شكلي
السلام عليكم، كتبت هذه الرسالة بعد تفكير وتردد أنا يا دكتور طبعي هادئ وقليل الكلام وطولي 165 وزني 65 بعض الناس يحبون هدوئي ويثنون عليه كثير والبعض الآخر يفسره بنعومة والدلع يعني مثلا في يوم من الأيام من الأصدقاء المقربين لي، قال لي يا علي أنت شكلك ظالمك، قلت له كيف، قال اللي يشوف شكلك يقول هذا تافه ودلع لكن اللي يقرب منك يصدم بثقافتك وحكمتك وطريقة تفكيرك وكلمة حكيم سمعتها كثير من كذا شخص.
قبل حوالي سنة جلسة مع نفسي وفكرة في الكلام اللي قاله لقيته صحيح إلى حد ما لأن أنا كثير الاهتمام بنفسي وبشكلي فقررت أخفف من الاهتمام الزائد يعني مثلا كان شعري طويل شوي وقصيته بالماكينة وطولت شواربي وذقني والبعض قال لي صرت تشبه الفنان هاني سلامة وكثير من الناس سواء بنات أو أولاد يقولون أنت وسيم وجذاب، لكن أنا يا دكتور عندي عدم الثقة بالنفس ويتهيأ لي أن الناس تنظر لي بأني تافه ومدلع، وأنا مستاء من هذا الشيء... هل هذا وهم أم حقيقة؟ وإذا كانت حقيقة كيف أقوي نفسي ولا أهتم بكلام الناس لأني حساس جدا يا دكتور ويمكن كلمة تجلسني في السرير شهر تعبت يا دكتور تعبت مع أن كل من يعاشرني يحبني وأنا شخصية محبوبة والحمد لله, هل يا دكتور في ناس ربنا خلقهم كذا يعني هم ليس لهم يد فيه؟ أم ماذا؟
والمشكلة يا دكتور في ناس تقول لي أنت شكلك عادي بالعكس كلك رجولة ووسامة وجهك مريح وسموح أصدق من؟ والأهم من هذا أبغي حل لذاتي أنا يعني لا أهتم بكلام الناس وأن هذا قد يكون رأيا فرديا والناس كل واحد له وجهة نظر.
ساعدني يا دكتور أرجوك تعبت من التفكير في هذا الموضوع.
20/04/2012
رد المستشار
قمت منذ بضع سنين بإعطاء مجموعة علاجية تتعلق بطرح سؤال معين ورؤية كيف تجيب عنه من واقع حياتك، وكان السؤال هو: "إذا نزعت عنك القشرة الخارجية من المظهر والمنظر والملابس والعائلة والعربة والوظيفة, فماذا سيتبقى بالداخل، وقد يدهشك يا عزيزي السائل أن معظم الناس أجابت "لا شيء.." لو نزعت قشرتي الخارجية فلن يتبقى لدى شيء.
قم بهذا الاختبار بينك وبين نفسك, ومن إجابتك ستعلم لمَ لديك مشكلة..
معظم الناس يستقون رأيهم عن نفسهم بل وحتى مشاعرهم وأفكارهم من الآخرين, ولذلك فهي أبعد ما تكون عن الثبات وتكون كثيرة التغير, وفي معظم الأحوال خاطئة، وهذا يطلق عليه الاعتمادية، وتكلمنا قبلا أيضا عن نقطة التحكم الداخلي ونقطة التحكم الخارجي Locus of Control , فالناس الذين لديهم نقطة تحكم خارجي يكون أكثر تأثرا بالآخرين والحوادث الخارجية تشكل مزاجهم, أما ذوي نقطة التحكم الداخلية فإن مرجعيتهم فيها هي قيمهم و أخلاقهم هم وتوجهاتهم في الحياة, وهذا يشكل صورتهم الداخلية عن أنفسهم.
فإما أن أنام على وسادتي آخر الليل بعد أن أراجع نفسي وأخطائي فأكون عني راض وأستعد في الغد لاستئناف كفاحي مع الحياة, وإما أن أفكر في صورتي في أعين الناس وقلما سيجتمع الناس على حب شخص.
فيا سيدي العزيز راجع مرجعيتك في أفكارك, وانزع قشرتك الخارجية وقل لي من أنت، وكلمة أخيرة: حتى وإن لم تجد الكثير تحت تلك القشرة فإن الأوان لم يفت بعد في أن أملأها علما وعملا وإيمانا وأملا وقيما ترضيني وترضي عني ربا خلقني في رحلة مستمرة للبحث عن الذات. والسلام
التعليق: كلام سليم د. منال ..
فكرة القشرة الخارجية أعجبتني ..
.. بالنسبة لـ الأخ علي: يمكنك أن تستخدم الردود الإيجابية للناس عن مظهرك الخارجي دافعاً لـ ثقتك بنفسك، وملء الجانب الداخلي والروحي فيك ..
بارك الله فيكم ..