القلق المتعمم وتغيير الإيقاع
أدعو الله أن يغير حالي وحال من مثلي للأفضل، السلام عليكم ورحمة الله؛
أرجو أن أوصل إليكم مشكلتي بوضوح، أيام الكلية من عشر سنين عديت بخمس أيام امتحان متتالية، أصابني قلق شديد وخوف من عدم النوم وبالتالي لن أركز، ومن ساعتها وأنا أخشى أن أعد أي احد بالخروج معه في يوم حيث تنتابني القلق وأصبح متعكر المزاج في اليوم التالي، فأصبحت قليل الخروج مع أصدقائي لسنوات.....
والآن غالبا تأتيني ضيقة تستمر يوم أو اثنين وتزول، ويصاحبني خلالها اكتئاب وكذلك ألقلق من استمرارها لفترة أطول وتأثيرها على نومي، وبالتالي مزاجي الذي نادرا ما يتحسن، أنا مدرس وسط الطلاب في غاية الحيوية والفرح ولكن غالبا ما يكون داخلي اكتئاب وقلق وتوتر.
في الأيام التي لا أنام فيها جيدا تأتيني الأعراض السابقة إلى جانب الخوف والوساوس أو الأفكار السوداوية, أتذكر الأحداث المؤلمة التي أثرت علي في حياتي أريد أن أتخلص من هذا القلق والتفكير بصورة نهائية، أنا حساس جدا ومثالي وأهول الأمور البسيطة. وأنظر للأشياء من الجانب المظلم. سمعت عن دواء السبرالكس هل يفيد في حالتي وما هي الجرعة المأمونة، ولو له بديل بنفس التأثير وأقل سعرا.
أنتظر الرد سريعا من فضلكم
وجزاكم الله خيرا.
27/04/2012
رد المستشار
أخي العزيز، شكراً على استعمالك الموقع.
من خلال قراءة رسالتك يتبين بأنك أصبت بنوبة من القلق في بداية العشرينيات من العمر، من متابعة الأعراض التي تطرقت إليها يمكن ملاحظة كثرة أعراض القلق بصورة عامة ومن ضمنها الوسواس والخوف وأفكار سوداوية بين الحين والآخر تداهمك حالة من الاكتئاب وهذا شائع جداً عند المصابين باضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder (GAD..
يميل هذا الاضطراب إلى التحسن متى ما استقر الإنسان في حياته المهنية والشخصية. مما لا شك فيه أن طرحك الموجز لمشاكلك النفسية يعكس درجة عالية من الوعي وهذا يبشر بخير دائماً. تطرقت كذلك إلى أن الأعراض تظهر بشدة عند عدم النوم جيداً، وهذه مسألة في غاية الأهمية وهي جزء من الإيقاع اليومي للإنسان والذي يجب رعايته في كل وقت. يشمل الإيقاع اليومي:
1- النوم.
2- انتظام وجبات الطعام.
3- وقت التوقف عن العمل وعدم التفكير بمشاكل العمل قبل ما لا يقل عن ساعتين من النوم.
وغير ذلك.
يضاف إلى الإيقاع اليومي الإيقاع الأسبوعي وضمان يوم ونصف أسبوعياً تتفرغ فيه للقاء الأصدقاء وممارسة الهوايات وعدم التفكير بالعمل.
بالطبع لكل إنسان نظرته الخاصة عن الإيقاع اليومي والأسبوعي، ولكن لا خلاف بين الجميع في أن ممارسة تمارين رياضية لمدة ساعة ثلاثة مرات في الأسبوع يساعد على تنظيم الإيقاعين والتخلص من الكثير من الأعراض النفسية. كذلك الابتعاد عن الإسراف في الشاي والقهوة والمرطبات.
أنت رجل لا تزال على مستوى عالي في الأداء الوظيفي وربما الالتزام بما ذكرته أعلاه قد يساعدك أكثر من العقاقير. إن العقاقير المضادة للاكتئاب يكثر استعمالها في القلق ومن جراء ذلك لا يعاني البعض من الأطباء التفريق بين الاكتئاب والقلق ويستعمل كلمة خلطة قلق – اكتئاب وهذا بصراحة لا يساعد المريض من قريب أو بعيد. هذه العقاقير لها أعراضها الجانبية وفعاليتها في القلق تختلف عن استعمالها في الاكتئاب بما يلي:
1- الحاجة إلى جرعات أعلى.
2- زيادة في نسبة الأعراض الجانبية.
إن دواء السبراليكس لا يختلف عن أي دواء آخر من نفس الصنف في فعاليته. هذا الدواء مشتق من الدواء الأب المعروف بالسبراميل Cipramil أو السيترابولام Citalopram هناك أسطورة بأنه عقار سوبر وكان يسمى Super SSRI ولا صحة لهذا الكلام والدواء الأب الأرخص كثيراً هو بنفس الفعالية. يعتبر الدواء الأب أكثر العقاقير استعمالاً ولكن الجرعة يجب أن لا تتجاوز الـ 40 مغم يومياً ويجب الإشراف الطبي عليها.
أنصحك بمراجعة المقال حول علاج الاكتئاب بالعقاقير المنشور على الموقع.
في الكثير من الحالات6 – 12 جلسات علاج نفسي قد تكون كافية ونتائجها أفضل من الدواء.
رغم كل ما تطرقت إليه أنصحك بمراجعة إيقاعك اليومي والأسبوعي وربما ستنجح في اجتياز محنتك بنفسك.
لا تتأخر في السؤال ثانية ومن الله التوفيق.
التعليق: ما شاء الله عليك،فاكر أنك قلقت خمس أيام بالكلية!!
أنا لا أتذكر يومآ لم أقلق فيه أيام الكلية.فأنت قلقك أفضل مني بكثير جدآ، وأظن أنه يلزمك تقبله وعدم القلق منه، وبالنسبة للقلق من تحديد ميعاد للخروج مع أصدقائك فغالبآ سببه قولك:
"حساس جدا ومثالي وأهول الأمور البسيطة. وأنظر للأشياء من الجانب المظلم".
بصراحة هذه الكلمات هي مفتاح التعب والتعاسة وليست جدعنة أو تفاني. فمن يسعى دائمآ للمثالية لن يرضى أبدآ عن نفسه..
فكر أن تقرر فجأة أن تخرج بدون سابق إعداد أو تجهيز وممكن تزور صاحبك وتخرجان، في البداية ستكون قلقا جدآ ولكن بعد ذلك ستشعر بالحياة..
ماذا تفعل في يومك غير العمل؟ لماذا لا تتفاعل وتشارك في المجتمع بطبيعتك وتعبر عن نفسك وعن مزاجك المختلف بدون تزيين وليكن ذلك مع أصحابك مثلآ؟ لماذا لا تخرج نفسك من سجن تذكر الأحداث المؤلمة؟ فأنت الآن وليس زمان أو في الماضي..
اخرج واستمتع بالوقت وبالطبيعة..سافر لتغيير الجو واكسر روتين حياتك لتستمتع بها بما أحل الله ولا تنشغل بالناس لو قالوا اتجنن..فأنت ينقصك أن تعيش وعندها سيضيع القلق لأن قلقك بسيط جدآ مقارنة بغيرك وأظن أنك تحتاج دعم صديق أكثر من دواء.