ماذا أفعل تجاه مرضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بداية مشوار مرضي كانت من سنة وأربعة أشهر كنت قد تناولت الحشيش للمرة الثانية فقط وقد عشت أصعب أيام حياتي بسبب هذا اليوم.
أولا، بعد أن تعاطيت الحشيش وقد تعاطيت شهيقا واحدا وبعد ذلك لاحظت أشياء غريبة وهي أني... ألاحظ نفسي لا أستطيع أن أمسك بنفسي وعدم السمع وبعدم الرؤية ودوار شديد وإحساس بأن قلبي سيتوقف وفعلا كان يتوقف وعندما ذهبت للبيت كنت بنفس الحالة تماما، لم أتناول أي شيء فقط كنت أصارع الأعراض وحسبتها صراعا مع روحي أو أني قد توفيت أو أصارع الموت.
كانت الأصوات تأتي وتنخفض ولا أشعر بجسمي وكأنه غريب عني، الرؤية غريبة جدا لا أستطيع وصفها، وفي بداية الأعراض شعرت بنبض قلبي وكأنه الشيء الوحيد الحي في جسدي. أشعر به فقط هو الوحيد الذي أشعر به، وحينما تأتي الأصوات وترجع مرة ثانية كنت قد أخذت ثقة في نفسي وقلت سوف أنهض وفعلا عند بدئي بالنهوض أشعر وكأني نائم، شخص نائم ويحلم وجسمه لا يستطيع التحرك كالميت.
حاولت مرارا وتكرارا لكن فشلت وجلست في بيتي أتأمل في نفسي وعند مرور ساعتين من 6 ساعات كنت قد أصبحت طبيعيا لكن الأعراض الأولية موجودة هي الدوخة وعدم التركيز. واستمرت الأيام ولم أتناول شيئا ولم أذهب إلى دكتور متخصص ولا أي شيء.ظللت شهرا وأتتني هذه الأعراض بدون تعاطي أي شيء ولكن هذه الأعراض أشد بكثرة. أول يوم استمرت باللاواقعية وسرعة دقات القلب الصاروخية، ومعدل ضخها هو 180 وأخذت حقنة لسرعة الضغط، والأعراض هي فقدان الذات، وعدم التركيز، وعدم استطاعة حمل نفسك، وتعب من التفكير بحيث لو فكرت بأن قلبك ينبض تتعب ويسرع أكثر.
بدأت استمريت 6 أشهر على هذه الأعراض وزادت الأعراض في منتصف الستة أشهر وهي دوار مستمر خوف من أي شيء، والخوف من أصدقائي، وعدم القدرة على التكلم أمام أي شخص، يصيبني شيء غريب وهو سرعة النبض، وانعدام الأصوات والواقع، وفقدان الذات، أشعر بنفسي وكأني جثة هامدة.
كنت في بداية تعبي طبيعيا جدا وكنت أمارس حياتي طبيعيا كنت أذهب للمشفى لتلقي العلاج وكنت أذهب مع والدتي لكن كل ما زادت الأيام زاد المرض. كل التحاليل سليمة أشعة مقطعية وصور الدم والغدة الدرقية وحتى رسم القلب، ولكن عند مرور سنة كاملة، قلبي بدأ بعدم الانتظام، لا أحب أن أصمد أمام ضوء، أكره الضوء،
أشعر بأن نفسي غريبة عندما يضيء الضوء نصف جسدي الأيسر معدوم الرؤية لا أستطيع أن أشعر به أو حتى أنظر من عيني اليسرى وكأنها ليست موجودة، ويوجد غيمة سوداء كأني أراها، نسيت شيئا منذ بداية شكوتي من الأمر كنت أشكو من نصف جسمي الأيسر وكأنه بعيد عني وما زال وما زال. ثم تقدم إلى عدم الإحساس بجسمي كله لكن أعراض الرؤية من عدم الرؤية من العين اليسرى لكن اليمنى سليمة أرى بها لكن الرؤية مشوشة.لا أشعر بالبرد ولا بالحرارة معدوم الإحساس لو أخذت إبرة وحاولت شك نفسي لا أشعر ودمي ليس كمثل الأول وأيضا قلبي بدأ يؤلمني ألمً شديدا، وعدم الانتظام والخروج من الواقع والسقوط أرضاً عندما لا أسمع،
ذهبت لأطباء عدة. في مصر قسم القصر العيني علاج الإدمان والنفسي قسم جديد لعدم توفير مال للدكتور والعلاج.كان الدكتور قد صرف لي علاج . باركوستين - تيجراتول سي آر وقد تعبت جدا من بعد تناول هذه الأدوية فتركتها واستمريت على الأعراض لمدة 3 أشهر وكل شهر أتعب مرارا وأذهب إلى المشفى وأشكو من قلبي وعدم الواقعية.وذهبت مؤخرا من شهرين إلى قسم الدمرداش وقد كتبت لي الدكتورة على فافرين،فأخذته ويسبب لي هذيان وعدم القدرة على الوقوف وسقوط يدي عند رفعها وأشعر بسخونة في معدتي،فتركته ولكن قد أصبت بإحباط لأن ثمنه غال.
