السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكركم على حسن تعاونكم وجزاكم الله خيرا..
آسف على أسئلتي الكثيرة، ولكن لعلها تكون مخرجا لما أنا فيه..
باسل ابني 6 سنوات بعد كل ما قلت عنه في الاستشارات السابقة، أحب أن أذكر شيئا كنت أظنه انتهى، ولكن أمه لفتت نظري إليه مرة ثانية، وهو أن باسل ما زال يكتب أحيانا الكلمات بطريقة عكسية، وقد كان ذلك في الصغر من سن 4 سنوات عندما بدأ يكتب، كان يكتب الكلام معكوسا، بمعنى أن كملة باسل يكتبها من اليسار بدلا من اليمين مثل كلمة إسعاف التي تكون موجودة على سيارات الإسعاف، ويكتبها بمهارة شديدة لدرجة أننا كنا أحيانا نملي عليه 10 كلمات مثلا، فيكتبها كلها بهذه الطريقة، وكان يكتب الإنجليزية أيضا بنفس الشكل بطريقة معكوسة من اليمين.
وكنت أحيانا ألفت نظرة وأوجهه وأحذره من النسيان وأحيانا أخرى أضربه لكثرة تكرار نفس الخطأ، ولكن مع الوقت تقريبا اختفت هذه الظاهرة، ولكن أمه قالت لي إنه أحيانا يفعلها، وأنا شاهدته منذ أيام يفعلها مرة ثانية ما لفت نظري لأني بصراحة قررت -إن شاء الله- ألا أضربه مرة ثانية أبدا مهما فعل من أخطاء وأكتفي بالخصام أو لفت النظر أو توبيخه على أقصى تقدير.
والدته قالت إنها سمعت طبيبة في التلفزيون تقول إن مثل هؤلاء الأطفال الذين مثل باسل يكتبون بالعكس ويريدون أن يظلون واقفين دون أن يجلسوا مثل باسل، فكثيرا أطلب منه الجلوس، ولكن هو يريد أن يظل واقفا، كما أن مدرسته في المدرسة دائمة الشكوى أنه كثير الحركة، لا يريد أن يجلس، لدرجة أننا طلبنا منها أن تجلسه بجوارها ليكتب وتلاحظه؛ لأننا لاحظنا أنه لا يكتب إلا القليل، فاستجابت مدرسة العربي، وبدأ يكتب، ولكن يوم يكتب بسهولة، ويوم يكتب بعد أن "يطلع عين المدرسة" وأنا طلبت منها أن تكتب لي، ووالدته تتابع معها، ولكن مدرسة اللغة الإنجليزية لم ترغب في ذلك، وهم كلهم يقولون إن مستوى باسل الدراسي ممتاز، وغالبا يحصل على الدرجات النهائية في الاختبارات، وأيضا في البيت يكون استيعابه معي أو مع والدته ممتازا، مع ملاحظة أنه من وقت لآخر ينسى بعض الكلمات، ولكن أنا أظن أن هذا أمر طبيعي خاصة أني عندما أطلب منه الجلوس لإنجاز واجب معين، وبسرعة معينة، فغالبا ما يفعل ذلك خصوصا مع المتابعة.
آسف للإطالة، ولكن هل فعلا باسل لا يعتبر سوي، ويحتاج إلى معاملة من نوع خاص؟
أرجو الإفادة والتوجيه، وإن كان الأمر سيكون من خلالنا نحن فقط الأم والأب دون اللجوء إلى متخصص. أرجو الإجابة على هذه الأسئلة بشكل مباشر وماذا أفعل معه؟
مثال:
ماذا أفعل عندما تخبرني المدرسة أنه:
- كثير الحركة، ولم يكتب أي شيء.
- يأخذ أحيانا لعب ويلعب بها في المدرسة.
- لا يريد حفظ القرآن ولا حتى المراجعة.
- إذا أسدت له أمه أو أنا نصيحة، يقول: لا. ويصمم على رأيه رغم أن رأيه يكون طبعا خطأ، ونحاول أن نفهمه بكل الطرق، ولكنه يصمم غالبا على رأيه، وإذا تنازلنا عن آرائنا من أجل إرضائه، يكون هذا مضر له، فأحيانا يريد لبس ملابس الصيف في الشتاء، وأحيانا يريد لبس ملابس الشتاء في الصيف.
