القلق والرهاب الاجتماعي في فترة المراهقة
أحس بالاختناق في أنفاسي لا إراديا من الخوف والرهاب الاجتماعي
أولاً: لا أستطيع مراجعة طبيب نفسي إلا عبر الإنترنت.
ثانياً: هذه المشكلة تعيقني عن حضور الاجتماعات والدراسة وأشياء كثيرة، هذه المشكلة ما أدري من متى بدأت لكن لاحظتها بعد ما تطورت، وهي خوووف شدييد وعدم الثقة بالنفس والخوف من انتقادات الأشخاص عدم الثقة بشكلي وبتصرفاتي، أتصرف بشكل طبيعي مع أشخاص معينين لكن الباقي لا مع أني أواجه أسئلة محرجة، ليش ساكتة وين عايشة؟ متوحدة؟ نفسية؟ ومشكلتي تسبب تسليط النظر علي ولفت الانتباه والتعليق حول كلامي النادر.
أخاف من الإجابة من ألتقي بشخص معروف أو اجتماعي أو غريب وغير مقرب بشدة يبدأ وجهي بالاحمرار وتبدأُ عيني بالإدماع وترتجف يدي ويتلعثم لساني وتسرع دقات قلبي وكل يوم بعد يوم أحاول أتخبأ من الناس من صغير أو كبير مثل جنسي وغير جنسي.
حاولت أواجه الأسئلة لكن بسبب دموع عيوني أخاف من البكاء وعدم السيطرة على نفسي.
أخاف قليلا من المقربين بشدة لي عند سؤالي لهم وأخاف بشدة عند رفع أصواتهم علي وبالنسبة لاحمرار الوجه على أدنى شيء إذا أصابتني الغيرة أو عند أي شيء، وتتغير ملامحي بعد رفع أي صوت علي ولا أستطيع الرد حتى بمزحة.
حاولت أجد حلول ولم أجد!
لقيت بعض الأسئلة للعلاج:-
كل الناس مهما زادت مكانتهم وعظمتهم يتكونون من الماء والتراب... لماذا تخاف من الطين؟ لا يوجد لدي صوت عالي أدافع به عن نفسي
كل الناس عرايا تحت ملابسهم... تخيلهم هكذا أو تخيلهم بملابسهم الداخلية... أما زلت خائفا؟ نعم لدرجة أخاف من سؤالي لصديق
كل الناس مهما زادت مكانتهم وعظمتهم يدخلون المرحاض لقضاء الحاجة... تخيلهم هكذا في حياتهم الطبيعية... أما زلت تخاف؟
ما الذي تخاف أن يعرفوه أو يكتشفوه عنك؟ غير محدد أعتقد أنه التفكير أني مثيرة للشفقة أو متوحدة وغيره، ولماذا تعتقد أنهم سوف يكتشفونه بمجرد النظر إليك أو محادثتك قليلا؟؟
أرجو منكم الدعآآآآء لي ولو قليلاً وأرجو حل مشكلتي ولمن حلها له جزيل الدعاء بحرارة لأن المشكلة لم تعد تطااااااق وأشعر بالاختناق داخلي يوميا، بإذن الله بعد زوال كربتي سأدعو لمن كان السبب في تفريج كربتي بعد الله ولن أنساه من دعائي.
18/11/2011
رد المستشار
ابنتي العزيزة، أشكرك على استعمالك الموقع.
في بادئ الأمر لابد من التطرق إلى الأزمات النفسية التي تواجه الجميع من الناس في مرحلة المراهقة. في هذه المرحلة يبدأ الإنسان بالبحث عن هويته الفردية والفكرية والاجتماعية وهو أشبه بمسافر لا يعرف إلى أين يسافر وما هي واسطة النقل التي ينوي استعمالها للوصول إلى وجهة سفره والتي يجهلها كذلك.
الهوية الفردية للمراهقة في هذه المرحلة تتعلق باستيعابها إلى مظهرها وجمالها وملبسها ووضع للخطوط العريضة لمستقبلها. قرأت في رسالتك عدم الثقة بشكلك وأظنك تقصدين ربما جمالك أو وزنك أو بعبارة أدق كيف ينظر الآخرون إليك.
أما الهوية الفكرية والمعرفية فهي مرحلة تتعرض للكثير من الاضطراب في هذا العمر. ترى المراهق أو المراهقة يبحث دوماً عن أفكار شتى ويتعلق بفلسفة معينة بقوة ويهجرها بعد مدة إلى فلسفة أخرى.
أما الهوية الاجتماعية فهي تتعلق باتصال المراهقة بمن حولها بالناس. القاعدة العامة أن المراهق أو المراهقة تبدأ بالانضمام إلى مجموعة صغيرة من الرفيقات تشاركهن الآراء والهوايات. قد تكون هذه المجموعة مجرد صديقة واحدة أو عدة فتيات اعتمادا على تركيبة الشخصية. إذا كانت شخصية الفتاة تميل إلى الخجل والحياء فتراها تميل إلى وجود صديقة واحدة مقربة أما إذا كانت شخصيتها عكس ذلك فترينها تتصدر مركزاً قيادياً في مجموعة صغيرة من الصديقات.
