظن أن ميولك الجنسية المثلية من النوع الثانوي نتيجة الحرمان الجنسي ولابد من تصحيح مسار حياتك وإلا وجدت نفسك في حفرة لا تستطيع الهرب منها حتى وإن تزوجت.
هذه بعض النصائح:
1- ابتعد عن مشاهدة الأفلام الإباحية فلا هي حقيقة ما يجري في الحياة ولا تعوض عن الحرمان الجنسي.
2- حاول أن تكون علاقتك بأصدقائك صداقة فكرية ومعرفية وغير عاطفية.
3- لا تخلط بين عاطفة الحب والصداقة.
4- لابد من تنظيم نمط حياتك وممارسة فعاليات رياضية.
5- بعد فترة من الاستقرار لا تتجاوز ستة أشهر عليك بالتفكير جدياً بالاختلاط بالنساء والابتعاد عن مجموعات الذكور. بالطبع أقدر وضعك المهني وظروف عملك ولكن الوقت حان لتجاوز عقدة ناتجة من الحرمان الجنسي والبحث عن امرأة تحبها وتحبك وترتبط معها بصورة قانونية بدلاً من الخوض الذي لا نهاية له في رمال متحركة اسمها الحرمان الجنسي.
التعليق: فعلا د.سداد أنا أحييك..وأرى أنه طريقتك في الرد رائعة..وكل الاستشارات التي يكون اسمك تحتها أقرأها بلا استثناء,
فعلا أثبتت في هذه الاستشارة أن الفرق شاسع بين نصح المريض وتشجيعه على الشفاء ومجرد لومه أو تقريعه على شيء سواء كان بإرادته أو لا, على الأقل هو يريد تغييره..فعلا لقد كان الرد الأول على هذه الاستشارة صادما بالنسبة لي..وسألت نفسي مرارا:
هل هكذا يكون رد المتخصص؟
ولكنك الآن صححت الخطأ.
تحياتي