وسواس التطاول على الله بالفكر
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
أعاني من مشكلة قد وردت على موقعكم لأحد الأشخاص، ولكني لم أجد لها حلًا؛ لذلك أعيد عليكم المشكلة راجية أن تخبروني بالحل.
المشكلة باختصار هي: أني أعاني من بعض الوساوس مفادها التطاول على الله عز وجل بسبه تارة وتشبيهه كهيئة البشر تارة أخرى، منذ عام 2006 وحتى الآن. وقد ذهبت إلى الأزهر الشريف لطلب مساعدة أهل العلم في ذلك، وأخبروني أن الأمر عادي، ويحدث لمن يصلى ويتبع سبيل الرشاد لبلوغ رضاء الله تعالى، وأن علي بالاستغفار قدر المستطاع، وبالفعل نجحت في الأمر لفترة لا بأس بها، ولكن تراني أتعمد استفزاز نفسي للتطاول على الله تعالى لأرى إن كنت قد شفيت أو ما زال للأمر توابع من فترة لأخرى.
وأنا على هذا الحال حتى اليوم، فترات تمر عليّ أكون فيها أصلب من الصوان لا يقدر علي أي وسواس، وفترات أكون فيها عرضة لأي وسواس كان، فيسيطر علي وأغرق في هذا الوسواس أيام، وفجأة ينتهي مني، فأدرك فظاعة وحقارة ما فعلت، وأحس بندم ما بعده ندم. ما جعلني أتقدم لكم بهذه المشكلة أنه منذ فترة وأنا في مأمن من هذه الهواجس ولكن وجدتني، أتطاول على الله عز وجل عن عمد دون سبب. وبعدها راودتني منذ أيام أثناء نومي فوجدتني أسب الله بعد ذكرى له تعالى، فاستيقظت بعدها.
مما جعلني أفكر: إن حدث ذلك في منامي، -وأني تعمدت قبلها التطاول عن عمد- فذلك يعنى أنه ممكن أن يحدث في صحوي علنًا أمام الناس بدون قصد. مما جعلني عرضة للوسواس فأخذ بفكري وسيطر علي ودفعني لسب الله والتطاول عليه للتخلص من هذا الوسواس مقنعة نفسي بأني مذنبة على كل حال.
أنا أريد فعلا التخلص من هذه الوساوس والهواجس، فأنا مدركة تمامًا أن مشكلتي نفسية في المقام الأول لذلك أطلب مساعدتكم، ساعدوني حتى لا أموت على الكفر.
15/03/2012
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا أخت سميحة، وكان الله في عونك...
ما تقولينه صحيح، مشكلتك نفسية في المقام الأول، وأنت تعانين مما يسمى الوسواس القهري، ويتركز موضوع وسواسك –حسبما ذكرت- في وساوس الكفر وسبَّ الذات الإلهية –والعياذ بالله-
ذهابك للطبيب يا سميحة أمر لابد منه، فوسواسك شديد كما يبدو...، ولابدّ أنك قرأت بعضًا مما كتب على الموقع، وعلمت أن دواء الوسواس يتكون من شقين: الأول: دوائي. والثاني: معرفي سلوكي. تصحح فيه الأفكار تجاه وساوسك، ويتم التعرض فيها لمثير الوسوسة مع عدم الاستجابة لها...
لم أفهم على قولك: (ولكن وجدتني أتطاول على الله عز وجل عن عمد دون سبب). هل كان هذا التطاول في ذهنك أم بالقول والفعل؟ غلب على ظني أنه كان في ذهنك فقط...، وطالما أنه كذلك، وأنه امتد إلى الحلم فقط، فلا مؤاخذة عليه ولا عقاب، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم»...، ولقوله عليه الصلاة والسلام: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: عَنِ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يُفِيقَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ». ولأن الوسواس أمر خارج عن الإرادة والوسع، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
وللأسف استطاع الشيطان أن يقنعك بأن وساوسك مكفرة، واستطاع أن يقنطك من رحمة الله تعالى، فاقتحمت ما هو أشد من الوسوسة، فتلفظت بالسب –والعياذ بالله- وأرجو أن تكوني استغفرت بعد هذا وأعدت التلفظ بالشهادتين. فإن فعلت فانسَي الماضي، واعتبريه شيئًا لم يكن، ولا يخدعنك الشيطان بعد هذا، فمجرد الوسوسة لا تخرجك عن دائرة الإيمان...
فإذا أحسست بالوسوسة فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، ودعي التفكير في تفاصيل ما يجري في ذهنك، واشغلي نفسك بأي عمل آخر، وستتحسنين تدريجيًا بإذن الله تعالى، ولكن أؤكد عليك ضرورة ذهابك للطبيب...
عافاك الله وشفاك من كل سوء.
واقرئي على مجانين:
الأفكار الكفرية: حتى ببوذا يمكن أن تحدث وتقتحم
وساوس كفرية تأتيني! أريد الخلاص بديني
وساوس جنسية وكفرية حتى في الصلاة
وساوس كفرية قهرية: اطلب العلاج
الأفكار الكفرية: ذلك صريح الإيمان