على ضوء ذلك لا أميل إلى تطبيب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي في هذه المرحلة. على العكس ترين أن الرهاب الاجتماعي المرضي أو القلق الاجتماعي المرضي يبدأ بالظهور في مراحل أخرى وبعد فترة من الاستقرار الاجتماعي. لكن في عصرنا هذا هناك ميل إلى إلصاق بطاقة طب نفسية على سلوك أي فرد وتطبيب ما هو طبيعي. هناك الكثير من الشبان والشابات الذين من ميزتهم الإبداع يميلون إلى العزلة ولا يميلون إلى الاختلاط بالآخرين ولديهم خجل اجتماعي. بعد فترة من الزمن وانتقالهم إلى مرحلة التعليم الجامعي لا يهمهم رأي الآخرين بهم إن كان خجلهم وسلوكهم لا يلحق الأذى لا بهم ولا بالآخرين.
إن الثقة بالنفس هي صفة نسبية ولا يمكن قياسها نسبة إلى الآخرين أو الاتصال بهم. ليس هناك أفضل من قبول الإنسان بأبعاد شخصيته سواء كانت خجلاً، حياء، أو انعزالاً أو غير ذلك. كل إنسان يملك العديد من الصفات الشخصية تزداد حدتها بين فترة وأخرى وبين مرحلة في الحياة وأخرى، أما إعطاء مثل هذه الصفات تعابير طبية فهو خطأ كبير إن كانت تلك الصفات لا تؤذي الآخرين ولا تؤذي الإنسان نفسه.
العلاج:
إن صح استعمال كلمة علاج فما تحتاجينه هو ما يسمى بتعديل التحيز المعرفي Cognitive Bias Modification والذي بدوره لا يحتاج إلى طبيب نفساني أو معالج نفساني. إن القلق الذي تطرقت إليه ناتج عن تحيز تلقائي غير شعوري في طريقة تفكيرك.
الإنسان الذي لديه قلق اجتماعي يميل إلى الانتباه بتحيز Attentional Bias نحو المخاطر ويسحب تفكيره بدون مقاومة نحو ما يظنه أو يفسره خطئا خطراً عليه.
عند لقائك أي إنسان أو مجموعة من الناس أطلب منك بعد الانتهاء من اللقاء مراجعة التجربة واسترجاع نظراتهم إليك أو انتقاداتهم أو أشكالهم.
على سبيل المثال شكل الإنسان الذي نظر إليك أو انتقدك... وهذا يمكن أن يكون واحداً من اثنين:
1- وجه خطر Threat.
2- وجه محايد Neutral .
حاولي التركيز أكثر ورسم صورة محايدة لهذا الإنسان أو الوجه.
ينطبق الأمر على ما قيل لك كذلك:
1- مقولة خطر
2- مقولة محايدة
حاولي تمرين نفسك بصورة مستمرة ومع الوقت سترين بأن التحيز المعرفي سيتجه نحو الحياد.
ومن الله التوفيق.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "جلنار" أهلا وسهلا بك على مجانين وأرجو أن تقبلي اعتذاري لتأخر مشكلتك في ملف مشكلاتي طويلا إلى هذا الحد، وحقيقة لولا أنعم الله على مجانين بمستشار كمجيبك الفاضل ما كنا بمستطيعين إلى الرد عليك سبيلا.... سامحيني..... أود كذلك أن أضيف أن ما يحدث عند إرسال كثير من المشكلات إلى مستشارنا د. سداد جدير بالتأمل فكثيرا ما نرسل له نصا نظنه يصف مشكلة خبرناها مرارا وتكرارا على مجانين فيكون رده مفاجأة تبين لنا كيف أن هناك من الأطباء النفسانيين من ربما ينظر بطريقة مختلفة فتكون لنا خبرة جديدة نتعلم فيها من د. سداد.... فمن الواضح أن نوعية المرضى الذين يراهم د. سداد وهم إنجليز أو على الأقل يعيشون في بلاد الإنجليز ومن هؤلاء مراهقين ومراهقات يلجئون إليه كطبيب نفساني طالبين المساعدة، وتكون حالاتهم مجرد خلل عابر متضمن ضمن دوامات المراهقة فيكتفي بتوضيح المشكلات لهم وتحل المشكلة مثلما سيحدث إن شاء الله معك.... إلا أننا في بلادنا العربية لا نعتاد رؤية أمثال هؤلاء فنادرا ما يزورنا أقل من المقعد المجهد المعاق بسبب مرضه النفسي وذلك في أغلب مراحل العمر، أي أن أحدنا في البلاد العربية نادرا ما يرى حالات قلق اجتماعي في المراهقة غير واصلة لحد يكفي المطلوب لتشخيص اضطرب قلق اجتماعي كامل..... فهذه الحالات موجودة في المجتمع وليس في عيادتنا وأظن المرضى على الإنترنت مختلفين عن مرضى العيادات الطبنفسية وهي ملاحظة انتبه لها د. سداد وكتب عنهاعلى مجانين: تشخيصات محملة عبر الانترنت.
أكرر في آخر إضافتي هذه إعجابي الشديد بل انبهاري بطريقة تعديل التحيز المعرفي للرهاب الاجتماعي التي بسطها د. سداد بحرفية ومهارة عاليتين.... جزاه الله خيرا عنك وعنا وعن كل المجانين.