نفسيتي تتدمر أنقذوني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد؛
رواد موقع مجانين أشكركم جزيل الشكر على الاهتمام الذي تعيرونه لمشاكل أعضاء المنتدى، ومد يد العون لهم بالنصائح الغالية والإرشادات المنيرة التي أنا أظنها شخصيا قد حلت مشاكل الكثيرين من أصحاب الاستشارات، وذلك بفضل الله وعونه...ولكي لا أطيل عليكم سأبدأ بطرح مشكلتي.
أنا شاب ملتزم دينيا لحد ما وأحافظ على صلاتي في المسجد قدر المستطاع، ومحبوب لدى الجميع. وما ينقصني إلا أن أجد شريكة حياتي وأتمم نصف ديني وهذا الذي لم يحدث لحد الآن بعد كثير من المحاولات، وكما يعلم الجميع أن لكل إنسان شهوة وغريزة داخلية تحرك مشاعره، وبما أنني شاب ولست متزوجا فهذه هي مشكلتي، أحيانا عندما تثور الشهوة في داخلي (أطلب من الله أن يغفر لي) ألجأ إلى الأفلام الإباحية. التي أعلم أنها حرام وأثم من يشاهد تلك المشاهد التي لا أساس لها من الصحة وأعلم علم اليقين أنها خدع وتمثيل في تمثيل، قد يقول قائل ما هذا التناقض يا أخي، ملتزم وتشاهد هذه الأفلام..... لكن والله يا إخواني أنا أجاهد نفسي قدر الإمكان لكن الشيطان يطغى علي ونفسي الأمارة بالسوء تسول لي وتزين لي حتى تجدني وقعت في المحظور، وتجدني أشاهد هذه الأفلام...
ومصيبتي أني عندما أنتهي من مشاهدتها أمارس العادة السرية... التي ساهمت في تدمير حياتي ونفسيتي، لكن والله يعلم يا إخواني عندما أكون أشاهد هذه الأفلام أحس ببرودة شديدة ولا أستمتع كثيرا بمشاهدتها لأنني أعلم في الأصل أنها حرام، وألوم نفسي وأحتقرها، لكن عندما أنتهي من هذا كله تبدأ المعاناة الحقيقية، بتأنيب الضمير واحتقار النفس والندم الشديد الذي لا ينفع وأبدأ بالدعاء إلى الله لكي يغفر وأتذلل إليه في صلاتي وأقرأ القرآن لكي يغفر لي ربي وأحسن الظن بالله وأرجو منه العفو؛
لكن سرعان ما يمر أسبوعان حتى تجدني رجعت إلى مشاهدتها من جديد، ثم ألوم نفسي من جديد ثم أدعو الله أن يغفر لي، ثم أقرأ القرآن.... وهكذا تمر الأيام وأنا أعيش في هذه الدوامة التي لم أجد منها مخرجا، لكني عندما أسمع حديث الرسول (ص)، عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" صدق صلى الله عليه وسلم -رواه مسلم- يطمئن شيئا ما قلبي، لكن معنى الحديث ليس الذنب المتعمد، كما أظن والله أعلم.
أستسمح على الإطالة ولكني أرجو أن تجد رسالتي صدرا رحبا، وأرجو من الله أن تفيدني استشارتكم وتكون سببا في هدايتي والتخلص من هذه المشكلة بفضل الله وعونه، والسلام عليكم ورحمة الله.
23/02/2012
رد المستشار
الأخ العزيز "abdou" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك.... بعد دخول الفضائيات والنت إلى حياتنا لم يعد غريبا ولا قليل الحدوث أن ملتزما أو ملتزمة دينيا يرتاد المواقع الإباحية أو حتى يدمن ارتيادها..... بل إن من المؤسف أن أقول أن الخبرة الإكلينيكية تشير إلى زيادة أعداد مدمني الأفلام الإباحية بين الملتزمين والملتزمات أكثر مما هي في غيرهم ( "abdou" أن بعضا من الملتزمين المتزوجين يستمرون في مشاهدة تلك الأفلام بعد الزواج وبعضهم يلوي عنق المنطق والشرع ويرى أنها حلال لأنهن نساء الكفار ولأن المشاهدة لا تضر أحدا وذلك حسب أفقهم الضيق).... باختصار لا غرابة في أن تكون ملتزما وتقع في هكذا ممارسات.
هناك احتمالان على الأقل لتفسير زيادة أعداد الملتزمين بين مدمني الأفلام الجنسية الإباحية في عيادات الأطباء النفسانيين وهما:
1- أن الملتزمين أكثر لجوءًا للعلاج من غيرهم لأنهم يشعرون بحرمانية ما يفعلون ويجدونه سلوكا منافيا لذواتهم Egodystonic ولقيمهم فيحاولون الخلاص بينما غيرهم لا يعبأ بالأمر.
