أولا أود أن أشكركم على هذا الموقع المتميز وجزاكم الله عنا كل خير؛
ثانيا أنا آسفة جدا أني أطلت عليكم في سرد مشكلتي وأرجو منكم سعة الصدر لقراءتها وحلها.
أنا فتاه أبلغ من العمر 19 سنة أبي وأمي منفصلين من مدة تتراوح بين 14 سنة مكثت فترة مع أمي ثم ذهبت للعيش مع عمتي ولها ولدان، هناك مشاكل كبيرة بين أمي والعمة منذ فترة طويلة بسبب عدم موافقة عمتي على ارتباط أبي من أمي وظلت إلى الآن،
وفي كثير من الأحيان تتذكر أني ابنتها، منذ البداية وهناك فرق معاملة بيني وبين أخي الوحيد مع العلم بأن العمة تعتبر هي المسئولة عن البيت أكثر من زوجها لأسباب خارجة عن مشكلتي، وسأذكر لكم بعض هذه التفرقة:
1ـ عندما كان أخي في السنة النهائية من الإعدادية لم يحصل على مجموع يؤهله الدخول الثانوية العامة فدخل (بمجموعه) الثانوي الصناعي، أما أنا فمع أني حصلت على مجموع كبير ففرضت على دخول الثانوي التجاري حتى لا أكون أعلى من أخي.
أنا لا أقول لكم أني أكرها فمهما كانت هي استضافتني في بيتها وربتني ولكنها أشياء سلبية منها، لم أستسلم لليأس وذاكرت ونجحت بمجموع 77% ودخلت معهد فني تجاري (سنتان) وأستعد الآن للمعادلة لدخولي كلية تجارة بأذن الله.
هذه مقدمة سريعة لحياتي هناك مشكلتين في حياتي:
أولا: إحساسي دائما بعدم الثقة في نفسي وأني دائما قليلة أمام الناس.
ثانيا: وهي مشكلة عاطفية وهي أني كما ذكرت سابقا أعيش مع أولاد عمتي، بصراحة أقرب واحد لي في هذا المنزل والذي يعتبر رباني وكنت أتحدث معه كثير في جميع مشاكلي هو (س) أحد أبناء عمتي.
بدأت القصة عندما حاول أحد أقاربي منذ فترة قريبة التقرب إلى فشرحت ل (س) الموقف ووجدته يعرفني بهدوء أنه إنسان غير ملتزم دينيا ولا يصلح لي.
بعد فترة شعرت بأن (س) يتقرب لي مع العلم أني كنت أعامله معاملة الأخ فقط وبعد فترة صارحني بحبه لي وأنه يريدني زوجة له كنت واثقة من شيئين أن (س) لن يكون مناسبا لشخصية مثلي وثانيا أني لن تقبل عمتي زواجنا ومع ذلك كذبت على نفسي وبادلته نفس الشعور.
لكم أن تتصوروا أن فتاة تفقد حنان الأبوين في مرحلة المراهقة مع عدم الثقة بالنفس، تصوروا الإحساس حين يتودد إليها الشخص الذي رباها وهو أكثر الشخصيات التي تثق فيه. أحببته حبا شديدا أصبح كل شيء في حياتي ويلاحظ كل من في البيت بل كل الدنيا بي.
مرت الأيام من أحداث كثيرة اكتشف فيها هو أنه لا يحبني إلا محبة الأب لابنته أو الأخ لأخته كان لا يريد أن يظلمني معه أبدا، هو يشعر بالذنب الآن كثيرا مع العلم بأنه بعد ضغط كبير اعترف لي أنه خطبني من عمتي ولكنها رفضت، أنا عمري ما حسيت أنه خدعني وأنا فعلا مسامحاه.
