أعاني من شخصيتي القلقة واضطرابات الأكل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا سعيدة بوجود موقع رائع مثل هذا في العالم العربي، أشكركم على بذل الوقت والجهد من أجلنا جعله الله في ميزان حسناتكم -إن شاء الله-، وأرجو أن يتسع صدركم لي وتقدروا بعون الله على حل مشكلاتي. لا أدري كيف أبدأ لكن في الحقيقة بدأت مشكلتي مع الأكل مند صغري وأنا آكل كثيرا، لم يكن يبدو علي زيادة الوزن في صغري، لكن مع مرور الوقت بدأ يزداد وزني بسبب كثرة الأكل، وخاصة الحلوى والتي لا أستطيع مقاومتها.
أحس أنني أجبر نفسي على الأكل وأنا لست جائعة، بل أحيانا أكون ممتلئة تماما لكني أجبر نفسي على الأكل لا أدري لماذا؟!
عادة عندما أشعر بالإحباط أو القلق أبدأ بالأكل بطريقة مفرطة وخاصة الحلوى وألوم نفسي أنني لا أستطيع أن أواجه قلقي وإحباطي بطريقة صحيحة وإنني أهرب من مشاكلي، وأبدأ بلومها أيضا على زيادة وزني بسبب الأكل، لكني أشعر فعلا أنني لا أستطيع إيقاف الأكل لأنني أحس أنني أفقد متعة كبيرة عندما أحاول تقليل الأكل أو اتباع أي نظام غذائي مهما كان مريحا، لا أستطيع أن أكمله، أحس كما لو أن طفلا رضيعا لا يستطيع أن يترك حليب أمه.
ولقد بدأت في برنامجكم الذي عرضتموه في الموقع لمشاكل الوزن وأدركت حقا أنني لا أستطيع أن أميز الجوع والشبع، لكن ما أن بدأت لم أستطع أن أكمله لأنني أحسست أنني أفقد متعتي في الطعام وصعوبة شديدة ولم أرد أن أجبر نفسي على نظام غذائي لأنني فعلت ذلك سابقا لمدة 3 أشهر تقريبا وكان الأمر صعبا جدا وانخفض وزني 4 كيلو ثم عادت الآن بزيادة بعد أن تخليت عن نظامي الغذائي.
طولي: 176 ووزني: 84 ، وأنا أرى أن وزني ازداد كثيرا رغم أن الأغلبية لا يرون هذا، أنا أحب أن يكون جسمي نحيفا جدا ولا أستطيع، أنا إلا أن أحلم بهذا طوال الوقت، حتى أنني أحيانا أبكي عندما أرى أجسام الفتيات النحيفات جدا أو الرشيقات، أقول في داخلي سأفعل المستحيل لأحصل على جسم مثل هذا، لكن أجد أن الواقع مختلف تماما، وأنني لن أصل طالما استمرت معاناتي مع الأكل، وأحيانا أخرى أشعر بالرضى عن جسمي لكن لدي مخاوف من زيادة وزني أكثر من ذلك، وهو المضمون حتى الآن بسبب أكلي الزائد.
أنا آكل بسرعة كبيرة جدا وبدون تفكير فيما آكله، ولا أستطيع أبدا أن أعمل شيء واحد فقط -وأعني الأكل لوحده- لذلك لم ينجح برنامجكم معي، وأيضا لا أستطيع أن أصدق أن الأكل هو السبب في وزني رغم كل الحقائق التي تثبت هذا لكن لا أدري لماذا لا أصدقها.
أنا أحس أن شخصيتي القلقة لها علاقة بمشكلتي مع الطعام، لقد أدركت مؤخرا أن صرف انتباهي عن الطعام ينجح في منع الأكل، لكن إذا صرفت انتباهي فإنني أنصرف تماما، حتى أنني أستطيع أن أبقى يوما كاملا بدون طعام ولا أحس بالجوع إلا إذا فكرت بالأمر، أريد حلا يجعلني أصل للرشاقة في ظل كل هذه المشاكل، لا أستطيع أن أعيش بسعادة ما لم يتحقق هذا الحلم، هل يمكن أن أعالج هذه المشكلة لوحدي، أم هل يلزمني طبيب؟؟
سؤال إضافي: هل يوجد مركز في مصر يمكن أن يحل اضطرابات الأكل والوزن؟؟ (أتمنى ذلك لأنني سمعت مؤخرا عن أنه سيكون مركز لاضطرابات الأكل في جامعة عين شمس) ، أرجو مساعدتي جزاكم الله خيرا
01/06/2012
رد المستشار
الابنة الفاضلة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، حين حسبت منسب كتلة جسدك وجدتها 27 كجم / المتر المربع... أي أنك لست بدينة من الأساس فقط أنت في فئة زائدي الوزن هذا إذا أردت الالتزام بالمقاييس الغربية (علما بأنها باطل في باطل) لكن أنت حرة، وبالتالي أرى أن إنقاص الوزن ليس هدفا ينصحك حكيم باستهدافه يرحمك الله لا اليوم ولا غدا.... لأنك لست بدينة أصلا ولا يفضل الصدام مع الجسد بالرجيم المتكرر أو المزمن كالذي تعيشين وأنت ابنة تسعة عشر ربيعا.
