منعزل ولا أريد الاختلاط بالناس..!؟
لا أعلم ماذا أقول ومن أين أبدأ في بداية المرحلة الثانوية كان لي عدد من الأصدقاء الذين كانوا بالنسبة لي هم كل حياتي فهم أصدقاء الطفولة، فكانت زيارتهم لي كثيرة وكنت أزورهم أيضا وبعد ذلك بفترة أمي منعتني من الذهاب إليهم أو الذهاب إلي أي أصدقاء آخرين وكان السبب أنها تخاف عليََ كثيرا ولأن مصائب الدنيا كثيرة مع أنها تثق بي كثيرا.
وبعد هذا القرار تأقلمت على عدم زيارة أصدقائي والخروج معهم ولكن بدأت أشعر بالملل لابتعادي عنهم وعدم زيارتهم ولكن تعودت على ذلك الوضع وتخرجت من المرحلة الثانوية ودخلت لتعلم الكمبيوتر وانخرطت في الدراسة وبعد ذلك بدأت تروادني أحاسيس غريبة.
بدأت أشعر أني لا أستطيع الاختلاط بالناس أو أن أكون اجتماعية مثلما كنت، بدأت أشعر بالوحدة القاتلة، وأني لا أصلح للعالم الخارجي أحسست أنهم من كوكب آخر، وحاولت أن أناقش الوالدة في موضوعي هذا ولكن التفاهم بيننا معدوم واستسلمت لهذا الوضع، ولكن بين فترة وأخرى أشعر برغبة التمرد علي هذا الوضع ولماذا أنا مستسلمة هكذا بحيث أنني بدأت أفقد صفات شخصيتي المعهودة مثل الضحك، أن أكون اجتماعية حب الناس، وأصبحت عصبيه كثيرا وبدأت أشعر بالاكتئاب لأن لا يوجد أحد يفهمني أو يفهم تفكيري جيدا فأنا أصغر أخوتي وكلهم متزوجون وعددنا خمسة أنا أصغرهم.
وأنا مؤمنه بالله وبقدرته وأنه لابد علينا أنا نصبر فربما هو ابتلاء من الله عز وجل ولكن في بعض الأحيان الضغط النفسي يولد الانفجار، وأحمد الله على نعمة الثبات والتفكير السليم لأن كان من الممكن فتاة أخرى في حالتي هذه أن انخرط في دوامة سيئة وأفعل ما بدا لي بدون علم أهلي بسبب الإحساس بالكبت والضغط وعدم تقدير تفكيرك أو مشاعرك ففي بعض الأحيان أقول لوالدتي أني أحس بالملل والتعب النفسي فتقول لي عادي ولا تقدر إحساسا يوما أشعر به، إحساس سيئ يؤدي إلى الجنون
وهذه نبذة مختصرة عن حالتي النفسية فهي أعمق بكثير وأتمنى أن يكون لديكم حل لمساعدتي وتخطي هذه الحالة، وأنا مضطرة أنا أكتب باختصار عن حالتي حتى لا أطيل عليكم..... وشكرا .
12/03/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا بك؛
أحيانا يبالغ الوالدان في حماية أبنائهم وذلك استنادا منهم على عدة أسباب منها عدم ثقتهم في المجتمع الخارجي المحيط بهم لما صادفهم من أمثلة سابقة وخبرات مؤلمة تعرضوا لها أو تعرض لها أبناء سابقون، ويزيد هذا القلق كلما كان الابن أو الابنة أصغر في السن أو كان يعاني من مرض ما.
وتزيد المبالغة في الحماية لذروتها إذا ما كانت بنت وخاصة في مجتمعاتنا العربية والتي لا تنظر للمرأة نظرة ثقة أبدا مهما حاولت والوالدان دائما ما يرون في أبنائهم ما لا يراه الأبناء في أنفسهم فربما رأت أمك فيك أنك إنسانة طيبة أو رقيقة المشاعر لن تتحملي أخطار الحياة.... ربما...؟!
فأنا فقط أحاول التوصل إلى وجهة نظر والدتك في تصرفها هذا فقد تعتقد أنك قد تقعين فريسة سهلة لمعدومي الضمير الموجودين في مجتمعاتنا وبدلا من أن تسلحك بما يعينك، وتقوم من شخصيتك لأنك عاجلا أو آجلا سوف ترين لنفسك ذلك سواء بأمك أو بدونها آثرت أمك أن تختار أسهل الطرق لحمايتك بإبعادك عن المجتمع والناس.