والمشكلة الآن أنه سوف يخطب أنا أقدر أتغلب عني نفسي كثيرا، ولكن تخيلوا معي أن أفقد الحبيب والأخ والأب في وقت واحد والمشكلة أني أتابع الإحداث أولا بأول، أنا أرضى بقضاء الله وأفعل كل شي للنسيان فأنا والحمد لله مشتركة في جامع لحفظ القران، آخذ دورات كمبيوتر، أحضر دروس دينية أسبوعيا ومشتركة في التفصيل -الهواية المفضلة لي، ولكن في أوقات أضعف أريده أسعد مخلوق ولا أقدر على سماع كلامه عن الإنسانة الأخرى.
أريد منكم كلام أتذكره عند ضعفي ويعينني على التغلب على إحساسي، وجزاكم الله كل خيرا.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
12/03/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا ومرحبا بك على موقعنا مجانين، نحن لا نختار آباءنا وأمهاتنا، ولا نختار من الذي يربينا، بل الأمر كله بيد الله، فاعلمي صديقتي أن الله تعالى لا يحمل أيًّا منا فوق طاقته!! فقد قال في كتابه الكريم: "لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا"، وأي خبرة صعبة في الحياة- مهما كانت- تبدأ بمشاعر مؤلمة ولكن مع الوقت تقل هذه المشاعر تدريجياً وينعم الله علينا دائماً وأبداً بنعمة النسيان.
فإذا ما تذكرنا الأحداث السابقة أو الماضي فإننا لا نتذكر المشاعر المرتبطة به بنفس القوة، وهذا من كرم الله علينا و من فضله، ومهما كان ما تمري به صعبا فإنها فترة وتنتهي، وكل تجربة نمر بها لها إيجابياتها وسلبياتها فاستفيدي من الإيجابيات وتعلمي من هذه الخبرة، فخبرات الحياة هي التي تجعلنا أكثر نضجاً وأكثر تفهما لحقيقة الحياة، تدبري الآية الكريمة حين يقول الله تعالى في كتابه الكريم "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ" فكل إنسان على وجه هذه الأرض يبتلى أي يتعرض لمحن ومصاعب وتعب، كل منا يبتليه الله ليرى هل سنصبر أم سنجزع ولا نرضى بقضاء الله!، إن حياتنا على الأرض لا تتوقف مع حدوث أحداث صعبة.
ما علقت عليه هو جزء ليس في يدك ولكن هناك جزء آخر من المشكلة أنت مسئولة عنه!! نعم فحين قلت على سبيل المثال : " لن تقبل عمتي زواجنا ومع ذلك أني كذبت على نفسي وبادلته نفس الشعور" كنت تتوقعين جزءًا مما يحدث الآن ولكنك حاولت تجاهل هذا الأمر وإبعاده عن ذهنك، لذا ابدئي صفحة جديدة صفحة بيضاء تبدأ بتوبة إلى الله تعالى ودعاء له عز وجل بأن يغفر لك علاقتك بابن عمتك وبدعاء أن يلهمك الصبر في الفترة التالية. وتوقفي عن تبريرك لنفسك ما فعلته بقولك: "لكم أن تتصوروه أن فتاة تفقد حنان الأبوين في مرحلة المراهقة مع عدم الثقة بالنفس، تصوروا الإحساس حين يتودد إليها الشخص الذي رباها وهو أكثر الشخصيات التي تثق فيه" وكأنك لست مسئولة عما حدث!!!
في رأيي أن حبك لقريبك هو حب شبيه بحبك لوالدك الذي فقدت القرب منه منذ الصغر، إنه حب ليس موجها إلى ابن عمتك بوصفه شاباً بقدر ما هو حب موجهٌ إلى من أخذ مكان والدك فأنت تقولين أن ابن عمتك رباك!! وكان الأخ والأب وأيضا الحبيب، وكل ابنة –من وجهة نظر المحلل النفسي سيجموند فريد ترى في أبيها صورة المحبوب –سواء كان ذلك على المستوى الشعوري أو اللاشعوري!! ومن ثم تصل في وقت من الأوقات –غالبا في الطفولة- إلى ما وصلت أنت إليه وهو الاضطرار إلى فقدان الحبيب!! وتظل طوال عمرها تبحث عن شريك الحياة يحمل صفات ذلك الأب، ولعل الأمر الأخير ملاحظ وموجود في حياتنا خاصة في الأسر التي تتسم فيها العلاقة بين الأب والابنة بالتفاهم.