في نفس الوقت يا بنيتي أرى وصفك لما شعرت به عند بداية تطبيق البرنامج كما أرى سرعة هروبك منه معلنة أنا طفلة أنا طفلة رضيعة والأكل حليب أمي! لكأن أنت الوحيدة التي حل الأكل عندها محل حليب الأم! أرى وصفك هذا علامة على التسرع وعدم الاتصاف بالصبر وربما وصلت الأمور إلى حد الاتصاف بالاندفاعية Impulsivity أو العجلة كما أحب أن أسميها.... والحقيقة أن الصبر أحد أهم ركائز النجاح في برنامج جدد علاقتك مع أكلك وجسدك.
كلنا مثلك يا ابنتي لكن المشكلة تكمن في أن حجم اللذة التي تستمدينها من الأكل متفاقمة ربما (في رأيي الشخصي) بسبب الرجيم المزمن الذي تعيشينه دون أن تصرحي ربما لنفسك... فأنت في حركتك خلال اليوم تتحاشين أو تتلافين كل ما تحبين من الطعام قدر استطاعتك والنتيجة أنك مستمر في وعيك الأكل والحرمان من الأكل... ثم تجدين نفسك في أوقات الضعف النفسي سواء الإحباط أو الضيق أو التوجس والقلق تأكلين كل ما كنت تتحاشين حتى رؤيته أو الحديث عنه من أطعمة، تأكلينه وأنت مفرطة الاستثارة والاندفاع وما أصدق وصفك حين تقولين: (أنا آكل بسرعة كبيرة جدا وبدون تفكير فيما آكله) ثم يلي ذلك الشعور بالندم وبالعجز أمام الأكل، وربما تكتمل أحيانا معايير تشخيص نوبة الدقر ولعلك قرأت معناها عند القراءة عن:
ما هو النهام العصبي؟ Bulimia Nervosa
اضطراب نوبات الدقر Binge Eating Disorder
وربما تكون اللذة التي تستمدينها من الأكل ناتجة عن عدم إتاحة مناحي الاستمتاع الإنساني الأخرى فضلا عن صعوبة ممارسة الرياضة في الهواء الطلق في معظم دول الخليج بسبب الطقس الملتهب، وربما ضيق شبكتك الاجتماعية... وربما تكون صفة طبيعية أن يستمد بعض الناس من الأكل متعة مفرطة مقارنة بالآخرين لأسباب بنيوية أو عائلية.... المهم هنا هو أن تحاولي تعديد مصادر اللذة في حياتك.
تقولين: (لا أستطيع أبدا أن أعمل شيء واحد فقط _وأعني الأكل لوحده_ ) لم أفهم المقصود هل تجدين في الانشغال بعمل شيء إضافي أثناء الأكل ما يساعدك على التقليل من سرعة الأكل مثلا أم ماذا تقصدين؟... على كلٍّ أحسب أنك قرأت مقالنا عن تأثير سرعة الأكل على الجسد: كيف نأكل؟ هل لهذا علاقة بالبدانة
صحيح أن الولع بالحلوى والسكريات يمكن أن يسبب زيادة في الوزن لكن ذلك لكي يحدث لابد من فقداننا للسيطرة على الأمر وهذا ما يحدث لك بسبب الرجيم المزمن الذي تعيشين والذي يجعلك عرضة أكثر للتوقُ (أو الاشتهاءُ) الملِحُ للسكريات Sugar Craving فكلما شعرت بالتوجس أو الإحباط أو الضيق كلما كان اشتهاؤك للحلوى أكثر...
تبقى واضحة ومتكررة الظهور مشكلة ولعك بالجسد النماذجي المثالي المطابق لمقاييس العولمة فأنت واقعة في فخ الصورة كما وضحناه في ردنا القديم: فخ الصورة: أول الملف، متابعة، وكذلك في فخ الأيزو يا ابنتي كما بينا في مقالنا: أكذوبة الأيزو الإنساني: تصحيح مفاهيم، وهذا يحتاج عملا معرفيا كثيرا لعل القراءة على مجانين تشكل أرضية لك تلجئين بعدها -بعد الله تعالى- إلى معالج معرفي سلوكي يطبق مبادئ اللاحمية أو اللارجيم كما بينا في مقال: اللاحمية.. برامج وفلسفات
فعلا سيتم في القريب إن شاء الله افتتاح عيادة خارجية في مركز الطب النفسي التابع لطب عين شمس لمتابعة مرضى اضطرابات الأكل بإشراف الزميلة د. هبة عيسوي ولكنها عيادة خارجية وليست مركزا متخصصا أي أننا ما نزال في بداية الانتباه لهذه المشكلة في العالم العربي ... أعانك الله.... وأخيرا أنصحك بقراءة الردود التالية:
هاجس البدانة والزواج...هل تساعدونني؟
هاجس البدانة والزواج هل تساعدونني مشاركة2
هاجس البدانة والزواج هل تساعدونني متابعة
مع نفسك مع الدكتور: عواقب الرجيم سوداء
هاربات وقديسات: القذارة التي نعيشها!!
د.وائل: الرجيم فاشل ومفيش فايدة هتتخنوا
وأهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.