جدي والخوف والأرق
تحية طيبة وبعد؛
يوجد لي جد يبلغ من العمر 85 عاما يعاني من الأرق والخوف وخاصة في الليل حيث لا يستطيع النوم ليلا على الإطلاق، نرجو إفادتنا إذا كان بالإمكان وجود علاج لمثل هذا النوع من الأرق والخوف من الليل والموت.
بارك الله فيك
وجزاك كل خير.
5/3/2012
رد المستشار
أخي العزيز، سلام الله عليك وشكراً على استعمالك الموقع.
في بادئ الأمر لابد من الانتباه أن هناك العديد من الأمراض العضوية التي تصيب الإنسان في هذه السن ويجب الانتباه إلى علاجها. يضاف إلى ذلك أن هناك العديد من العقاقير التي يتناولها الإنسان في هذا العمر والتي قد تكون السبب الأول والأخير للأرق والاضطرابات العاطفية. إذا كان المريض يتناول عقاقير معينة للعلاج أو مصاباً بمرض عضوي فلابد من مراجعة الطبيب المعالج.
في هذا العمر كذلك يجب الانتباه إلى أن الأرق قد يكون عرضاً من أعراض الأمراض التالية:
1- أمراض السبه (أو الخرف أو العته) بأنواعها .
2- اضطرابات ذهانية ناتجة من الأمراض أعلاه أو مستقلة بحد ذاتها.
3- الاكتئاب الناتج من العاملين أعلاه أو مستقلاً بحد ذاته.
لتوضيح كافة العوامل أعلاه يمكن مراجعة الرسم أدناه.
لو افترضت بأن المريض قد تم إرساله للاستشارة إلى عيادة اضطرابات النوم وهو لا يزال تحت العناية الطبية لأي من الأمراض أعلاه فسيكون العلاج كالآتي:
إرشادات عامة:
1- الانتباه إلى تغذية المريض والتي لا بد أن تكون منتظمة.
2- عدم شرب الشاي بعد السادسة مساءً.
3- مساعدة المريض للخروج من البيت قدر الإمكان يومياً وفي وقت العصر لمساعدة تنظيم ساعته البيولوجية من جراء أشعة الشمس.
4- التقليل من السوائل قبل النوم بساعتين .
5- ضمان عدم دخول المريض إلى غرفة النوم إلا في الليل والنوم فقط.
عقاقير مضادة للأرق:
بصراحة معظم الحالات بعد عمر الستين تتطلب عقاراً ما لمساعدة المريض للنوم ولو لفترة ستة أسابع على الأقل. أنصح بما يلي مع الانتباه إلى تشخيص سبب الأرق:
1- أفضل علاج إن توفر فهو الميلاتونين المتوفر تحت اسم Circadin بجرعة 2 مغم قبل النوم بساعتين. حاول أن تتجنب استعمال الميلاتونين المتوفر بدون وصفة طبية لعدم ضمان الدقة في التركيبة الكيمائية. إذا استجاب المريض للعلاج فأنصح بالاستمرار لمدة ستة أسابيع وتوقيفه. إذا انتكس الأرق ثانية فأنصح بالعودة إلى العلاج ولكن بتعاطيه خمسة مرات في الأسبوع فقط. إذا كان سعر العلاج باهظاً أو غير متوفر أو غير فعال فانصح بالخطوة التالية:
2- جرعة 2 – 5 مغم من الديازيبام Diazepam ليلاً. يساعد هذا العلاج على تقليل حدة القلق أثناء النهار. النصيحة كذلك عدم إعطاء الدواء للمريض مرة في الأسبوع. قد ينصح البعض بالتيمازيبام Temazepam بجرعة 10 مغم ليلاً ولا بد أيضاً من الانتباه إلى عدم إعطاء الدواء ولو مرة في الأسبوع والأفضل مرتين.
3- هناك دواء يستعمل للأرق رغم أنه مضاد للاكتئاب يدعى الـ ترازودون Trazadone. يجب إعطاء الدواء بجرعة لا تزيد على 50 مغم أولاً وليلاً. قد يحدث أحياناً بأن المريض قد ينام لفترة طويلة بعد أول جرعة وهي ظاهرة نادرة لبعض الأدوية وتسمى بتأثير الجرعة الأولى First Dose Effect. لا تقلق من ذلك وتراها تختفي بعد عدة أيام. لكن لا بد من الانتباه إلى أن حالة في كل 6000 حالة قد يحدث انتصاب مستمر للقضيب خاصة عند المرضى المصابين بارتفاع لزوجة الدم. أنصح بمراجعة طبية قبل إعطاء العلاج.
4- إذا كانت الهواجس والقلق مسيطرة على المريض فلا بأس من معالجتها كما يلي: دواء ضد الاكتئاب مثل البروزاك Prozac وأنصح باستعمال البروزاك السائل بجرعة لا تزيد على 10 مغم صباحاً مع الطعام. يمكن زيادة الجرعة تحت إشراف طبي. يمكن إضافة علاج الاميسلبرايد وأيضاً استعمال السائل Amisulipide Syrup وبجرعة لا تزيد على 25 مغم ليلاً في البداية وزيادتها تحت الإشراف الطبي.
5- يستعمل الهلوبريدول Haloperidol بكثرة بجرع تتراوح بين النصف مغم إلى 1.5 مغم ليلاً عند كبار السن وهو علاج رخيص جداً وفعال. أحد أعراضه الجانبية هو تشنج عضلي عند كبار السن ولذلك جمعه مع الديازيبام قد يكون أكثر فعالية ويتفادى هذا العرض الجانبي.
6- هناك علاج الميرتازبين Mirtazapine بجرعة 15 إلى 30 مغم ليلاً مفيد للاكتئاب والهواجس والنوم بشرط أن لا تزيد الجرعة عن ما ذكرت وإلا أدى ذلك إلى زيادة في الأرق.
ومن الله الشفاء.
التعليق: اعملوا علي شغل وقته فترة النهار والاشتراك له في نوادي للمسنيين إذا أمكن وإن لم يمكن فيزور أصدقاءه من نفس سنه ويمارس رياضة المشي كي لا ينام فترة النهار
أما في الليل فيشرب المشروبات التي تساعد علي تهدئة الأعصاب مثل اللبن والينسون والنعناع والاهتمام بحالته الصحية وعدم إشعاره بأنه عبء عليكم وإشعاره أنه مهم وذو أهمية لديكم وعدم تهميشه عن طريق استشارته وأخذ رأيه في الأمور التي تخصكم.