قلق شديد وخوف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أولا جزاكم الله خيرا على ما تقومون به، أريد أن أعرض عليكم مشكلتي وأرجو أن أجد الجواب الشافي لها.
عمري 28 سنة وقبل خمس سنوات حصلت لي مشكلة وهي قلق شديد جدا جدا مع ضيق، وخلال هذه الفترة لم أستطع النوم ولا الأكل لمدة من الزمن ولا أطيق الجلوس ولا حتى القيام أو الانتظار -قلق القعود والقيام- ولا أقدر حتى وضع جسمي على السرير بسبب الضيق والقلق الشديد جدا جدا، علما بأني كنت في جامعة في منطقة أخرى -غير منطقتي- ولم أستطع حتى الذهاب للجامعة ولا أريد شيئا بسبب القلق.
وهنالك شيء حدث قبل هذا القلق وسأتحدث به بصراحة حيث أني أحببت بنت أختي حبا شديدا وتعلقت بها جدا جدا جدا ولم أستطع فراقها وعندما سافرت إلى جامعتي حصلت معي مشكلة القلق والضيق وعدم الأكل وعدم النوم لفترة طويلة ونقص وزني جدا ولم أكمل دراستي ورجعت إلى منطقتي عند أهلي وساعدوني مع الوقت بدأت آكل وأنام وتحسنت حالتي وكنت بعد ذلك إذا سافرت للدراسة في الجامعة تأتيني نوبة القلق والضيق عندما أصل إلى منطقة جامعتي حتى أنه يأتيني خوف شديد جدا من معاودة الحالة لي ولكن تعديت هذه المرحلة.
وعندما تخرجت من جامعتي رجعت إلى منطقتي وتوظفت ولكن حالة القلق والضيق عادت لي مجددا وبصورة أكبر مصحوبة بخوف ورعب شديد من أني لن أستطيع النوم ولا الأكل وسأفقد وظيفتي وبالفعل فقدت وظيفتي وجلست فترة بدون عمل، وذهبت لمستشفى الصحة النفسية بمنطقتنا وأعطوني عدة أدوية وهي EFEXOR XR 75MG وميرزاجن وتيقريتول وبعد فترة أعطوني SEROQUEL 100MG و LUDIMIL 25MG بديلا لميرزاجن وتيقريتول ولا زلت أستخدم هذا العلاج إلى الآن وتحسنت حالتي ووجدت الآن عملا آخر ولكن بمجرد اقتراب الدوام رجعت لي حالة القلق والخوف الشديد خوف من الوظيفة وأني لن أستطيع ولن أنام وسأفقد الوظيفة ولن أستطيع الاستمرار وسترجع لي حالتي الأولى إلى درجة كبيرة
مع العلم أني لا زلت أستخدم العلاج فأرجو من الله ثم منك أن تعطيني الرد الشافي لمشكلتي
وإعطائي الوصفة الصحيحة والمفيدة بإذن الله .
23/02/2012
رد المستشار
أخي العزيز،
شكراً على استعمالك الموقع وأجيب عليك بقدر ما ورد في رسالتك مع مراعاة عدم التعرض والانتقاد للعلاج الطبي الذي تتناوله.
من الملاحظ أنك تستجيب للعلاج الطبي رغم استعمال جرعات صغيرة لأكثر من دواء. السبب في ذلك ربما يعود إلى عدم تحملك لجرعات أكبر أو أن حالتك تستوجب علاجا نفسيا بالإضافة إلى العلاج الطبي. على سبيل المثال جرعات الايفكسور تتراوح بين 75 مغم إلى 450 مغم, والسيراكويل في الكآبة بين 150 إلى 300 وأما لوديميل فأظنه أضيف إلى العلاج ليساعدك في النوم.
عليك إذن أن تستمر في مراجعة طبيبك الأخصائي فهو الأعلم بديناميكية العلاج الذي اختاره لك. بالطبع حالتك مزيج من الاكتئاب والقلق من الناحية الطبية وتتميز بتكرر الانتكاس بين فترة وأخرى.
الأهم من ذلك هو سلوك تجنب الذهاب إلى العمل والاختلاط الاجتماعي والمهني. تولد لك هذا السلوك نتيجة ما دونت أعلاه بدون شك ودخلت في حلقة مفرغة لا تعرف الخروج منها بمفردك. إذا لم تتجاوز هذا السلوك فستراك مستقبلاً سجين بيتك. لكن علاج هذا الأمر يسير ومن الأفضل استشارة معالج نفساني أو مهني ليساعدك. الاستجابة للعلاج في مثل هذه الحالات جيدة جداً.
هناك إشارة في رسالتك حول عقدة نفسية لمحت إليها ولم تفصل فيها وهي مسألة عشق غير طبيعي. إن هذا الامر يطلق عليه أحياناً صراع بؤري Focal Conflict ربما له تأثير في طبيعة حالتك المرضية وسلوكك. لابد من تجاوز هذا الأمر وربما الحديث به مع المعالج النفساني سيساعد على تجاوزه.
أما اجتماعيا فعليك أن تدرك أيضاً أن هناك بعض المؤشرات التي توحي بأن هناك إشارة إلى أنك بدأت تتصرف كرجل مريض دون وعي منك وتعلل ابتعادك عن العمل وعدم قدرتك عليه بأنك مريض. هذا الأمر غير شعوري, يحدث تلقائياً وبدون وعي ويا حبذا لو بدأت بتغيير نمط حياتك دون الانتباه إلى أنك رجل مريض. يساعدك المعالج النفساني في هذا الأمر.
نصيحتي لك بأن تعمل على تنظيم حياتك على أنك رجل طبيعي غير مريض رغم تعاطيك العقاقير.
ومن الله التوفيق دوماً.