وأشياء كثيرة جدا غير ذلك، يريد أن يظل يلعب طول اليوم مع قليل من المذاكرة، ولكن بنوع من التشجيع والمتابعة المباشرة يعطي نتيجة جيدة.
يضرب أخته حبيبة (سنتين و9 أشهر) و"يعاكس" فيها طوال اليوم، وأحيانا كانت تدخل الحجرة أو المطبخ فكان يغلق عليها الباب، وكانت أمه تحذره من هذا الفعل، وتقول له: "حرام ربنا لن يحبك وسيزعل منك".
ولكن كان يكرر ذلك كلما حانت له الفرصة مما دفعني مرة إلى أن أدخلته الغرفة، وأغلقت عليه الباب مثلما كان يفعل وأغلقت النور فقال: لا يهم لا أخاف.
فقمت بإخافته، فخاف جدا فأسرعت وفتحت الباب وقلت له: أرأيت؟
وأظن أنه بعدها لم يفعل ذلك مجددا أو على الأقل أصبح يفعلها نادرا، وكان غالبا يقول أنا أحب سهيلة (سنة و3 أشهر) أكثر من حبية، بل أحيانا يقول أنا لا أحب حبيبة، وأحب سهيلة فقط، ولكن من يومين تقريبا دخلت أخته سهيلة الحمام، فأغلق عليها الباب أيضا.
ماذا أفعل تجاه تلك التصرفات أو ما شابها؟
وجزاكم الله خيرا.
29/1/2012
رد المستشار
الأخ العزيز "أبا باسل"..
أهلا وسهلا بك على صفحتنا وشكرا على ثقتك..
من الواضح يا أيها الوالد العزيز أنك كثير القلق بشأن نمو ابنك وتطوره، وهذا القلق قد يكونُ مفيدا في حدود ألا يؤثر على معاملتك مع الطفل أو على أدائك أنت شخصيا سواء في مجال العمل أو اجتماعيا أو داخل الأسرة.
يبدو ابنك في نقاط عديدة مما ذكرت طبيعيا ولكنك قلقٌ بشأنه أكثر مما يلزم وهو ما قد يضرُّ في حالة التربية أكثر مما ينفع مع الأسف، فإذا تناولنا النقاط التي ذكرتها نجد:
بداية قلقا مفرطا من الكتابة المرآتية أي كتابة الكلمات كما تظهرها المرآة وهذا في أغلب الأحوال يكون مرحلة من مراحل النمو المخي عابرة وأكثر ما تكون في الأولاد الذكور، صحيح أنها في بعض الأحيان تكونُ علامة على أحد الاضطرابات النفسية في الأطفال لكنها في تلك الحالة تكون مستمرة ومصحوبة باضطرابات أخرى واضحة في السلوك.
ثم نجد تلميحا إلى كثرة حركته وأحد أهم التشخيصات الفارقة في حالة شكوى الأهل من طفل كثير الحركة هو أن يكتشف الطبيب النفسي أبوين مفرطي الحساسية كثيري القلق وطفل طبيعي! وأغلب الظن أن هكذا ابنك.
هناك أيضًا ما قد يشير لولا كثرة رسائلك السابقة إلى اضطراب العناد الشارد في الأطفال لكن ذلك غالبا غير صحيح في ضوء ما استشعرناه من قلقك المفرط ورغبتك في إنشاء الطفل على مقاييس خاصة بك أنت، فيكون عناد الطفل معك علامة على صلابته وقوة شخصيته وهو يريد أن يفرض نفسه!
ابنك على أغلب الظن يا أبا باسل طفل طبيعي لكنك تحتاج إلى مساعدة متخصص في التربية للتعامل معه وربما رأى ذلك المتخصص أنك شخصيا تحتاج إلى مساعدة من طبيب نفسي للتخلص من فرط القلق الذي تعاني منه،
ونحن في انتظار متابعتك.