أحب أن أكون الطرف الأضعف في العلاقات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا شاب متزوج من 4 سنوات ولدي دين ومبادئ ورجولة تمنعني من أي عمل مشين ولله الحمد والشكر، مشكلتي الأساسية هي أنني أحب في الجنس أن يجامع زوجتي غيري تفكيرا طبعا. وينسحب هذا الأمر على أخواتي.
رغم غيرتي المحمودة على أهلي ولله الحمد. كما أنني أميل إلى أن أكون في الطرف الأضعف في الجنس سواء تخيلت هذا الجنس مع امرأة أو رجل.
أدمنت قرأت القصص بهذا الموضوع فترة، وخشيت أن تؤثر على سلوكي فأقلعت عنها وعن كل ما يثير جنسيا منذ سنتين وأقلعت تماما منذ سنة، وأنا ولله الحمد مستمر في الإقلاع أبدا إن شاء الله.
منذ صغري حتى قبل أن أدخل المدرسة كنت أفكر جنسيا أن بنات يعذبنني. واستمر هذا التفكير إلى الآن ولكن ولله الحمد بعد الإقلاع عن ما يثيره أصبح يظهر بصورة طبيعية مع زوجتي من استخدام بعض العبارات أثناء اللقاء. ولكن أحيانا تتطور هذا العبارات إلى أن ندخل أشخاص مجهولين في قصة نختلقها عند اللقاء.
سؤالي هو:
1. ما حكم وما حدود الكلام بين الزوجين في الفراش وهل هو مباحٌ مطلقا حتى وإن وصفت زوجتي بما لا يليق واختلقت قصصا بيني وبينها وبين شخصيات وهمية.
2. هل لمشكلتي علاج من غير استخدام أدوية.
3. إذا كان بالإمكان وضع برنامج علاجي لي ولغيري أستطيع استخدامه بدون مراجعة طبيب.
4. كيف أستمتع بالجنس الطبيعي وهل يوجد من يستمتع به
أنتظر ردكم
ولكم جزيل الشكر والعرفان.
6/5/2012
رد المستشار
الأخ العزيز، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
ليس هناك حدود لعالم أو حياة الخيال في كل إنسان. ما تطرقت إليه حول الأفكار التي تتعلق بزوجتك الكريمة وأخواتك هي مجرد جزء من هذه الحياة الخيالية، ولا أظنها يوماً ستدخل عالم الحقيقة. استعملت كلمة "أحب" وعلى ضوء ذلك لا يمكن تصنيف هذه الأفكار بأنها مرضية مثل الأوهام والوسواس أو الهواجس.
تتطلب مني الأمانة العلمية أن أكون صريحاً معك، ولا أظن أن في ذلك حرجا لأحد. وأجمل ما في الإنسان الواعي والمثقف أن يكون صريحاً مع نفسه ومع الآخرين، وكلامك يعكس هذا الوعي.
إن الأفكار الخيالية التي تطرقت إليها في رسالتك يضعها العالم النفسي أو الطبيب النفسي بأنها عملية دفاعية نفسية غير شعورية لرغبات جنسية ثنائية التوجه Bisexual Tendencies هذه الرغبات لا تتقبلها الذات البشرية وعلى ضوء ذلك تدخل في دائرة الحياة الخيالية. بالطبع بين الحين والآخر تجد لها نافذة للدخول إلى وعي الفرد، وبعدها يستعمل الإنسان وبدون وعي منه عملية نطلق عليها تعبير الإزاحة Displacement. بعبارة أخرى يتم إزاحتها على المقربين منك لتتخلص ذاتك البشرية من عبء التوجهات الجنسية المثلية.
أما بالنسبة للأسئلة الأربعة التي طرحتها فجوابي عليها ما يلي:
1- لا أظن أن هناك حدودا وأحكاما يمكن تطبيقها والاستناد عليها لعلاقة شرعية بين رجل وامرأة وبرضى الطرفين. ما يفعله رجل وامرأة تحت سقف واحد لا يجوز لأحد التدخل فيه إذا كان ذلك الفعل يتم برضى الزوجين ولا يؤدي إلى الأذى. في عام 1750 خطب أحد اللوردات في اجتماع جماهيري، والكثير كان يشك في سلوكه الجنسي الغريب مع النساء، قائلاً: "اغفروا لي نقاط الضعف بي ما دامت هذه لا تتعارض مع سيرتي مع عامة البشر" بعدها بدأ التشريع البشري يميل أن ما يفعله البشر في علاقاتهم الجنسية يجب أن لا يعير أحد له أية أهمية ويجب تصنيفه بأنه أمر خاص بهم ولا يعني أحدا غيرهم. لا أظن أن هناك خلافا في هذه القاعدة الحضارية التي تم توثيقها في منتصف القرن التاسع العشر وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
2- أما بالنسبة لمشكلتك فهي ليست بالمشكلة التي تتصورها. الكثير من البشر يعانون من اضطراب في العلاقة مع أزواجهم ومنشأ ذلك طبيعة تعلقهم بالوالدين وظروف الطفولة والمراهقة. متى ما اكتشف الإنسان الحب الحقيقي وتعلق بشريكة حياته بدأت عملية تصحيح التعلق Attachment المضطرب والتخلص منه. ربما قد يساعدك التحدث مع معالج نفساني ولكن الحديث مع زوجتك بهذا الأمر أفضل بكثير.
3- لا تحتاج إلى عقاقير وما يمكن أن تفعله هو أن تقضي وقتاً أطول في الحديث مع زوجتك عن كافة الأمور. حاول أن تخصص ساعة أسبوعياً أو أكثر للكلام مع زوجتك عن كافة الأمور الشخصية وبصراحة. حاول كذلك أن تقضي فترات منتظمة للخروج مع زوجتك من اجل الترفيه. كذلك حسناً ما فعلت بالابتعاد عن قراءة القصص المثيرة والتوجه نحو قراءة الروايات الرائعة في الأدب العربي والأجنبي.
4- أما الحياة الجنسية الخاصة بك فليس هناك ما يمنع أن تتغير أنت وتستمع بحياة جنسية أكثر قبولاً لشخصيتك. الحياة جنسية هي عملية حركية لا تتوقف طوال العمر وما تفعله اليوم سيختفي مع الوقت وتتجاوزه لتعارضه مع شخصيتك عموماً. تحدث مع زوجتك عن ما تحب فيها وما تحب فيك، ما تحب في جسدها وما تحب هي في جسدك، ما تحب هي أن تفعله لها وما تحب أنت أن تفعله هي وهكذا.
ينصح الكثير في الابتعاد عن الجنس الاختراقي Penetrative Sex بين الحين الآخر واستبدال ذلك بالمتعة الجنسية غير الاختراقية Non-Penetrative Sex وعدم الوصول إلى الذروة. من جراء ذلك يبدأ الإنسان اكتشاف البعد الهائل للمتعة الجنسية وجسد شريكة حياته. متى ما حدث ذلك يبدأ الإنسان بالانتقال من عالم الخيال إلى عالم الحقيقة. متعة عالم الحقيقة لا حدود لها في الحياة الجنسية وهي من فضل الله عز وجل على الناس وستكتشفه إن شاء الله.