تمت الإجابة على هذه المشكلة: أريد التخلص من خجلي: برنامج علاجي لـ الدكتورة. داليا مؤمن وقد أرسل الدكتور علاء مرسي هذه المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أما بعد, أود أن أطرح مشكلتي (النفسية) هنا لأنني لم أعرف كيف أرسلها من خلال الموقع واسمحوا لي على الإزعاج.....
أما بعد لا أعرف كيف سأصف مشكلتي التي أعاني منها, قد تقولون أنها تبالغ أو تحمل الموضوع اهتماما كبيرا مع أنه بسيط في نظر البعض.. ولكن والله هي العقدة التي أعاني منها وأرغب حقيقة أن أتخلص منها وأرجو المساعدة منكم..
أنا فتاة أبلغ من العمر 18عاما طالبة في السنة الأولى.. ومشكلتي أعاني منها منذ أن كنت في المرحلة الإعدادية وكنت أتفاداها ولكن أعتقد أنه حان الوقت لكي أتخلص منها لأن الجامعة والحياة عموما تتطلب مني الجرأة أكثر..
أنا كما قلت في الجامعة وأدرس الصيدلة وأحب هذا التخصص.. وكما تعلمون تتطلب الدراسة الأداء العملي وما إلى ذلك.... ومشكلتي تكمن في أنني أولا عديمة الثقة بالنفس.. خجولة جدا.. انطوائية.. خائفة.. ليست لدي الجرأة وأنا متفوقة والحمد لله منذ أن كنت صغيرة.
عندما كنت في الابتدائية (كنت في مدرسة خاصة) كنت أشارك في المسرحيات والإذاعات التي تقام في المدرسة.. وفي المرحلة الإعدادية انتقلت إلى مدرسة حكومية (علما بأنني أحببت المدرسة الحكومية أكثر من الخاصة) كنت في البداية من المشاركين في الأنشطة ولكن فيما بعد أصبحت أخاف من أي شيء..
مثلا إذا تحدثت في الصف أو جاوبت أو... ترتفع حرارتي ويبدأ القلب في الخفقان وأحس أن ملامح وجهي تتغير وهذا يحرجني جدا.. وكنت أرفض طلب المعلمة مني لأن أقوم بشرح درس مثلا أو المشاركة في الإذاعة مع أنني كنت والله أتمنى أن أكون جريئة وأكتسب الثقة لكي أشارك ولكن لا أدري ما الذي طرأ علي... وهذه المشكلة أصبحت تتطور.. أصبحت أخاف حتى من الامتحانات..؟!
أنا أعاني من حساسية في الأنف منذ مدة.. وكانت تأتيني لفترات وتنقطع وهكذا.. ولكني الآن أقول لكم بأن 90%من هذه الحساسية نفسيا والله.. هذا الخوف يتطور كثيرا وأنا الآن في الجامعة فقط أريد أن أصف لكم كيف يبدأ يومي.
طبعا لا أستطيع أن آكل شيئا لأنني لو فعلت أحس أني سأرجع (أعزكم الله) ومعدتي تؤلمني ولا أستطيع التحدث مع أحد صباحا لأنني أحس أن المادة المخاطية تبقى عالقة في الحلق بحيث لا أستطيع أن أخرجها ولا أن أبلعها لذلك أحس وكأنني سأرجع وهذا الموضوع يحرجني ويضايقني كثيرا خاصة إذا أراد أحدا أن يتحدث إلي.. (مع العلم أن هذه الحالة أصبحت تلازمني يوميا حتى ولو لم يكن لدي امتحان)
عندما أدخل المحاضرة أتمنى لو أنني أستطيع أن أشارك..أجاوب..أناقش الدكتور ولكنني لا أستطيع فلذلك أبقى صامتة. بدأنا من قريب الدراسة في الفصل الثاني وعدت إلى البيت في أول يوم وأنا في حالة ضيق شديد لأنه يدخل إلينا المحاضر ويبدأ في الحديث عن المادة وعن كيفية تقييمه للدرجات ويقول أنه يسأل في كل حصة، ويريدنا أن نجاوبه وهذه عقدتي كيف لي أن أستطيع وأنا أكره ما يسمونه بالامتحانات الشفوية.., وكذلك يطلبون منا تقديم البرزنتيشن وهو يتطلب ثقة وجرأة.. وأنا لا أدري ما الذي سأفعله.. وكما تعلمون أنه لدينا إلى جانب الدروس النظرية دروس عملية وهي تتطلب هدوءًا وتركيزا، وأنا أخاف منها وأحس أن يداي ترجفان..