2- أن الملتزمين أكثر عرضة للوقوع في إدمان الأفلام الإباحية الجنسية نظرا لمحدودية علاقاتهم الاجتماعية مع الجنس المغاير بسبب الفهم القاصر للشرع والذي يرى في الفصل القسري للجنسين وجاءًا ووقاية من الوقوع في الحرام (وهو ما يهيئ كثيرين منهم للوقوع في حرام أكبر مع شديد الأسى لأحوالهم وأحوال المسلمين).
ولا أتفق معك في تعميمك: (تلك المشاهد التي لا أساس لها من الصحة وأعلم علم اليقين أنها خدع وتمثيل في تمثيل) لا ليس إلى هذا الحد فهناك مبالغة نعم وهناك تمثيل وهناك استخدام لمواد مثل السليكون ولعقاقير مختلفة قبل التصوير ولكن ليس كله خدع وتمثيل في تمثيل... هذا التطرف في الرأي لا يطمئنني عليك يا "abdou" رغم أن القضية أصلا لا تهمني فلا يعنيني كون المشاهد حقيقية أو تمثيلية.
كذلك يبدو ملفتا في كلامك أنك بعد أن وصفت مشكلتك مع الأفلام الجنسية الإباحية تقول: (ومصيبتي أني عندما أنتهي من مشاهدتها أمارس العادة السرية)... أضحكني هذا وأبكاني على فقه أمتنا المضيع... يا أخي الفاضل هلا فكرت في أيهما أكثر حرمانية؟ العادة السرية أم مشاهدة الأفلام الجنسية؟ الحقيقة أن السلوك الأخير أشد حرمة وأكثر ضررا بمراحل من ممارسة العادة السرية خاصة عندما يحدث ذلك في إطار من مجاهدة النفس أملا في عدم الإسراف في الاستمناء وفي كلامك ما يشير إلى ذلك حين تقول: (لكن سرعان ما يمر أسبوعان حتى تجدني رجعت)... فلو أنك كل أسبوعين أو حتى كل أسبوع تمارس الاستمناء فقط دون أفلام جنسية لكان أمرك هينا ومشكلتك بسيطة.... والصحيح هنا أن تقول: ومصيبتي أني أشاهد الأفلام الجنسية قبل ممارسة العادة السرية أو أثناء الممارسة.
الأخبار الطيبة هي أن الخلاص ممكن فبعض مرضاي من مدمني الأفلام الجنسية والاستمناء ينجحون في وقف مشاهدة الأفلام الإباحية بممارسة الاستمناء كلما شعر أحدهم بالرغبة في مشاهدة الأفلام الجنسية.... البعض ينجحون والبعض لا ولعلك من الذين ينجحون فحاول كلما شعرت بالرغبة في المشاهدة أن تفرغ شهوتك استنماءًا ودون مشاهدة تلك الأفلام، فأنت تقع في ممارسة في حكمها الشرعي اختلاف فقهي صحي لتمنع ممارسة لا خلاف على حرمانيتها شرعا ولا خلاف على كارثية أضرارها علميا.
وأخيرا أقدم لك عددا من الروابط التي تأخذك إلى برامج عملية للخروج من مشكلتك فاقرأ على مجانين:
الاعتمادية على المواد الجنسية الإباحية
خطوات عملية لهجر المواقع الإباحية متابعة2
المواقع الإباحية: الأمة في ضياعها -مشاركة
إدمان المواقع الإباحية: هل له علاج؟
إدمان أفلام جنسية + استمناء قهري
26سنة حرمان: أفلام جنسية وعادة سرية!
العادة السرية برنامج إيقاف
الاستمناء حكاية بلا نهاية: برنامج علاجي
دموع الندم: المواقع الجنسية: برنامج عمل
الاستمناء القهري متعلق بالشذوذات الجنسية مشاركة
التعليق: إدراك المشكلة نصف الحل .
وتستطيع أن تستعمل التزامك لتقلع عن هذا الفعل، ببساطة كما أنك تخجل أن تشاهد هذه الأفلام أمام الناس، عود نفسك كلما حدثتك أن تذهب لهذه الأفلام استشعار مراقبة الله لك، اسألها : أين الله ؟ إذا كان وجود الناس يردعني عن هذه الفعلة، فأين إيماني بالله عز وجل الذي يراني حيث أكون، استثمر إيمانياتك ؟
نفسك لن تطوع لك بسهولة كما أن الفرس الجموح لا يمكن ترويضها بسهولة، ولكن بالمجاهدة والصبر والاستعانة بالله سوف تقلع عن هذه الفعلة بإذن الله