أعانى من سنين من مشكلات في الوضوء والصلاة
في بداية الوضوء وعند غسل يدي -الكف- لا أستطيع غسلها بنية الوضوء -وهذه هي البداية لموضوع الوسواس منذ سنين- طوال سنوات عديدة، لأني كنت ومازلت عندما أغسلها أحس بإثارة جنسية (كشكل وسواسي)، فلا أغسلها بنية الوضوء، وأغمض عينيّ لأني إذا رأيتها لا أستطيع إكمال الوضوء لرؤيتي بياض اليد. وكنت أعتقد في البداية أنه عقاب من الله سبحانه، وأغسلها مع غسيل يدي بعد الوجه، وهذه مرحلة أولى.
ثم إذا بدأت في المضمضة -وهذه المصيبة الكبرى الآن- وتأخذ وقتا طويلا، ربما يقترب من النصف ساعة، وربما ينتهي بعدم الصلاة أصلا. فعند المضمضة -وعيني مغلقة- إذا جاءت قطرة ماء على يدي الأخرى أعيد الوضوء -الذي لم يبدأ أصلا-، كذلك إذا جاءت المياه على شفتيّ وهذا هو الأخطر -طبعا من الخارج- كذلك أي جزء آخر من جسمي تأتي عليه قطرات المياه، وهذه هي المشكلة الكبرى والتي تقابلني بشكل رئيسي الآن.
فإذا مرت المرحلة بسلام دخلنا في المرحلة التالية وهي الوجه، لا أستطيع حك أو غسل وجهي بشكل عادي مثل كل الناس.
فإذا مرت هذه المرحلة، دخلنا في مرحلة اليد، فإذا رأيت يدي وغسلتها تأتي الوساوس الجنسية أيضا لأن يدي تذكرني بيد امرأة.
فإذا مرت فالمرحلة التالية فهي الأذن، تأتي أيضا الوساوس، وأيضا رجلي كأني (أحك في امرأة).
ناهيك عن وجود أحد بجواري أثناء الوضوء كأنه ينظر إلي، فأحيانا أعيش في الهبل وأتعامل مع الوساوس وأغسل بشراهة جنسية لرجلي أو ليدي. فإذا علمت أن كل ما مضى لا يبطل الوضوء سأتخلص من هذا إن شاء الله.
فإذا انتهى الوضوء بأي شكل ندخل لمرحلة الصلاة، فإذا رفعت يدي للتكبير تأتي الابتسامة بشكل وسواسي لعلمي بأنها تبطل الصلاة، فيأخذ هذا وقتا أيضا.
فإذا مر هذا الوضع تأتي مرحلة وسوسة خروج الريح، فأقاوم خروج الريح، فيهيأ لي خروج الريح.
فهل مقاومتي هذه هي التي تجعلني أتهيأ ذلك؟ وهناك أشياء كثيرة مثل هذا لكن لا داعي لذكرها الآن، فربما يكون موضوع الوضوء، فما رأيكم في ذلك؟ وما هو الصواب فيما أفعله؟ لأني عندما أحاول تجاهله لا أستطيع.
ورقم هاتفي الخاص هو.......
في حالة أي استفسار أرجو شاكرا الاتصال بي،
وجزاكم الله خيرا، وعذرا على هذا الأسلوب في السؤال.
19/04/2012
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك وباستشارتك يا "جمال"، والتي جاءت متأخرة جدًا -كما هي عادة الموسوسين- حيث يظلون يعانون في السرّ إلى أن ينفذ صبرهم بعد تفاقم الأمر.
أعتقد أنك بعد أن وصلت إلى هذه المرحلة لا مفرّ لك من زيارة الطبيب...، ولكن هاك بعض الإرشادات التي تلتزمها من الآن وإلى آخر رحلة علاجك. هذا الوسواس الذي تعاني منه يا "جمال" مجرد فكرة لا وجود لها في الواقع، ولا تعبر عن حقيقة صاحبها، بل على العكس، فإنما يعاني منها صاحبها لأنها لا تنسجم مع شخصيته ولا طبيعته، ولكن ملازمتها للموسوس مع كراهته لها سبب لمعاناة مريرة، وخير دواء أن يعلم أنها مجرد فكرة لا تضر ولا تنفع، فلا هو مؤاخذ عليها شرعًا لأن ورودها على الذهن خارج عن الإرادة، ولا يؤاخذ الإنسان إلا على الأعمال الإرادية، قال تعالى: ((لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها)). وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم»...
ولا قيمة لها عند الناس لأنها مجرد وسواس!! إنما الموسوس يعطيها أكثر من حجمها ويضخمها إلى أن تملأ دماغه......، أعطِ هذه الفكرة حجمها، ودعها تمرّ في ذهنك دون نقاش، كلما أحسست بإثارة عند بدء الوضوء، قل: عرفتك أيها الوسواس، إنك مجرد فكرة لا معنى لها ولا قيمة، ولا داعي لمناقشتك، ولن تضرني، ولن تنقض وضوئي، ولن تستطيع التغلب على مشاعري لأنك ضعيف!!
وإياك إياك أن تغمض عينيك، فالتعرض للمثير مع عدم الاستجابة له، هو لبّ العلاج المعرفي السلوكي، الذي هو العلاج الأمثل للوسواس.... وبنفس الطريقة تعالج إحساسك بخروج الريح في الصلاة، لا تترك الصلاة مهما شعرت، ومهما خفت، إلا إذا تيقنت 100% أنه قد خرج منك شيء، بحيث لو أن أحدًا طلب منك أن تحلف على هذا لفعلت دون تردد.
وقد ورد في الحديث الشريف مثال معاناتك،فعن عبَّاد بن تميم عن عمه أنه شكا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة. فقال: «لا ينفتل -أو لا ينصرف- حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا» رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّى أحدُكُم فَلَمْ يَدْرِ زَادَ أم نقصَ، فليَسْجُدْ سَجْدَتَينِ وهُوَ قاعد، فَإِذَا أَتَاهُ الشَّيطَانُ فقَالَ: إنَّكَ قَد أَحْدَثْتَ، فَلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إِلَّا مَا وَجَدَ رِيحاً بَأَنْفِهِ، أَوْ صَوْتاً بأُذُنِه». رواه أبو داود. وبالطبع، كلما قاومت وفكرت في ما قد يخرج منك، كلما ازداد إحساسك، وكثرت تهيؤاتك، لهذا فخير دواء ألا تكثر التفكير بهذا، ولا تقلق منه.
أما قضية تساقط قطرات المضمضة على أجزاء جسمك، وإعادة الوضوء لأجلها، فلا يوجد أحد، منذ نزول الوحي إلى يومنا هذا، قال بأن هذه القطرات تنقض الوضوء، ولا أدري من أين جئت بهذا الناقض العجيب!!!
كذلك قد التبس عليك الأمر في مسألة الابتسام، لأن مجرد الابتسام لا يبطل الصلاة، بل لابدّ من الضحك الذي يظهر فيه صوت الضحك فعلًا....، فهذا أيضًا مما شققت على نفسك به بلا داعٍ...
وأخيرًا أكرر نصحي بضرورة الذهاب إلى الطبيب لأن ما سيداويك به سيعينك كثيرًا على تنفيذ ما ذكرته لك من خطوات، كذلك أنصحك بالرجوع إلى طيف الوسواس القهري على هذا الموقع، والاهتمام ببرامج العلاج الذاتي للوسواس، وبالاطلاع على مقالات منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري.
عافاك الله وشفاك، وخفف عنك، وطمئنّا عليك بالخير...