عدم القناعة..!؟
مرحبا أنا بنت مخطوبة ولا أحب خطيبي كما أنني تعرفت على رجل عبر النت وأحببته بجد وأنا مستعدة لفعل كل شيء من أجله ولكن هذا الخطيب أريد التخلص منه بالطلاق والانتقال إلى بلد حبيبي الذي يقطن بمصر
فما رأيكم سيدي؟؟
ولكم مني فائق التقدير والاحترام.
10/4/2012
رد المستشار
أعلم عن أهل المغرب الكرم... فلماذا بخلت ببعض التفاصيل؟؟، على أية حال من سطورك فهمت أنك تزوجت دون بناء؛ لذا استخدمت كلمة خطيبك وانفصالك عنه هو: طلاق، وبما إنك قلت أن هناك شخصًا آخرًا تتحدثين معه وتحبينه فلا يمكن أن نستبعد أن وجوده يؤثر على مشاعرك تجاه زوجك، فدعينا نتحدث عن الواقع الغائب عنك في قصتك مع الرجل المصري، فأنت تعرفينه من خلال الإنترنت؛ إذن أنت لا تعرفين عنه إلا ما يقوله هو عن نفسه من وجهة نظره هو، وبالطبع سيكون ما تتصورينه أنه ما تحتاجين، ولكن ماذا تعرفين عن "روحه"؟، عن مدى مسؤوليته؟، عن وقت غضبه؟، عن نظرته، عن تصرفاته وقت الاختبارات الجادة، عن علاقته بأمه وأخوته.... القليل أو لا تعرفين وتتصورين أن الإنسان الذي خلقه الله بحواس ومشاعر وتواصل متعدد يمكن أن يُختزل في كي بورد وكاميرا أو تليفون؛
واسألي نفسك أنت، هل يعرف حقيقة روحك ونكهة تصرفاتك؟؟، هل يعلم كيف تصبحين حين تغضبي أو تتأزم مشكلاتك؟، كل هذه المشاعر والحياة والواقع يتحول لكلام وفقط، ثم ماذا عن فكرة الارتباط بشكل حقيقي، ماذا عن أهلك؟، ماذا عن اختلاف الثقافة بينكما وأثره على التصرفات والعادات والإدراك؟؟؟، ماذا سيفعل هو من أجل الفوز بك زوجة؟؟
أنت ستحاولين أو تفكرين في فسخ زواجك، وتستعدين لمواجهات حقيقية، وتفكرين في الاغتراب عن بلدك وأصدقائك وجيرانك وزملاء دراستك، ماذا سيفعل هو؟؟، الواقع الذي علمنا وأذهلنا يقول: أن المشاعر التي تنطلق في الهواء دون مسئولية تجاه تلك المشاعر و تجاه إتمام العلاقة بمن نحب هو "الوهم الكبير"، فحتى تتم علاقة لابد أن يكتمل أركانها الثلاثة؛ الحب + الواقع + الزواج؛ فحين يسقط أحد أركانها تتدهور العلاقة وتصبح "أزمة"، ودعيني أحدثك قليلًا عن الحب الحقيقي؛ فالحب الحقيقي ليس فقط التجاذب اللاإرادي أو ما يحب أن يطلق عليه البعض "الكيميا"، ولكنه يحتاج "لصناعة" وهو ما يحميه من الذبول أو الموت؛ والصناعة هي ما سنقوم به من داخلنا وعن معرفة حقيقية لتفاصيل من نحبه بما فيه من قصور وعيوب حتى نشتري قلبه؛ فنعطيه دون انتظار المقابل فيكفي رضاه وسعادته، نؤثره على أنفسنا، نحترمه ونحترم تفكيره وشخصيته واهتماماته بصدق، نصبر على قصوره.... إلخ؛
ولا تنسي أن كل هذا بمسؤولية لابد وأن تكون متبادلة بين الطرفين تمامًا وفي إطار الحفاظ عليها بالزواج، وانظري حولك واسألي نفسك لماذا أكثر من 99% من قصص الوهم، أقصد الحب لا تكتمل، أما زوجك فهو الذي يمثل الواقع وتلك المسؤولية وجعلت مشاعرك تزداد نحوه سلبية لوجود من يشغل مساحته دون حق، ولكن أتصور إن قررت أن تكوني "ناضجة" كفاية ستفكرين فيما قلته لك، ثم تتخلصين من أوهامك التي تلبي احتياجات لك وأخذت شكل تلك العلاقة على الإنترنت، ثم تنظرين بحيادية تامة لزوجك فترين ما يقدمه لك من احتياجات تهمك أنت، وعيوب تتحمليها أو لا تتحمليها، فإن وجدت أن الحب مفقود بصدق بينك وبينه فلا تتمي الزواج منه تحت أي ظرف من الظروف وحينها ستحتاجين أن تقيمي تجربتك بشكل ناضج لتتعرفي على نفسك أولًا، فتتمكنين بعدها أن تختاري من يناسبك ويقدم لك حقيقة احتياجاتك، وتتحملين عيوبه بصدق دون زيف.... أتمنى لك التوفيق.