فتركت المشفى وذهبت إليه مجددا بعد شهر تقريبا وأخذت دواء مجددا اسمه سيروكسات 25 قرص 3 مرات يوميا، لكن هذا ثمنه أبهظ من ثمن الفافرين.
فودعته وقلت لا وأنا الآن بين أيادي ربي لا أستطيع أن أفعل شيء، التعب من أقل مجهود، سرعة وخفقان وسماع دقات قلبي في كل شيء أفعله، ضعف الأصوات وضعف النظر وعدم القدرة على الوقوف ورعشة وحركات لا إرادية في جسمي وعيني شبة ساقطة، وتنميل أحيانا في الجزء الأيسر من رأسي والأيمن أيضا، أسمع صوت زن مثل صوت مروحة التكييف المركزي وبياض يدي ولا أشعر بجسمي كله ولا أستطيع التذوق مثل الطبيعة،
ولا أستطيع أن أفعل أي شيء، أخاف كثيرا لكن الحمد لله قل الخوف بسبب ذهابي للمدرسة والامتحانات فتغلبت على الخوف، لكن يأتيني عند مكوثي في البيت فترة وذهابي للشارع أشعر بخوف من أي شخص يأتي لي.أنا الآن لا أستطيع أن أفعل، أتعاطى الفيتامين فقط. أفيدوني هل للدوجماتيل أثر طيب لشفائي.
أرجوكم ساعدوني .آسف على الإطالة كتبها الله لكم في ميزان حسناتكم. وآسف على عدم التركيز في الكتابة لأني في حالة عدم تركيز.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
07/06/2012
رد المستشار
ابني العزيز، شكراً على استعمالك الموقع وأتمنى لك الشفاء العاجل.
أما ما تطرقت إليه من أعراض جسدية ونفسية فليس بأمر غير مألوف في الطب النفسي ولا أظن أن هناك أخصائيا في الطب النفسي لا يرى مثل هذا الوصف في أحد المرضى بين الحين والآخر بعد تعاطي جرعة واحدة من الحشيش. هذه الأعراض يمكن تصنيفها:
1- اضطراب قلق وحيث يشمل جميع الأعراض التي وصفتها ومن ضمنها تبدد الشخصية (اختلال الإنية Depersonalization ) .
2- البعض من الأخصائيين يصنفها: اضطراب تبدد الشخصية أولا مع أعراض قلق من جراء ذلك.
3- البعض يميل إلى اعتبارها أعراض شبه ذهانيه أو أعراض ذهانيه مبكرة.
لا أميل إلى التصنيف الثالث ولا سيما في وصفك الدقيق للأعراض والتي تجاوزت مدتها سنة كاملة.
التصنيف الأول يميل إليه الكثير والسبب في ذلك بان علاج القلق يسير ومتوفر. في رأي المؤيدين لهذا التصنيف أن منشأ القلق هو خوف ورهبة الإنسان من تعاطي الحشيش في بداية الأمر ولا علاقة للحشيش بالأعراض.