وأود أن أشير إلى نقطة أخرى وهى أن الخلل ليس فيك أنت بقدر ما هو في والدتك ولا ألوم عليك إلا استسلامك هذا ومن المسئول عن انعدام التفاهم بينك وبين والدتك؟ إنك أنت بالطبع فإلى متى سوف تستسلمين هكذا فالإنسان لا يستطيع إن يعيش بمعزل عن الناس وإن استطاع فيكون ذلك لفترة محدودة، ولا يكون هذا الشخص سويا فالمجتمع يعلمنا الكثير مما لا تستطيع الأسرة أن تعطيه لنا ومهما حاولت أن أوضح لك فلن تستطيعي أن تستوعبي ما أقول لأنك وباختصار لم تتطلعي على هذا الشيء الذي نطلق عليه مجتمع.
إن الله لم يأمرنا أن نعتزل الناس هكذا بل أمرنا بالسعي والاختلاط، وواضح جدا أنك لا تملكين سياسة النفس الطويل كما يقولون وتستسلمين من أول نقاش يدور بينك وبين والدتك بل ربما من أول كلمة بالرغم من كونك على حافة الانفجار، كما أرى أن ما أصابك من اكتئاب وعصبية هو نتيجة لما أنت فيه.
فلا سبيل أمامك إلا بالنقاش العقلاني والتفاهم مع والدتك وبالهدوء بعيدا عن العصبية كأن تفهميها بأنك وصلت لمرحلة النضج وأن خروجك للناس شيء حتمي وأنك بحاجة إلى عونها والاستفادة من خبراتها في ذلك، ومهما حاولت أن تعطيك من آراء فهي نتاج عن خبراتها هي.
أفهميها بأنك بحاجة إلى أن تتوصلي لهذه الآراء بنفسك وحاولي أن تظهري لها بأنك أهل للثقة بأن تطلعيها على اتجاهاتك وأفكارك تجاه بعض المفاهيم الاجتماعية الإيجابية كالصداقة أو بعض المفاهيم الاجتماعية السلبية كالخيانة على سبيل المثال، وابدئي بزيارة من تثق فيهم والدتك أولا كالأقارب أو الجيران وإن كنت تستطيعين أن تخرجيها معك لكان ذلك أفضل لكلاكما وسوف ترين النتيجة وتلمسينها عندما تحاولي أن تصحبيها معك في الزيارات أو أن تقومي بإشراكها معك في بعض الخدمات الاجتماعية الموجودة في مدينتك تابعينا بأخبارك.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك، أحييك أولاً على تماسكك وعلى تصميمك على الصلاح، وأراك رغم أنك استسلمت لقيودٍ ظالمة وضعتها التقاليد الجائرة، لكنك لم تستسلمي لغواية الشيطان وهذا تستحقين التحية عليه يا ابنتي، الحقيقة أن الأخت الزميلة أ.إيناس مشعل، قد بينت لك فاتحة لتغيير طريقة التعامل مع والدتك، خاصةً وأن الأعراض التي ذكرتها في إفادتك لا تكفي لتشخيص أي من اضطرابات القلق الرهابي.
وقد يكونُ في الرفض المؤدب والواعي للاستسلام ومحاولة فتح باب للحوار مع الوالدة منقذا لك من معاناتك الحالية التي لا نستطيع وضع انطباع مبدئي عنها أكثر من بعض القلق والاكتئاب، ولا أجد إضافةً هنا غير إحالتك إلى عددٍ من الردود السابقة لمستشارينا على صفحتنا استشارات مجانين والتي تناقش أحوال الفتاة العربية التي تدعو إلى الرثاء، وكذلك نعطيك فكرةً عن بعض الأعراض التي تشعرين بها وإن لم تصل لديك غالبا إلى درجة تسمح بتشخيص اضطراب كامل، فانقري العناوين التالية:
الحضن المفقود : والجماعة الاجتماعية الغائبة
عسر المزاج والاكتئاب
علاج الاكتئاب المعرفي : فتح الكلام
أفش شعري فتقول أختي:أبعدي يا مجنونة !!
أفش شعري فتقول أختي:أبعدي يا مجنونة متابعة
رهاب الرجال ـ أفش شعري : م1
أفش شعري : صامتة وراغبة بالصراخ
بدلا من البرد والخجل : أفش شعري ونصرخ معا
أفش شعري: " بهدلة"أصبحت : منار " م2 "
إذا هبت أمرًا فقع فيه
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات
الخوف من المشاركة
الحياء الشرعي والرهاب المرضي
رهاب الساحة إلى متى ؟
نفسي في أم غيرها : أخي بكل احترام وأنا بالجزمة
اقرئي أيضًا من على موقعنا مجانين:
سيكولوجية الفتاة العربية
ولعلك بهذا تكونين قد أصبحت أكثر دراية بالأمور وبالأعراض النفسية المختلفة، وبأنك لست وحدك في هذه المعاناة، فإن جربت ما نصحتك به الزميلة إيناس نبيل ولم تجديه مجديا مع الصبر والتكرار، أو لا قدر الله شعرت بأن أعراضك تزيد شدة، فاكتبي لنا فنحن معك، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.