مشاكل الماضي هل تؤثر على مستقبلي؟
السلام عليكم ورحمة الله تحية طيبة وبعد، أعزائي القائمين على موقع "مجانين" أشكر لكم اقتطاعكم هذا الوقت الثمين من يومكم لقراءة رسالتي. أنا فتاة عمري 23 عاماً, وقد تعرضت لتحرش جنسي خارجي حينما كان عمري 7 سنوات, ما حصل هو أني حينما كنت أذهب إلى المتجر القريب من منزلي كان العامل في المتجر يأتي من خلفي ويقرصني, كنت أبتعد عنه ولكنه يعود ويكرر ذلك مرة أخرى.
لم أخبر أحداً بالأمر حتى والدتي رغم أنني كنت طفلة ثرثارة كما تقول وكنت أخبرها كل شيء. لم أخبر أحداً وكان الأمر يتكرر في كل مرة أذهب بها إلى ها المتجر ولم أتوقف عن الذهاب ولم أكن أظن أنه يفعل شيئاً خاطئاً أو هكذا كنت أقنع نفسي وانتهى الموضوع بسفر هذا العامل إلى بلده حينما أصبح عمري قريباً من 9 سنوات.
ولكني كنت أمارس العادة السرية منذ ذلك الوقت وحتى الآن وكان يثيرني منظر الضرب من الخلف في أفلام الكارتون أشعر بالألم والعار وأنا أكتب هذا الكلام. وأنا حقيقة حتى لا أخدع نفسي وأكذب عليكم فأنني أشعر بالذنب لأني لم أخبر أمي أو أبي أو أي شخص عن آخر عن ما حصل لي, وفي أوقات أشعر بالذنب بأنني قد أكون مستمتعة وأنا في ذلك العمر بما كان يحصل رغم معرفتي بعدم منطقية هذا الأمر.
أمي تخبرني أنني في طفولتي كنت طفلة ثرثارة ولكن لا أعلم لما أصبحت صامتة ولا أتحدث مع أمي ولا أخبرها شيئاً. نعم أنا ألومها وألوم أبي وأشعر بألم شديد في قلبي من إحساسي بذلك ولكن لا أستطيع منع نفسي من لومهما. قرأت كثيراً عن موضوع التحرش بالأطفال وفهمت لماذا لم أخبرهم ولكني لم أفهم لما آثاره ما زالت عالقة؟
كيف أمنع نفسي من مشاهدة المواقع والقصص المختصة بهذا الأمر وخصوصاً أنني أفضل أنها لو كانت لأطفال. رغم أني لم أضرب طفلاً في حياتي ولا أتخيل نفسي أفعل ذلك فأنا شخصية مسالمة لا أحب أن أؤذي أحداً.
وكيف أتخلص من آثار التحرش وشكراً
أفيدوني وشكراً لكم.
10/05/2012
رد المستشار
الأخت العزيزة، شكراً على استعمالك الموقع.
ليس هناك حرجٌ في ما تطرحينه بل على العكس يثبت هذا درجة من الوعي والذكاء لا شك بأنها ستكون سلاحاً قوياً لتربية أطفال المستقبل وتوجيهم إلى مخاطر الاعتداء الجنسي بكل أشكاله.
تطرق أحد المفكرين إلى هذا الأمر قبل نصف قرن من الزمان متحدثاً عن خلفية السلامة التي يفقدها الطفل عند تعرضه لاعتداء جنسي من شتى الأنواع من قبل البالغين. يصاحب هذا الاعتداء شعور الإحساس بالصدمة من جراء فقدان الوالدين بجبروتهم وحمايتهم في كل لحظة يتعرض فيها الطفل للصدمة بعد الأخرى. يؤدي ذلك بدوره إلى فقدان الثقة والبحث عن وسيلة للشعور بالارتياح ومن هنا يأتي دور العادة السرية والتي وفرت لك طريقة لفتح صمام تتخلصين عبره من مشاعر مرتبكة.
يمكن تعريف ذاتك بأنها ذات مصدومة ولتجاوز الصدمة عليك التفكير بهذه المراحل:
1- لا شك بأنك امرأة سليمة نفسياً وعقلياً ولكن عليك أيضاً القبول بأن هناك جزءًا من شخصيتك أو ذاتك الخاصة بك قد تعرضت للصدمة. نطلق أحياناً على هذا الجزء من الذات البشرية النفس المصدومة Traumatised Self في حالتك تتجاوز النفس المصدومة حدودها وتتداخل مع الذات السليمة، ويجب أن يكون هدفك هو السيطرة عليها.
2- الخطأ الذي يقع فيه الإنسان دوماً تصوره بأن تفاعله لذكريات الصدمة هو علامة من علامات الضعف وهذا واضح من رسالتك. عليك أن تغيري تفكيرك في هذا الأمر وتتجنبي إلقاء اللوم على نفسك السليمة والتقليل من شأنها.
3- بعدها تذكرين نفسك دوماً ضرورة السيطرة على النفس المصدومة ومنعها من الدخول إلى النفس السليمة. على سبيل المثال لا تتجنبي الاختلاط بمن حولك وحاولي الابتعاد بل ويجب أن تتعمدي عدم التوجه نحو المواقع التي تتحدث عن هذه الأمور.
4- يجب أن تتذكري دوماً أن ذكريات الصدمة لا بد من القبول بها على أنها مجرد ذكريات لا تستحق الانتباه ولا بأس من القضاء عليها بقوة النفس السليمة.
عليك التفكير دوماً في أية مرحلة من مراحل الصدمة أنت الآن وكذلك البدء بعملية اختلاط بمن حولك والتخطيط لمستقبلك. وهناك وسائل أخرى يمكن اللجوء إليها يومياً ولدقائق معدودة:
تستلقين على الفراش مع التركيز على ارتخاء عضلات الجسم وخاصة الفكين والكتفين مع التنفس العميق. تسترجعين ذكريات صدمة وتحكمين السيطرة عليها مع الاستمرار في ارتخاء العضلات والتنفس بعمق وفجأة تتوقفين عن التفكير فيها. تكررين ذلك ستة مرات بين الحين والآخر. مع الوقت تلاحظين أن هذه الوسيلة قد تكون كافية للتخلص من صور الماضي والتخلص منها إلى الأبد.
ومن الله التوفيق.
واقرئي على مجانين:
الصفع على المؤخرة ليس دائما ديبلوديزم!
صفع المؤخرة مثيرا: بين الطبيعي والمرضي
اصفعني على مؤخرتي ... أرجوك!
اصفعني على مؤخرتي.. مشاركات!