وما أدراك مالغيرة..!؟
أنا مشكلتي بغير، عايزة دائما أكون الأحسن ودى حاجة بتتعبني وبتخليني ماعنديش ثقة في نفسي، وقلة الثقة دي تعباني،
مثلا مش بقدر أواجه الناس ساعات في مواقف معينة زى لما يكون عندي presentation مثلا،
كمان بفكر كتير وبدأت أهمل دراستي
15/03/2012
رد المستشار
الأخت الكريمة مرحبا بك معنا على صفحات مجانين.
أحب بداية أن أتساءل ماذا جلبت عليك الغيرة والتطلع إلى ما عند الآخرين؟ لقد جلبت عليك التوتر وانعدام الثقة لأنك في كل مرة تقارنين نفسك بغيرك تشعرين أنك أقل وهذا شيء مؤكد لأنك تنظرين لما ليس لديك ولو نظرت إلى ما عندك وليس عندهم لارتحتِ بعض الشيء فقبل أن تفكري لماذا هي أو هو يزيد عني علماً أو جمالاً أو ما لا تسألين ماذا أخد الله منه أو منها ليعطيه كل هذا فالله عز وجل هو العدل وكل شيء عنده بقدر فإذا زاد في قدر شيء أخذ من قدر شيء آخر، وصدقيني كلنا متساوون في نهاية الأمر، وثقي أن الله أيضاً ميزك بشيء عن غيرك فبقليل من التدبر سوف ترين أن من تعتقدين أنهم يفوقونك، أنتِ تفوقينهم ولكن في جوانب أخرى فالأمر هنا يتعلق بالزاوية التي تنظرين بها للأمور.
وعلى الناحية الأخرى حاولي أن تجتهدي لترقي بنفسك خلقياً، وعلمياً وأدبياً، فاجعلي نيتك كلها صوب هذا الأمر ولا تنتظري النتيجة فسوف يكافئك الله بها لا محالة.
ابني نفسك بعيدا عن الآخرين ولا تقزمي من نفسك فأنت لست كغيرك، فكما لديك بصمة يد مختلفة عن كل البشر لديك نفس البصمة المميزة في شكلك، وفي خلقك، وفى روحك، فابحثي عنها ونميها
اعتنقي هذه الفكرة وتصرفي على أساسها، فما خوفك من مواجهة الآخرين إلا انعكاس لعدم ثقتك بنفسك لأنك ببساطة تشعرين أنك أقل منهم وهم أحسن منك بكثير وبالتالي سوف ينتقدوك ويقللون من شأنك حتى وأن لم يصرحوا لك بذلك.
عزيزتي من راقب الناس مات هما، ومن استغنى عن الناس غنى، آمني بنفسك وبأن الله خلقك على أحسن صورة ودورك في الحياة أن تثقلي شخصك بكل المعاني الجميلة.
وإليك بعض النصائح البسيطة التي سوف تساعدك على تخطي المشكلة:
استرخي تماما، وخدي بعض الأنفاس العميقة، واسترجعي أوقات كنت فيها في أحسن حال، وفي ثقة بنفسك، وسعادة، وحاولي أن تسترجعيها.
ثم افتحي عينيك، وخذي بعض الأنفاس العميقة، واسترخي وحاولي أن تسمعي صوت أحب الناس إليك وهم يندهونك باسمك أو باسمك المحبب، وكيف يكون شعورك وقتها.
ثم احضري ورقة وقلم واكتبي كل الأشياء الإيجابية التي فعلتيها في حياتك، كمثال مساعدة أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء, التصدق على الفقراء, الالتزام بمواعيد الصلاة وأداء العبادات, رأي أدليت به وكان له تأثير على غيرك, تفوقك في مادة ما أو رياضة ما, هوايتك وكيف هو أدائك لها، وبعد أن تفرغي أعيدي قراءة الورقة أكثر من مرة.
واسألي نفسك هل أنا قادرة على أن أكون أفضل؟، وسوف تعرفين حينها أنك قادرة فنحن نتعلم بالخبرة ومن التكرار وكل موقف أو حدث يضيف إلينا ويثقل خبراتنا حتى دون أن نشعر بهذه العملية التعليمية التي تتم داخل عقولنا، وفى نهاية الأمر عليك بالنية فكما يقول الله تعالى لكل امرأ ما نوى واجعلي دوما كل عملك لوجه الله واستعيني به في كل أمرك فنعم المعين هو. أتمنى لك التوفيق والسداد
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة الفاضلة باسنت أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة إلى ما تفضلت به مجيبتك أ. إيناس مشعل إلا الإشارة إلى ما أتوجس منه في كلماتك المقتضبة وأرى من المفيد إرشادك إلى القراءة عن المواضيع التالية هنا على مجانين وخارج مجانين إذا توفر:
الكماليةُ (فرطُ الإتقان) وعدمُ الاكتمال
الغيرة مشهد جانبي لطلب العدالة
الغيرة مشهد جانبي لطلب العدالة مشاركة
صعوبة التعامل مع الآخرين:الأنموذج والعلاج
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي
أريد التخلص من خجلي: برنامج علاجي
أريد التخلص من خجلي: مشاركة مستشار
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.
التعليق: قرأت رسالتك وأنا أسأل نفسي هل من عنده حب العطاء سوف يغير من الآخرين؟
هل جربت بذل جهد ووقت ومال لغيرك وأن تؤثري غيرك على نفسك؟ هل جربت أنك تحبين شيئآ جدآ ثم تعجب به غيرك فتعطينها إياه بصدر رحب؟ هل تحبين لغيرك ما تحبين لنفسك؟ هل أنت أشياؤك وشهاداتك وعملك وممتلكاتك أم أنك نفسك؟
هل المظاهر أهم عندك أم الجوهر؟ هل تشعرين بأن الدنيا دار للخلد أم أنها ممر للآخرة؟ ثقي بالله ثم بنفسك أنت وليس غيرك..لا تستمدي طاقتك من الآخرين فإذا خذلوك شعرت بالضياع ولكن كوني نفسك.. اجعلي رضى الله تعالى هدفك..
أحيانا أشعر بغيرة في عملي ولكني أحاول ضبطها في إطار التنافس وليس الغيرة فلا أقلق من غيري لأني أعرف قدراتي وإمكانياتي.
ثقي بأنك إذا كنت نفسك وليس كما يريد الآخرون ستشعرين بالرضا ويتسع المجال لإبداعات جديدة تطورين بها نفسك وتصبحين مؤثرة ومتميزة أينما كنت ولكن هذا لن يحدث إلا إذا وفرت طاقاتك البدنية والنفسية في إنضاج نفسك وتطويرها بدلآ من مراقبة الآخرين