بعد التحرش الجنسي: ما هو مصيري؟
أنا فتاة في 17 من العمر تعرضت بطفولتي للاغتصاب وأنا بعمر 8 من طرف شخص بعمر20 أو 19 كانت كلما قست علي أمي أو أخوتي أبكي وأتذكر الحادثة وأظنهم يعاملونني كذلك بسببها.
لدي حلم يأتيني من حين لآخر أني أفر من البيت ولا أعرف إلى أين وحلم آخر يأتيني وهو أن هناك من يركض خلفي لقتلي وأحيانا لاغتصابي ودائما أفر من بين يديه ويركض خلفي إلى أن أصل إلى السطح فلا أجد مكانا لأفر إليه فيمد ذاك الذي يركض ورائي يديه ليمسكني فأرمي بنفسي من السطح إلى الشارع ودائما لا يحصل لي شيء حتى إن رميت بنفسي من الطابق 2 أو 3 , وبعدها أهرب ويركض ذاك الشخص ورائي ولكني دائما أختبئ عنه إلى أن أنجو بنفسي.
الآن حينما أفكر في حبيبي والعلاقة الحميمة حتى في الأوقات التي كنت أمارس فيها العادة السرية (بضعة مرات) كنت أفكر في حادثة الاغتصاب وأتذكرها أمام عينيّ رغم أنها لم تكن بالعنف لأني لم أكن أعرف شيئا, كما أني رغم حبي لقريبي إلا أني لأهرب من واقعي أفكر في الحياة الزوجية والخاصة مع حبيبي ومع غيره ممن قد أكون قد أعجبت به أو احترمته.
كما أني أحيانا أحس بالغثيان عند التفكير في العلاقة الخاصة بين الزوجين ولكن أحيانا كما أحس بالخوف والرغبة.
سؤالي دكتور هو هل سأصاب مثلا بالبرود الجنسي بعد الزواج؟ هل سأتجاوب مع زوجي؟ أم أن الماضي سيكون بالمرصاد؟
علما أن الشخص الوحيد من الجنس الذكري شعرت معه بالأمان والراحة والرغبة والحب وكل الأحاسيس الرائعة هو قريبي وحبيبي وأتمنى أن يكون زوجي وأب أولادي بالمستقبل.
حزاكم الله خيرا وشو بالضبط تشخيصكم لحالتي؟
( الأحاسيس السلبية لا تكون معي دائما ولكن أحيانا وحسب حالتي النفسية وأوقات من الشهر).
شكرا
18/4/2012
رد المستشار
أهلا بك يا متفائلة هانم، أشعر بعد القراءة الأولى لنص إفادتك أنني أسمع أسئلة أكثر مما أعرف معلومات، وهذه بداية تعني إما أنك تائهة قلقة أو أنك تنوين إجباري على التجوال في مئات الدهاليز النفسية لو فكرت بعرض تحليلي لما كتبت،...... فقط أقول لك أنك غالبا بحالة نفسية طيبة وأن ما تصفين من حالك هو مدعاة للتفاؤل أكثر من أي شيء فلا تقلقي يا ابنتي.
تقولين بعد عرضٍ لمزيج من تذكارات التحرش أو الاغتصاب كما تسمينه ولا نعرف على وجه التأكيد هل هو اغتصاب أم تحرش وهي الحادثة التي عرف أمرها على مستوى أبيك وأمك على الأقل، وغالبا عوقب الجاني، وبعدها عرضت لنا أحلام يقظة هي كأحلام كل فتاة سوية مع من ترى فيه المحبوب المنتظر، فقط مع قليل من المنغصات، وكنت دائما تذكريننا بأنه أحيانا وليس دائما، تقولين بعد ذلك: سؤالي دكتور هو هل سأصاب مثلا بالبرود الجنسي بعد الزواج؟ هل سأتجاوب مع زوجي؟ أم أن الماضي سيكون بالمرصاد؟
الإجابة هي غالبا لا... وإن كانت الإجابة تظل ناقصة لأننا لا نعرف تفاصيل ذلك التحرش رغم أهمية معرفتنا بمن الجاني وكيف كانت الحادثة التي تذكرين أنت خلوها من العنف، فليس معنى أن لديك بعض ذكريات التحرش أن الآثار السلبية أكيدة، فأين أنت يا ابنتي من ضحية التحرش التي تتألم صامتة وتلوم؟؟ وأين أنت من الضحايا الصامتات ولأنفسهن لائمات؟
ربما تكونين يا ابنتي مثلا جديدا على أن الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا!، وأن المسألة قد لا تزيد عن بعض المنغصات والمخاوف وربما حتى تعتبرها صاحبتها مجرد خبرة جنسية يصاحبها أو يصحب تذكرها شعور بالذنب!
تقولين أيضًا: (علما أن الشخص الوحيد من الجنس الذكري شعرت معه بالأمان والراحة والرغبة والحب وكل الأحاسيس الرائعة هو قريبي وحبيبي وأتمنى أن يكون زوجي وأب أولادي بالمستقبل) إذن أعطاك الله ما تتمنين وخيرا منه إن شاء الله.... ولكن من هو ذلك القريب الحبيب؟؟ وهل علاقتك به هي مسألة تخيلات وأحلام يقظة بينك وبين نفس أم أن الأمر أكثر من ذلك وهل هو يعلم أم لا؟
وأما سؤالك الأخير شو بالضبط تشخيصكم لحالتي؟ وتردفين بقولك: (الأحاسيس السلبية لا تكون معي دائما ولكن أحيانا وحسب حالتي النفسية وأوقات من الشهر)، فردنا واحدة من فتياتنا العربيات المراهقات تعرضت للتحرش الجنسي في طفولتها وعندها مخيلة جنسية مشوهة كأغلب الفتيات العربيات وهناك مئات الاحتمالات لما سيؤول إليه أمرها طبقا لعديدٍ من المتغيرات، لكننا لا نستطيع تشخيص اضطراب نفسي بعينه، ولا حتى نستطيع تقييم وجود أثر سلبي للتحرش من عدمه، وأما مسألة ارتباط الأفكار السلبية بأوقات معينة من الشهر فتوحي بأن قد تكون لها علاقة بالدورة الشهرية لأن علاقة توجد بين الدورة الشهرية والحالة النفسية.
يبقى لدي تساؤل عن العنوان الذي اخترته أنت لإفادتك ويبدو أنك أخطأت في الكتابة فنسيت حرف الياء أي أن التسمية غالبا هي ما هو مصيري؟ وليس ما هو مصري أليس كذلك؟.....
أهلا بك وعلى بركة الله، نتمنى لك زواجا سعيدا ممن تحبين وترينه أبا مناسبا لأبنائك، ودمت سالمة لمجيبك.