مرحلة عابرة من الخوف الاجتماعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أرجو المساعدة في مشكلتي من فضلكم فهذه المشكلة مسببة لي الكثير من الحزن والألم ولا يمكنني فعل شيء. أنا أشعر بالوحدة فلا أصدقاء لي رغم أن كل زملائي في المدرسة يحترمونني بسبب أني محترم وأحفظ القرآن (الحمد لله) إلا أنني أشعر أن أخلاقي وتديني يقودني إلى هذه الوحدة، فهم يحترمونني لكن لا يصادقونني، ودائما أشعر بتجاهل الجميع لي سواء أقربائي أو زملائي في المدرسة ((وأشعر بها أكثر في المدرسة)). وأخاف أن أتحدث مع أحد أو أمزح معه ولا أعرف لماذا، جلست مع نفسي مرة وشعرت أن هذا الخوف بسبب ألا ينتقدني أحد.
ويأتي هذا الشعور خصوصا أمام زميلاتي، فلا أستطيع أن أتحدث معهن كما يفعل أصدقائي وهذا دائما يشعرني بالإحباط، وفي بعض الأحيان عندما أريد أن أتغلب على هذا الخوف وأحاول إقحام نفسي في محاورة مع إحدى زميلاتي يزداد هذا الخوف. وأشعر أيضا أنني لست كبيرا في نظر أحد بل أشعر أني قليل جدا في نظر الكل، ((أنا الحمد لله معروف أني متفوق في دراستي)).
أصبح كل الناس حتى المعلمين يتجاهلون الطالب المتفوق ودائما أشعر أنهم يحبون أشخاصا معينين في: شكلهم، شخصيتهم الجذابة. وأحيانا مرة واحدة يأتي شعور في أي وقت ((سواء أكنت في المدرسة أم في المنزل)) شيء في داخلي يقول لي ((لا تتعب نفسك لن يتقبلوا بك ستظل تتألم هكذا إلى أن تموت))، وأشياء أخرى أسمعها، فأغمض عيني وأبكي بحرقة وإن كنت في البيت، أغلق ستائر وأضواء غرفتي وأظل على السرير ولا أقوم إلا بعد يوم أو يومين على الأكثر. وعندما أكون على السرير تأتي تخيلات، فأتخيل أن زملائي في المدرسة هم أصدقائي وأتخيل مواقف طريفة تحدث معي فأبتسم ثم أتذكر حالي فأبكي.
أرجو مساعدتي من فضلكم فلا أظن أني سأتحمل هذا كثيرا
وشكرا لكم
31/05/2012
رد المستشار
ابني العزيز، شكراً على استعمالك الموقع.
يمر الكثير من الشباب في مرحلة يشعرون فيها بالعزلة والقلق الاجتماعي. هذا هو العمر الذي يبدأ الإنسان فيه بوضع الخطوط العريضة لشخصيته التي سيحملها في المستقبل. ليس من غير المألوف الإحساس بهذه المشاعر التي تطرقت إليها عند الطلبة الملتزمين دينياً وأخلاقياً وعلمياً. ترى الكثير منهم يحاول تجنب الاختلاط خوفاً من تأثير الغير على مسار حياته.
أنت شاب على مقدرة عالية من الوعي والالتزام. توصلت بنفسك إلى أن أفكارك حول تعامل الآخرين معك لا يمكن إسنادها بتجارب شخصية، وتجنبك لزملائك مصدره أفكارك واختيارك. هذه المرحلة من الحياة أشبه بنهر المياه فيه هائجة والعوم فيه يتطلب جهداً ومهارة للانتقال من ضفة إلى أخرى. هناك من الشباب من يقفز في ماء النهر للعوم بدون تفكير وانتظار ويجرفه النهر إلى ضفة أخرى دون الهدف، وهناك من يفكر وينتظر الفرصة الذهبية للعوم حيث المياه أقل تهيجاً، ولكي يفعل ذلك يعوم مع البعض من الصحاب.
لا بد من عدم تجنب الآخرين وليس هناك دليل على أنك طالب لا يحترمه الطلبة أو كادر التدريس. لكي تفعل ذلك، حاول المشاركة بفعاليات اجتماعية ورياضية ومع الوقت ستجد من سيعوم معك في هذا النهر في الوقت المناسب.هناك وجهة نظر أخرى أن المرء يجب أن يكون فخوراً بذاته والقبول بصفاته الشخصية دون الاعتماد على تقييم الآخرين. بعبارة أخرى لا يجوز أن يكون طموح الفرد تغيير شخصيته لمجرد تقليد الغير.
لست مصاباً بمرض نفسي وما تمر به معاناة الكثير من الشباب في هذه المرحلة الوقتية من العمر.
وفقك الله.واقرأ على مجانين:
استغاثة وحيد
أحمد عايش وحيد م2
عايش وحيد: تعال لمجانين- م. مستشار
للتخلص من القلق أحب نفسك
عن الصداقة والدراسة والمراهقة مشاركة