أريد أن أخبركم بحادثة عندما كنت في امتحان عملي كنت أؤدي امتحاني وجاءت المدرسة وسألتني سؤالا وأجبتها بكل ثقة وبكل هدوء (كان سؤالها عن المادة) ولم أكن أعلم أنها تختبرنا شفويا خلال تأديتنا للامتحان.. ولكن والله لو كنت أعلم من قبل أن تسألني لما استطعت أنا أجاوب وسأظل خائفة والقلب يدق والحرارة ترتفع و.....
ملخص هذا الكلام أنني أريد أن أكتسب الثقة بنفسي وأن أكون جريئة.. وأنا دائما أقول لنفسي لماذا أنا هكذا على الرغم من أنني والحمد لله متفوقة وأعتبر من الأوائل فلماذا الخوف..؟؟!!
والآن المدرسين يريدون منا المشاركة والتفاعل وتقديم المشاريع (البروجكتات هي الكلمة التي وردت من صاحبة السؤال)، ولا أدري ماذا سأفعل وإلى متى سأظل هكذا؟!
وأريد أن أضيف نقطة, أنا بطبعي خجولة جدا وحتى في البيت وأنا بين أهلي.. أنحرج بسرعة إذا تحدثوا عني.. ولا أستطيع أن أتحدث بصوت عال إذا كنا في جماعة مثلا..
آسفة والله على الإطالة, لأنني والله أرغب في أن أتغلب على هذه العقدة وأمارس حياتي طبيعية.. ولكن متى لا أدري.. وأتمنى أن تعطوني الحلول لكي أستطيع التغلب على هذا الخوف.
وشكرا لكم.. والسمووحة.
16/2/2004
رد المستشار
صديقتي، لقد شرحت بنفسك المشكلة والحل في آن واحد؛
إن الخجل والخوف من الاختبارات الشفوية ينبع من اهتمامك الزائد وإعطائك أهمية كبيرة جدا لرأى الآخرين فيك والذي تعتبرين أنه حكم نهائي على قيمتك الشخصية والذاتية.... لماذا؟؟؟ وكيف ولماذا تتغاضين عن نجاحاتك وتفوقك في تقييمك لذاتك وتعتبرين أن رأى الناس هو الذي سيحدد هويتك وقيمتك؟؟
كل البشر فيهم مواهب متعددة ونقاط ضعف ونقاط قوة...
ما الذي يجعل رأي الآخرين أهم من رأيك في نفسك؟؟
أما عن الحل الذي ذكرته فهو في أنك قلت أنك أجبت بمنتهى الثقة والسهولة عندما لم تعرفي أنه اختبار شفهي...
عليك أن تراجعي مع نفسك معنى كلمة اختبار أو امتحان شفهي..
ما هو معناها ولم هي مخيفة وما الذي يجعلها تختلف عن أي حديث آخر مع أي شخص أو أشخاص آخرين؟؟؟؟؟؟
لا تقفي عند الإجابة السطحية مثل: "لا أدرى" أو "طبعا الاختبار مختلف عن الكلام العادي" أبحثي عن الأسباب المعقولة واللامعقولة بحيث تفهمين ما هو الاعتقاد الخاطئ أو المبالغ فيه وتتحدين هذا المعنى منطقيا.
من ناحية أخرى يجب أن تتدربي على الاسترخاء عن طريق الجلوس في مكان هادئ والتنفس ببطء وبعمق لمدة عشرة دقائق في الصباح وعشرة دقائق في المساء... تخيلي نجاحاتك الماضية أثناء التنفس ...
وتخيلي أيضا نجاحاتك في المستقبل... ثم تخيلي أنك تقدمين "برزنتيشن" رائع وبمنتهى الثقة... قد يكون هذا صعبا في البداية ولكنه سيسهل مع الممارسة.... سيعطيك هذا الثقة التي تريدينها... لا تستخفي بهذا فإن الرياضيين العالميين في الألعاب الأوليمبية يستخدمون هذه الطريقة بعينها في إعداد أنفسهم للأداء الحاسم والذي يحدث في عدة دقائق أو عدة ثوان ويكون تقييما صارما لأربعة سنوات من التدريب الشاق المستمر...
لا شك أن هذا أصعب بكثير من أن تجاوبي بعض الأسئلة.. أليس كذلك؟
أرجو أن تتابعي معنا، وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.