حيرة في اختيار التخصص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع الذي يساعد الآخرين، ويمسك بأيديهم إلى دروب الخير، جزاكم الله كل خير، ووفقكم، وأعانكم. فأنا مشتركة جديدة لموقعكم وقرأت الكثير من المشكلات، ومقالات ومدونات مجانين. ورغم أنني أحل مشاكلي بنفسي بعد قراءتي وإلمامي بمشكلاتي وحلولها، إلا أنني عجزت في حل هذه المشكلة، فـ ساعدوني جزاكم الله خيراً سأخبركم بما أعانيه من حيرة "اختيار التخصص" المناسب، [فقد تخرجت من المدرسة التي درست فيها فقط سنة واحدة في عام 1390 والسنين الدراسية قبلها درستها كلها في "المملكة العربية السعودية ـ مكة المكرمة" التي كنا نقيم فيها، وبسبب الإقامة التي لم تتجدد اضطررنا العودة إلى بلدنا............] أرجو عدم عرض بين القوسين [ ]؛
فقد كنتُ أحلم وأتمنى في الصف "العاشر" بالإعلام، وأن أكون صحافية أو اعلامية لأري للعالم المذيعة المسلمة، والمحجبة، والمثقفة، والواعية، عكس ما نراه في التلفاز. لكن في ظل دراستي لعلم النفس، وقراءتي عنها أحببتها، وأردت أن أغوص أكثر في هذا المجال الذي يحاول فهم ودرك الآخرين، واحتواء مشاكلهم، ومساعدتهم. والديّ يرفضان فكرة دراستي لهذا التخصص قائلاً أن ليس له مستقبل في بلدي ولا يمكنني العمل أو كسب مادي وليس لهذا التخصص اسم ومكانة بين الناس سوى أنه يتعامل مع المجانين!!
ويريدانني أن أدرس الطب، ومستعدان أن يدفعا رسوم الجامعة [حيث سأدرس في جامعية خصوصية، لأنني لم أنجح في اختبار القبول للجامعة الحكومية]. وأنا لا أشعر بأي ميل لهذا التخصص الذي يحبه الجميع في بلدي، ويرغب في دراستها، وأن يناديه الناس بالدكتور فلان، أو الدكتورة فلانة. فأنا أحب الحياة والاستمتاع بجمال الطبيعة، والاختلاط بالناس في المجتمعات، والاستماع للموسيقى، وأن أعمل في مجال شبابي، ثقافي.
فأنا أحب القراءة وقرأت الكثير من كتب العلامة: محمد الغزالي "رحمه الله"، وبعض كتب العلامة د. يوسف القرضاوي "حفظه الله"، وكتب أخرى أدبية، اجتماعية، نفسية. وأريد أن أشارك الآخرين ما أحمله من علم ولو كان قليلاً، وأن أهديهم إلى طريق الإسلام الوسطي [بعد معاناة الشعب من التشدد، والتعصب (أيام حكومة طالبان) ونفورهم من الإسلام ولو بشكل غير علني] أرجو عدم إظهار ما بين القوسين [ ]. لو ترى في عيون أمي الأمل بقبولي رجائها بدراسة الطب، وسؤال والدي هل أود أن أدرس الطب؟ لا أدري هل ألبي رغباتهما ؟ أم رغبتي؟ رغبتي!؟ في الحقيقة ضيعتها ولا أدري أي تخصص يناسبني.
سأخبركم عني: فأنا فتاة لا أشعر أن لدي قدر كبير من الحنان الذي يجب أن يملكه الدكتور تجاه مرضاهـ، فأنا أكرهـ التأوهـ، وعدم الالتزام بأوامر الطبيب... وغيره. وأيضاً أعتقد أن دراسة المرأة للطب، وتحملها مصاعبه، هباء ففي النهاية إن تزوجت وأنجبت ستضطر للجلوس في المنزل لرعاية أبنائها، وما سيبقى من عناء الطب وذكرياته سوى أنها حرمت الاستمتاع بلحظات وأيام الجامعة، وعنفوان شبابها، الذي يذبل بين طيات الكتب، والملازم... الخ.
وشيء آخر، أنني لا أعلم ما هو الطب؟ ما الذي سأواجهه إن قَبلت دراسة الطب؟ هل التخصص نختاره قبل البدء في دراسة الطب؟ أم بعد الدراسة العامة للطب؟
أعتذر لطول رسالتي، وعدم ربطها، أو الأخطاء الإملائية. وأي تساؤل أنا حاضرة.
[أرجو حذف ما بين القوسين، وعدم اظهار دولتي [ ] لأسباب خاصة]
20/04/2012
رد المستشار
أهلا وسهلا بك؛
لم توضحي لماذا ضاعت عليك فرصة دراسة الإعلام والصحافة. اختيارك للدراسة ينبغي أن يعتمد على بعدين الأول هو ميولك وقدراتك العلمية وثانيا المهنة التي ترغبين بممارستها فهل تميلين للمواد العلمية أم الأدبية وفي أيهما أنت أكثر قدرة على التحصيل، واختيارك للمهنة ينبغي أن يكون منسجما مع فلسفتك في الحياة والأثر الذي ترغبين بإضافته للحياة والناس.
لتعرفي نوعية المواد التي تدرس للحصول على بكالوريوس الطب يمكنك أن تتصفحي خطة المواد لتخصص الطب في أي جامعة تدرسه بما فيها الجامعة التي تخططين الالتحاق بها وجميع الجامعات لها مواقع على الإنترنت.
استجابتك لرغبة والديك تتيح لك الجمع بين رغبتك ورغبة أهلك فبعد دراستك للطب العام يمكنك أن تختاري التخصص في الطب النفسي، ولكن إن كنت كما ذكرت غير قادرة على تحمل أنين وشكوى الناس فأخشى أن علم النفس أيضا لا يناسبك ففيه يا بنية وإن لم يكونوا فاقدين للأهلية العقلية إلا أنهم جميعا متألمون وإلا لما طلبوا المساعدة النفسية.
أما بالنسبة لعدم ملائمة المرأة لدراسة الطب فهو غير صحيح فالمجتمعات بحاجة لطبيبات مسلمات ثقات يرفع التعامل معهن عن النساء حرج التعامل مع الأطباء الرجال، وأي مهنة مهما كانت تتطلب من المرأة أن توازن بين تعدد أدوارها ومسئولياتها الشخصية والمهنية، وأخيرا رغم إن دراسة الطب تحتاج إلى وقت إلا أنه ليس هباء بل يبقى أثره طوال حياتك بعكس الوقت الذي يقضى فقط في الاستمتاع.
يمكنك أن تدعي إلى سبيل الله بالحسنى مهما كان مكانك وعملك طبيبة أو مدرسة أو خياطة ومن يصدق الله يصدقه، عسى الله أن يوفقك لما فيه خيرك.