السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا إنسان حاصل على شهادة دراسية عليا في تخصص العلاقات الدولية وأعمل صحفي، أي أن دراستي وعملي يعتمدان على العلاقات الاجتماعية، وبالرغم من ذلك إلا أنني قليل الكلام، وإن اضطررت إلى الإجابة على مداخلات الآخرين تكون ردودي بطيئة وأحتاج إلى التفكير مليا قبل إطلاقها.
إن وصف هذه الحالة يندرج على منزلي وأسرتي فلدي طفلة عمرها 3 سنوات لا أجد أحيانا كلاماً أتحدث به معها لأكسبها مفردات جديدة، وهذا الأمر ينسحب على زوجتي التي بدأت تعاني الأمرين من سكوتي.
باختصار أنا مدمن سكوت وأتمتع وأنا أصمت وأستمع للآخرين حيث أنني مستمع جيد جدا.
حاولت مليا الخروج عن هذه الحالة إلا أن عدم اقتناعي بالواقع وعدم إيماني بنفوس الآخرين حال دون نجاحي.
أرجو منكم مساعدتي
إن أمكن.
18/2/2012
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا وشكرا على ثقتك، لم تكن واضحا في إفادتك بخصوص ما إذا كانت حالة السكوت تلك عارضة عليك أي لها بداية محددة أم أن هكذا طبيعتك، فإن كانت حالة عارضة فقد تكونُ اكتئابا مثلا وهو ما يمكنك طلب العلاج منه لدى طبيب نفساني متخصص، وإن كنا على أي حال أميل إلى تخمين أنها طبيعة فيك لا تودُّ أنت تغييرها أو ربما لا تستطيع.
ورغم أن طبيعة عملك تستدعي شكلا مختلفا من السلوك وأنت تعي ذلك، إلا أنك لم تتغير، ولكن لا يبدو أن ذلك يسبب مشكلة ما في العمل، وإنما المشكلة الحقيقية هي في علاقتك بزوجتك وطفلتك النجيبة بارك اله لك فيها، ولكنني في نفس الوقت أراك تسرف في التبرير حين تبرر ما تسميه إدمان السكوت بأنه بسبب عدم اقتناعك بالواقع وعدم إيمانك بنفوس الآخرين، وهذا التبرير على غرابته يبدو مبالغا فيه، ومعبرا عن التفكير النكدي إلى حد كبير.
أحسب أن عليك عرض نفسك على أقرب طبيب نفسي فربما تحتاج علاجا معرفيا سلوكيا أو عقاريا أو ربما بعض التدريبات السلوكية عن التعامل مع الآخرين.
نحتاج من فضلك إلى بعض الكلام المكتوب منك لنفهم أكثر،
ونحن في انتظار متابعتك، فأهلا بك دائما.
التعليق: إذا لم يكن لديك اكتئاب كل ما تحتاجه هو أن تكون حاضر الذهن مرتب الأفكار وسريع البديهة، فسكوتك ربما يرجع لأنك عندما تفكر في الكلام تتساءل هل ما سأقوله هذا وقته؟
وما رد فعل من حولي هل سيفهمون ما أقصده؟
فتضع نفسك في دائرة تفكير سلبي.
لابد أن تضع في رأسك أن زوجتك وابنتك يحتاجان كلامك وأن المجتمع والناس ليسوا
سيئين لهذا الحد حاول ألا تكون خجولا وتذكر أن الكلام هو الوسيلة التي تعبر عن الشخص ومشاعره
وأعتقد أن ابنتك في احتياج شديد لكي تحدثها حتي تتعرف أكثر علي والدها ومدى حبه لها لأن الأطفال لا يعرفون مدى حب الكبار لهم إلا من كلامهم.