بحب بسرعة وبنسى بسرعة..!
أنا بصراحة مش عارف هي مشكلة ولا إيه، انا بصراحة لما بتكلم مع بنت على النت بحس إني اتعلقت بيها لحد ما أخليها تتعلق بيه..
وبعد كده اسيبها وهكذا كل مرة وبحب أعيش البنات الوهم لكن انا بحاول احبهم، لكن برجع تانى أقول إنه مش حب ده مجرد كلام وخلاص حتى لو هى حبتنى بجد، أنا أريد الإجابة على هذه الظاهرة المتكررة مع كل الشباب سواء بنات أو ولاد..
3/4/2004
رد المستشار
الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كنت أود لو سمعت منك أكثر عن طبيعة حياتك؛ طموحاتك؛ أهدافك في الحياة؛ وعلاقاتك الأخرى بعيدا عن علاقات الشات؛ بل وبعيدا عن علاقاتك بالجنس الآخر،
هل لديك علاقة أخرى في حيز الوجود الحقيقي؛ على أرض الواقع؟
هل لديك علاقات مع أصدقاء من جنسك؟
ما شكل علاقاتك بالأسرة؟
ثم فكر أي من هذه العلاقات يحقق لك إشباعا ما؟
هل هي علاقتك بالأهل؛ أم بالأصدقاء أم بالبنات على الشات؟!!!
ما هو الذي تسعى إلى تحقيقه من خلال هذه العلاقات: الشعور بأنك متفهم؛ مقبول؛ محبوب؛ مهم؛ أم شيء آخر؟ ما هو هذا الشيء الآخر؟
فأي اتصال بشري يسعى لتحقيق أي من هذه الاحتياجات التي ذكرت؛ وأينما تحققت هذه الاحتياجات أينما لذنا بهذه العلاقة وعشنا في فلكها. ولكن أعتقد من رسالتك أنك لم تحقق أي من احتياجاتك عبر أي من هذه العلاقات.
إذن: لماذا تصر على الاستمرار في علاقات فاشلة متكررة مع اختلاف بعض السيناريو في كل مرة عن الأخرى؟
فكر ثم أجبني أنت وغيرك من الشباب. فتفسير هذا الذي وصفته بالظاهرة لا يكون دقيقا إلا من قبل ممارسيه.
وربما أعاننا مشاركة الشباب في تفسير ما يمرون به؛ على أن يكون بعض دورنا من خلال هذه الصفحة وغيرها أن نساعد على تدفق واع لما تشعرون به وتفكرون فيه ونظم هذا وذاك في تفسير ممكن. مع تجاوز ذلك لوضع بعض الحلول الممكنة.
خاصة عندما ما كنت ألمح رفضا لهذه الممارسات من قبل الشباب أنفسهم؛ بدليل سؤالك عن تفسير هذه الظاهرة..
ترى هل تسأل لمجرد السؤال؛ أم أنك تسأل للفهم ثم التغيير؟!!!
في كل الأحوال ما أعتقده أنا أنه رغم الضيق بهذه العلاقات والملل منها؛ إلا أنه مازالت لدينا تلك الاحتياجات غير ملباة والتي نسعى بكل جهدنا وطاقتنا للوصول إليها. مازالت هناك الرغبة في أن نشعر بأننا محبوبون؛ موجودون؛ ومهتمون.
مازالت هناك الرغبة في أن نعبر عن أنفسنا للآخرين ونستهلك كلمات وأفعال الحب مثلما يفعل أغلب الآخرين. مازالت لدينا الرغبة أن نعيش في علاقة نبدو فيها كما نحب أن نرى أنفسنا: جذابين؛ مرغوبين؛ محبوبين....
ثم أضف من بعد ذلك أنه لازالت لدينا رغبة ملحة عارمة وإن لم ندركها ونعنونها: الرغبة في تحقيق الذات...
فإذا ما أضفنا لهذه الاحتياجات الإنسانية التي نفتقدها؛ تقليص مهامنا وأدوارنا وطموحاتنا في الحياة؛ وعدم تواجد القنوات الشرعية لنحقق ذواتنا ونصبح موجودين بحق.. حينها لابد أن نحاول أن نتواجد بأي طريقة أخرى وإن كانت طريقة علاقات الشات؛ أو حتى طريقة التهليل وراء المغنين والمغنيات!!
وأضف أيضا لهذه التوليفة: الدق ليل نهار على أوتار الحب والهيام؛ سواء في الشارع أو الفضائيات؛ وإذا ما جالسنا أحد الأصدقاء فلا نسمع منه أيضا إلا عن علاقات الحب!!!
ما تتوقع إذن بعد هذه التوليفة السحرية للهروب إلى العلاقات العاطفية؟!!
أنا شخصيا لا أتوقع إلا أن تظل وغيرك من الشباب في فلك مثل هذه العلاقات وغيرها إلا إذا....
إلا إذا أفقت ومللت وبدأت تستشعر حاجتك إلى الوجود الحقيقي؛ في حياة حقيقية؛ لتؤدي دورا حقيقيا؛ وتسكن في إطار علاقات حقيقية.
إلا إذا بدأت تتفهم الأثر السلبي لهذا التكرار الممل للعلاقات العابرة؛ وبدأت تتفهم كيف أنها مع الوقت ستضيع إحساسك الحقيقي تجاه الفتاة التي سترتبط بها عاجلا أم آجلا. وأدركت أنها ستولد لديك الشك في أن تكون هناك فتاة يمكنها أن تحبك حبا حقيقيا.
إلا إذا ما أبعدت نفسك قصدا وعمدا عن هذا الدق على العقول والقلوب بالأغاني والأفلام وحكايات الأصدقاء وكل ما له صلة بأجواء الحب والهيام الزائف. فتبدأ في إدراك أوجه أخرى للحياة؛ لابد وأن نعطيها وقتا وطاقة.
إلا إذا ما استكثرت أن تضيع عمرا وهبه الله لك في الحب السريع والملل السريع!
فهل يمكن أن يحدث ذلك؟
وإن حدث فبأي الخطوات ستبدأ؟
ترى هل يمكن أن تكون البداية من حيث التفكير في هدف لك في الحياة؟
والتفكير في كيفية تحقيق هذا الهدف؟
إن حدث لك أو لغيرك شاركنا فرحك بحياتك الجديدة..
وأدعوك لقراءة مقال الحب في الجامعة بينَ الحلم والواقع
أمنياتي لك ولكل الشباب بالتوفيق والسداد.
تابعنا بأخبارك..