المشكلة تكمن في تفاعل الأعراض أعلاه لعقاقير المضادة للاكتئاب في حالة مثل حالتك. يتفاعل المريض هنا لهذه العقاقير بصورة غير حسنة وتكون الأعراض الجانبية أشد وطأة عليه من غيره من المرضى، وقلما يستجيب للدواء. من جراء ذلك لا أميل إلى هذا التصنيف ولسبب آخر أيضاً هو قلة استجابة المريض للعلاج النفسي والسلوكي الذي يعتبر الركن الأساسي لعلاج أمراض القلق.
الرأي أو التصنيف الثاني أكثرهم تحدياً للمريض والطبيب في آن الوقت. هذا الرأي هو ما أميل إليه في استشارتك. هناك احتمال تشير إليه بعض الدراسات بأن حالة تبدد الشخصية منشأه اضطراب ذاتي أو داخلي المنشأ في أفيونات الدماغ الطبيعية Endogenous Opioids. بسبب ذلك ترى هذه الأعراض شائعة في الكثير من الناس ولكنها قد لا تتجاوز البضع دقائق في الغالبية العظمى بين الحين والآخر وأثناء الإرهاق، ولكن هناك أقلية من الناس تظهر الأعراض فيهم بصورة مفاجئة وتستمر لأشهر، ولكنها أيضاً تختفي فجأة بدون سبب في الكثير. إذا صادف وكان المريض يتناول عقاراً ما عند الرحيل المفاجئ للأعراض فإن الجميع يتصور بأن الفضل الأول والأخير للدواء. لكن الحقيقة قد تكون غير ذلك.على ضوء ذلك فإني أود أن أقول بأن الاحتمال الكبير بأن هذه الأعراض ستختفي فجأة يوما ما لذلك لا تفقد الأمل أبداً. من أشار عليك بدواء الدوجماتيل (Sulipride) فإن رأيه صحيح. هذا العقار يشمل الاحتمال الأول والثاني والثالث. تحتاج إلى إشراف طبي لاختيار الجرعة المناسبة والتي هي بين 200 – 600 مغم يومياً في معظم الحالة.
العقار الثاني الكثير الاستعمال هو الكلونازيبام Clonazepam وهو يشمل التصنيف الأول والثاني. الحقيقة أن هذا العقار يشابه الديازيبام Diazepam في مفعوله ولكنه عكس الأخير قد يطول المفعول يوم أو يومين أحياناً. عليك أولاً ب 0.25 مغم ليلاً لمدة خمسة أيام لتفادي حصول عرض جانبيي وهو كثرة النوم بعد الجرعة الأولى والذي بسببه يتوقف المريض عن الاستمرار في العلاج. بعد ذلك يمكن زيادة الجرعة إلى 2تدريجياً إلى 2 مغم ليلاً. جرعة أكبر من الأخيرة لا حاجة لها في الغالبية العظمى والتي تحتاج بين 0.5 – 2 مغم ليلاً.عليك بالاختيار الأول وإن فشل فالثاني وكلاهما رخيص السعر.
هناك من يوصف عقار النالكسون Naloxone المضاد للأفيونات بجرعة 120 مغم يوميا لبعض المرضى ولكن استعمال هذا العقار في هذا المجال غير مرخص به علمياً حتى كتابة هذه السطور، ومسؤولية الوصف تقع على الطبيب المعالج لا غير.
في نهاية الأمر حاول جهد إمكانك وضع برنامج يومي وأسبوعي للفعاليات وتنظيم التغذية وعمل التمارين الرياضية، وتأكد أنك قد تصحو يوماً وتلاحظ غياب الأعراض تماماً.
التعليق: يا محمد .. لا تقلق أبدا من الأعراض التى تستشعرها .. فهى كلها حالات بسيطه تندرج تحت القلق النفسي .. أعتقد أنك عندك استعداد لاستقبال مثل هذه الأعراض ..
وكان تناولك للحشيش هو ما فجر لديك هذه المشاعر القلقية ..
عليك بالذهاب لأحد الاطباء النفسانيين كي يصف لك بعض مضادات القلق والاكتئاب .. وعليك باستخدام الأساليب السلوكية كتنظيم الوقت وممارسة الرياضه والتنزه والتفكير الإيجابي والاهتمام بدراستك .... ولا تعبأ بما ينتابك من مشاعر فكلها أمور عارضة وبسيطة ...