الذهان الزوراني: الاضطراب الهذائي
السلام وعليكم؛ أتمنى مساعدتي، لدي أخ يبلغ من العمر اثنتين وثلاثين سنة ويعمل سائق شاحنة وتعرض لموقفين مفجعين، الأول قبل عام -الأول صدم بشاحنته ومات بشكل بشع شخصان أمام عينيه-، والثاني كان بداخل سيارته مع ابنه الذي يبلغ ثلاثة أعوام ونزل بعد أن أطفأ السيارة ليدخل بعض الأغراض للمنزل ويعود لينزل ابنه مشت السيارة للأسفل وهو ليس بداخلها ولكن ابنه كان بداخلها لوحده وتوقفت بعد أن صدمت بجدار حوش المنزل ولم يصيب ابنه شيء ولكنه خاف كثيراً.
منذ شهرين بدأ يوسوس كثيراً ويشك بكل الناس ويرى بجدار حوش الجيران مكتوب رحمة الله على (اسم شخص) يقول هذا حقي وهو ليس اسمه ويقول لزوجته انتبهي من ابن عمك وزوج أختك وهو يعرفهم منذ فترة طويلة واليوم التالي قال لها أنا مستغرب كيف قلت لك هذا انسي كل الذي قلته، ولأننا من اليمن وبلدنا ما زال فيه إطلاق نار بين الحكومة والمعارضين من جانب منزلنا وعندما يبدأ إطلاق النار يقول هذا تهديد لي ويشك بالتجار لأنه يحمل بشاحنته سيارات لهم ويقول هم يهربون مخدرات بداخل السيارات، وبطل الشغل وأوقف شاحنته، ويوم اشترى صابون وعندما وصل البيت قال لزوجته ارميه وبعد ثواني قام ورماه بيده للمرحاض ليتأكد وعندما حاولنا إخباره أن يذهب لطبيب نفسي صاح وقال تريدون أن تعملوني مجنونا كأخي الذي مات لأن لدينا أخا كان مريضا نفسيا وحاولنا علاجه وبعد ذلك مات بمرض جسدي (توقف النخاع الشوكي وكان ينقل له دم حتى مات) فذهبنا لدكتور نفساني باليمن وحدثناه بكل شيء فقال هذا انفصام بالشخصية وأنه يجب إحضاره بالتقييد والقوة وإلا سوف يقتل شخص أو يقتل نفسه ولكن خفنا من عمل هذا من أن يخاف وتزيد حالته سوءاً فما رأيك؟
وفي يوم قام وأخرج مسدسه وطلب من أخوته وأمه مالا من تحت الأرض وهم لا يملكون مالا وبعد أن بكت أمه وأخواته تراجع وطرح المسدس وقام بأخذه أخوه الأكبر وخبأه بعيداً عنه، الآن نريد أن نحضره ولكنه لم يوافق كيف نستطيع إقناعه وهو غير مقتنع أنه مريض، ولأننا لم نستطيع إقناعه اضطررنا للكذب عليه وقلنا له أن الوالدة مريضة ونريدك أن ترافقنا ووافق ولكن بعد أن قام بتجديد جوازه بنفسه وكان مقتنعا كلياً لمرافقة أمه للعلاج لكن غير رأيه وقام يدور بالبيت طوال الليل وبيده خنجر وأخذ التلفونات السيارة حق الجميع وخبأها في خزانته وقطع التلفون الأرضي ويقول بأنهم باعوه واتفقوا مع العصابة وأن هذا كذب وأن أمه ليست مريضة ولم ينم طوال الليل وأخذ السيارة وهرب بالفجر إلى صنعاء لأننا في تعز واتصل بنا برقم أخ زوجته وقال إن لم نرسل له مالا سيعود لقتلنا وكان هو من يعطينا المال وأحن الناس علينا لأن الوالد شبه ميت من عشرين عام وهو يعلم أنه ليس لدينا إلا المعاش الحكومي لمصروف البيت.
وكم يحتاج من الوقت وكم تكون التكاليف
أتمنى أن تردوا علي بسرعة وهذا إيميلي sara………..@gmail.com
10/3/2012
رد المستشار
أختي العزيزة، شكراً على استعمالك الموقع.
في بادئ الأمر وقبل التطرق إلى التشخيص للحالة المرضية لابد من الحديث عن تقييم المخاطر. من مجرد قراءة سريعة للرسالة فإن المريض:
1- خطورته عالية جداً على الآخرين.
2- خطورته عالية لإلحاق الأذى بنفسه بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
3- هناك خطورة عالية جدا لتدهور حالته المرضية
في مثل هذه الحالة لا بد من الاستعانة بالجهات الأمنية والقانونية والاجتماعية. في جميع أنحاء العالم هنالك قوانين معينة يمكن الاستعانة بها لسحب المريض من المحيط الذي هو فيه لتفادي الخطر على الآخرين.
الحالة المرضية هي حالة اضطراب هذائي (أو اضطراب زوراني) Paranoid Psychosis وتشخيص الأخصائي في اليمن صحيح.
أما العلاج بعد احتواء الخطر الذي يشكله على الآخرين فهو:
1- الامتناع عن تعاطي المنبهات وبالذات القات فقد يكون هذا هو السبب الأول والأخير للحالة المرضية.
2- تناول العقاقير المضادة للذهان. إن كان متوفراً فانصح بعقار الأولانزبين Olanzapine بجرعة 20 مغم ليلاً. إن لم يكن هذا العقار متوفراً فلا بأس من عقار الهلوبريدول Haloperidol بجرعة 10 مغم مرتين في اليوم مع مراعاة حصول بعض الأعراض الجانبية التي تستوجب إعطاء عقار آخر مضاد للتشنجات العضلية لفترة مؤقتة يدعى البروسايكلدين Procyclidine بجرعة 5 مغم مرتين في اليوم.
3- لا بد من الاستمرار على العقاقير تحت إشراف طبي والاحتمال الوارد أن فترة العلاج قد تستمر أكثر من عام.
أعود وأكرر لابد من احتواء الخطر الذي يشكله المريض على الآخرين في بداية الأمر. لا بأس من الاستعانة بكبار العائلة لوضع خطة لضمان سلامة الآخرين منه وإجباره على العلاج إذا لم يكن بالإمكان الاستعانة بالقانون.
واقرئي على مجانين:
ظناني أو زوراني المهم العلاج!
أفكار زورانية أم أعراض هذيان؟
اضطراب زوراني؟ غيرة مرضية؟ومخدرات
اضطراب زوراني غالبا ذهاني
الـزَّوَرُ (البارانويا) أنواع، فأيّ الأنواع أنت؟