فلا تعتبري أن مشكلتك هي مشكلتك وحدك بل قد يكون الفرق الوحيد بينك وبين بنات جيلك أنك عشت المشكلة في الرشد –وليس في الطفولة!! لا تضخمي الموضوع فبإذن الله لن تفقدي ذلك المربي والأب والأخ. فهو لا يزال يشعر أنه بمثابة الأب والأخ. لذا يمكن أن تطلبي منه أن يحافظ على مشاعرك فيقلل بقدر الإمكان الحديث عن الفتاة التي يود خطبتها.
صديقتي لقد قلت أنك ترضين بقضاء الله فعبري عن رضاك بالأفعال وليس بالكلام فقط. لك هوايات كثيرة تشغلك في الفترة القادمة، أرحب بأن تبعثي إلينا برسوماتك لنشرها، على صفحة الابداعات وأوجه كلامي الآن إلى الآباء والأمهات فأقول لهم إذا لم توفقوا في اختيار شريك الحياة أو في الحفاظ على كيان الأسرة ووصل بكم الأمر إلى الطلاق فاعملوا جاهدين على أن يتحمل أبناؤكم أقل تبعات اختياراتكم فأعطوهم الفرصة في العيش مع أحد منكم – على الأقل وابذلوا مزيدا من الجهد في التقرب إليهم والاستماع لهم ومصادقتهم والعمل على حل مشكلاتهم بقدر الإمكان، وإذا لم تنجحوا فعليكم أن توجهوهم إلى الشخص المناسب أو تضعوا لهم في طريقهم من يساعدهم على حل تلك المشكلات قبل أن تتفاقم!!
هذا من جانب ومن جانب آخر كثير من الآباء والأمهات والمربين يظن أن أبنائه –دون كل أبناء – ليسوا بشرا بل ملائكة لن يخطئوا مهما كانت المغريات في طريقهم، أو أن أقارب الابن –الذين يحل له الزواج منهم- هم مثل أخوته ولن يفكر فيهم بطريقة أخرى!! فرغم ظهور مشاعر الحب المتبادلة بين صديقتنا وابن عمتها لم يعمل أحد من الكبار ولم يحاول حل المشكلة بل تجاهلها الكل!! متى سنشعر بأبنائنا وبرهافة مشاعرهم وأحاسيسهم؟ متى سنقترب منهم إن لم نقترب منهم وهم في أمس الحاجة إلينا –في فترة المراهقة؟ استيقظوا أيها المربين، أفيقوا من غفلتكم، لا تنتظروا حدوث المصائب ثم تندمون حيث لا ينفع الندم، إن أبناءكم ليس لهم ذنب سواء في الاختيار أو الطلاق، كما أنهم ليست لهم الحرية أو القدرة على اختيار من يربيهم – وتذكروا دائما قوله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" صدق رسول الله، ماذا ستقول أيها الأب (أو الأم) لله تعالى حين يسألك عن رعيتك؟
أما نقطة عدم الثقة في النفس فاقرئي ما كتب حول تنمية تقدير الثقة في النفس على الروابط التالية على صفحتنا استشارات مجانين:
أحب المخطوبات !!
عدم الثقة بالنفس : تأقلمٌ أم قلق واكتئاب ؟
"الحل...ابحث عن ذاتك"
كيف تنمي ثقتك بنفسك ؟
وأهلا وسهلا بك دائما، فتابعينا بأخبارك.