سلام عليكم،
أحتاج إلي استشارتك دكتور وائل.. أنا أعاني من مشكلة وحاولت بطرق كثيرة الخروج منها ولا أقدر. أنا دائما أشعر بالوحدة وأعاني من الفراغ رغم دراستي ورغم وجود ما يشغلني إلا أن شعور الوحدة يقتلني دائما... ورغم دراستي في علم النفس إلا أني أعاني كثيرا من كل شيء.
اليوم دخلت أبحث عن موضوع الحب عبر شبكات الإنترنت؟؟؟ أعجبني الرد كثيرا، أنا كنت أتحدث مع شاب ولأني دائما لا أثق بأحد فكنت أكذبه دائما حتى جاء الوقت الذي أظهر فيه ما وراء الستائر كل ما ظننته وتوقعته كان حقيقة، وبعدها انقطعت عن التواصل معه بدأ يبحث بجنون عني والأغرب أنه صريح يقول أنا عاوز نتواصل حتى أخطب؟؟ والأغرب أنه يقول أنا أحبك؟؟ يعني حاجة غريبة؟؟
أنا أريد أن توجه لي بعض النقاط حتى أقطع التفكير في هذا الموضوع لأني أعاني من الوحدة وأعتقد أني أبحث عن ما يشغلني حتى لو كان شيئا يحزنني....
إذا أن هناك أي استفسار أنا مستعدة للإجابة؟؟
شكرا وأعتذر عن الإطالة
21/3/2012
رد المستشار
حضرة الأخت "سارة" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الطبيعة البشرية كما الطبيعة بشكل عام، مبنية على الذكر والأنثى، الموجب والسالب، الليل والنهار... ونحن قطعة من هذا الكون. نحن أيضاً يسري علينا نفس القانون، إننا النصف، ونبحث بوعي أو بلا وعي عن النصف الآخر، وكلما كانت انشغالاتنا بالحياة كثيرة، كلما استطعنا أن نصرف النظر عن هذه الناحية الفيزيولوجية في تركيبتنا. وكلما كان الفراغ أكبر، كلما كان عندنا المزيد من الوقت للبحث الدءوب حتى إيجاد ذلك النصف الذي تدعونا الطبيعة للالتقاء به.
عمرك من عمر الزهور، وقد أينع الثمر من الناحية الجسدية والفيزيولوجية والهرمونية، لذلك أنتِ تبحثين عنه. وهو بدوره يبحث عنكِ، ومن الطبيعي جداً أن تدفعه الطبيعة لأن يطلب منكِ فعل الحب وليس فقط الحب العذري.
كل اللغز يبقى عندكِ وعند مقدرتك على التصرف لكي توافقي ولكن بالشروط الاجتماعية، الدينية، الإنسانية... التي تترتب على هذا الالتقاء، حيث أن الباري عز وجل جعل قوانين لهذا اللقاء. فإذا ما التزمنا بهذه القوانين، نكون جديرين بأن نحصل على لقب "سيد الكائنات" وإن لم نستطع الالتزام، فلا بأس، حيث أن كل حيوانات الغابة تقوم بذلك دون عقد قران، ومن دون أية التزامات أو معايير.
لا تغضبي منه إذا ما حاول إبراز رجولته أمامك، بل هذا دليل على أنه كله نظر، وأنكِ في المستوى المطلوب الذي يستطيع أن يثير إعجاب أحدهم بكِ. ولا تكيلي عليه الشتائم إذا ما أظهر إعجابه بعينيكِ، بأنوثتك، وبأفكارك... بل صوّبي تفكيره بحنكتك لأن يندرج ضمن الأطر الاجتماعية والدينية السليمة. فإن استطعتِ، فألف مبروك! و"اعزمونا على الخطوبة"، وإن لم تستطيعي؛ فهذا يكون امتحاناً آخراً نجحتِ به لتثبي لنفسك أنك سائرة على الصراط المستقيم، حتى يأتي الوقت والشخص الملائمين، اللذين يثبتون لكِ سلامة هذه القواعد، فالحب طبيعي والرغبة شيء موجود في أساس كياننا، كل السّرّ يكمن في استعمال هذه الطاقة بالطريقة الأنسب والأكمل.
حضرة الأخت "سارة" لا تيأسي من طول الانتظار حتى موعد اللقاء. بل يلزم اليأس من الفشل أمام كل محاولة غير شرعية تأتي من أحدهم وتستجيبين بطريقة أو بأخرى لذلك الطلب.
فالحياة قصيرة وعلينا أن لا نأكل من التفاحة المحظورة. بل أن ننتقي من كل جنة الحياة والآخرة ما هو مسموح كي تصير كل حياتنا سعادة في جنان الدنيا والآخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.